معلومات مسربة تكشف استراتيجية الإمارات السرية لزعزعة استقرار الجزائر عبر حملة إعلامية واستخباراتية منسقة تستهدف دبلوماسيتها الإقليمية وصورتها الوطنية

في تسريب خطير، كشفت مصادر موثوقة للغاية عن وجود استراتيجية إماراتية سرية تُسمى “إرباك الجزائر”، اعتُمدت خلال اجتماع أمني رفيع المستوى عُقد في 2 مايو 2025 في أبوظبي. وُصف الاجتماع بأنه “عاجل واستثنائي”، ترأسه مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، وضمّ مسؤولين إماراتيين كبارًا إلى جانب مستشارين أجانب من شركة التأثير السياسي الأمريكية “غلوبال ستراتيجي جروب” (GSG).
وترسم الخطة المسربة خطة هجومية منسقة – تعتمد على كل من الإعلام والاستخبارات – مُصممة صراحةً لتشويه صورة الجزائر، وتعطيل نشاطاتها الدبلوماسية، ومواجهة نفوذها الإقليمي المتزايد.
أهداف الاستراتيجية الإماراتية
وفقًا لتقارير مُفصّلة من الاجتماع، تشمل الأهداف الأساسية للخطة ما يلي اتهام الجزائر بالتقصير في إدارة منطقة الساحل المضطربة والادعاء بدعم الجزائر لحركات انفصالية ذات دوافع أيديولوجية، إلى جانب التلميح إلى انخراط الجزائر في حملات تضليل تستهدف الإمارات على الساحة الدولية.
وأعرب مسؤولون إماراتيون عن قلقهم البالغ إزاء تنامي نفوذ الجزائر في الملفات الإقليمية الحساسة، لا سيما في دارفور وليبيا، فضلًا عن تنسيقها الاستراتيجي المتنامي مع تركيا وقطر. ونُقل عن أحد المشاركين الإماراتيين قوله: “الجزائر تتحرك بهدوء ضد مصالحنا. إذا لم نُربكها ونُعيقها الآن، فإننا نُخاطر بفقدان بوابات شمال إفريقيا الاستراتيجية”.
آليات التنفيذ والمهام الموكلة
تتمحور العملية الداخلية حول مجموعة من الأدوات والتكتيكات الإعلامية السرية، منها تفعيل حملات التلاعب الرقمي عبر “الذباب الإلكتروني” المدعوم من دولة الإمارات لإعادة تدوير الروايات البالية حول مزاعم الفساد في الجزائر، ونشر محتوى إعلامي مُفبرك يربط الجزائر بالإرهاب والتنسيق العسكري مع إيران، إضافة إلى حشد المعارضين الجزائريين المقيمين في منطقة الخليج لإثارة البلبلة والتشكيك في المواقف الرسمية للبلاد.
وتُفسر هذه التكتيكات على أنها جزء من ضربة استباقية تهدف إلى تحييد أي تصعيد دبلوماسي جزائري متوقع داخل المنظمات القارية والإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، لا سيما في معارضة توسع النفوذ الإماراتي في أفريقيا.
كما يُبرز هذا التصعيد السري ما يبدو أنه جهد إماراتي مدروس لتقويض النفوذ الجيوسياسي المتنامي للجزائر بشكل منهجي من خلال حملة متعددة الأوجه من التضليل والحرب النفسية، حيث يُنذر هذا التسريب بمرحلة جديدة من التوتر الصامت بين الجزائر وأبو ظبي، مما قد يُفاقم توتر التوازن الجيوسياسي الهش في شمال أفريقيا.
وتجدر الإشارة إلى أن التلفزيون الوطني الجزائري بثّ سابقًا تقريرًا لاذعًا وصف الإمارات العربية المتحدة بـ”الدويلة المصطنعة” تسعى إلى استرضاء جهات مُفتعلة، في إشارة إلى ما يُسمّى عداء أبوظبي الإعلامي واحتضانها لشخصيات تُروّج لخطابٍ انقسامي ضد الوحدة الوطنية الجزائرية.