26 أغسطس، 2025
ANEP الثلاثاء 26 أوت 2025

مع عودة “موسم الحرقة” في المغرب.. هذه هي الأسباب التي تدفع قاصرين مغاربة إلى ركوب أمواج الموت

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
مع عودة “موسم الحرقة” في المغرب.. هذه هي الأسباب التي تدفع قاصرين مغاربة إلى ركوب أمواج الموت

في أواخر يوليو الماضي، تمكن 54 قاصرا أغلبهم مغاربة من العبور سباحة إلى مدينة سبتة الخاضعة للإدارة الإسبانية وتطالب الرباط باستعادتها.

وأعادت عملية الهجرة غير النظامية هذه إلى الواجهة قضية هجرة القاصرين، بعدما خفتت خلال الأشهر القليلة الماضية.

ويرى باحث في علم الاجتماع أن الترويج لأفكار مغلوطة عن حلم الهجرة يساهم في هجرة القاصرين، وأن المنظومة التعليمية في المغرب غير قادرة على تأطير (تعليم) الأطفال، وانقطاعهم عن الدراسة يساهم في الظاهرة.

فيما تزعم حكومة المخزن إنها تركز على مكافحة هذه الظاهرة عبر “توفير فرص عمل، وإصلاح التعليم، وزيادة الأجور، وتنمية مناطق المملكة كافة.”

ويوجد نحو 5 آلاف قاصر مغربي وصلوا إلى إسبانيا عبر عمليات هجرة غير نظامية، وفق احصاءات إسبانية رسمية دون تفاصيل بشأن المدة الزمنية.

الهجرة صيفا

مع ارتفاع درجات الحرارة صيفا، يستغل مهاجرون غير نظاميين، بينهم قاصرون، هدوء البحر للعبور إلى سواحل إسبانيا أو إلى مدينتي سبتة ومليلة.

والمدينتان محاطتان بسياج، ويحاول المهاجرون الدخول إليهما سباحة.

ويبحث المهاجرون من دول إفريقية عديدة عن حياة أفضل في أوروبا، في ظل أزمات اقتصادية ونزاعات مسلحة في بلادهم.

وفي 27 يوليو الماضي، قالت قناة “آر .تي.في. إي” الإسبانية الرسمية إن “نحو 54 قاصرا استطاعوا الدخول إلى سبتة عبر السباحة بحرا”.

وأضافت أن الحرس المدني الإسباني بذل جهودا لإنقاذهم في ظل سوء حالة البحر، وجرى نقلهم إلى مراكز مؤقتة.

إشكالات معقدة

هجرة القاصرين “مرتبطة بإشكالات معقدة، اجتماعية وسياسية واقتصادية”.. هكذا بدأ الباحث المغربي في علم الاجتماع علي الشعباني حديثه للأناضول.

وأوضح أن “الإشكالات الاجتماعية لهجرة القُصَّر مرتبطة بالمحيط الأسري والظروف العامة السائدة بالمجتمع التي تساعد على الهجرة، مثل الترويج لأفكار مغلوطة عن حلم الهجرة”.

وأضاف أن “الأمر مرتبط أيضا بالمنظومة التعليمية التي تعتريها بعض النواقص، مما يجعلها غير قادرة على تأطير الأطفال الصغار”.

“عندما كنت في قرية شمال البلاد لدى أسرة تضم أطفال يتابعون دراستهم في المدرسة، صُدمت عندما سمعتهم يقولون إن المدرسة لا تصلح لشيء”، أردف الشعباني.

وزاد أن “بعض القرى تضم شبابا حصلوا على الإجازة (التعليمية) ويتجرعون مرارة البطالة في قراهم، مما يؤثر على القُصَّر الذين لا يزالون يتابعون دراستهم”.

قوارب الموت

الشعباني انتقد ترويج بعض الأفكار بين الصغار، الذين بدأوا يبحثون عن مخارج أخرى غير الدراسة.

وقال إنه “بعدما ينقطع بعض الأطفال عن الدراسة، يجربون العديد من الأمور الأخرى، ولا يبقى أمامهم إلا الفكرة التي تروج أيضا في المنطقة، وهي الهجرة غير النظامية”.

وتابع: “بعض العائلات أصبحت تشجع أطفالها على الهجرة، وتوفر المال للوسطاء من أجل مساعدتهم على الهجرة وارتياد قوارب الموت”، في إشارة إلى قوارب هجرة متهالكة يكون مصير بعضها الغرق.

ومنتقدا اقتصاد بلاده، اعتبر الشعباني أنه لا يساهم في إدماج الشباب جميعا في النسيج الاقتصادي، والبطالة من بين أسباب الهجرة.

محاولات متكررة

ومن حين إلى آخر تعود قضية هجرة القاصرين إلى السطح في المغرب، خاصة بعد انخراط عديد منهم في محاولة “هروب جماعي” إلى إسبانيا العام الماضي.

ويستخدم قاصرون منصات التواصل الاجتماعي لتبادل المعلومات والتنسيق بينهم بخصوص توقيت التجمع في أماكن معينة وكيفية الهجرة.

وبين 7 و9 سبتمبر 2024، منعت قوات الأمن المغربية نحو 3 آلاف شخص، بينهم شباب وقاصرون، من اختراق السياج الحدودي الفاصل بين مدينتي الفنيدق شمالي المملكة وسبتة.

وتعد محاولة الاقتحام هذه من أكبر العمليات خلال السنوات القليلة الماضية.

وأعلنت السلطات المغربية، في 19 سبتمبر 2024، تقديم 152 شخصا إلى الأجهزة القضائية بشبهة التحريض على تنظيم عمليات هجرة غير نظامية.

العمل والتعليم

في مايو 2024، أعلن المجلس الاقتصادي والاجتماعي (رسمي) أن مليون ونصف شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة عاطلون عن العمل في المغرب.

وقال رئيس المجلس أحمد رضى الشامي، خلال تقديمه للدراسة بالرباط، إن عدد العاطلين يبلغ 4.3 ملايين، إذا تم اعتماد العمر بين 15 و34 سنة.

وأضاف أنه “عدد كبير يطرح إشكالات تتعلق بالإقصاء والشعور بالإحباط، والتفكير في الهجرة، وتهديد التماسك الاجتماعي”.

رابط دائم : https://dzair.cc/1pjr نسخ