الأحد 25 ماي 2025

مقابلة موقع دزاير توب كاملة مع المدرب البرازيلي لفريق شباب بلوزداد ”ماركوس باكيتا”

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
مقابلة موقع دزاير توب كاملة مع المدرب البرازيلي لفريق شباب بلوزداد ”ماركوس باكيتا”

البرازيلي ماركوس باكيتا، واحد من بين المدربين الأجانب الذين تركوا بصمتهم في البطولة الوطنية في ظرف وجيز ، تولى زمام العارضة الفنية لفريق شباب بلوزداد بعد رحيل أبرز لاعبيه أمير سعيود، رفع التحدي وأصر على أن يقول كلمته هذا الموسم مع أبناء لعقيبة ، رغم المضايقات والعراقيل التي تعترضه ، يملك سيرة ذاتية ثرية وحقق مع منتخب البرازيل لأقل من 20 سنة و 17 سنة لقب كأس العالم ، كانت له صولات وجولات في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية نترككم تكتشفونها في هذا الحوار

دزاير سبور : شكرا لك على قبول دعوة قناة دزاير توب

باكيتا : شكرا لكم ، إنه لمن دواعي سروري إجراء مقابلة صحفية معكم في غرفتي وسأجيب على أسئلتكم

دزاير سبور : في البداية، نتحدث عن النتائج التي حققتها مع شباب بلوزداد لحد الآن ، كيف يمكن أن تصف بدايتك مع شباب بلوزداد ؟

البداية مع الفريق كانت جيدة ، مع مرور الوقت تعرفت على إمكانيات اللاعبين وتدوير معالم التشكيلة ، لأن الوقت كان قصيرا جدا كما قمنا بمعسكرين صغيرين من أجل التحضير لمبارتين ، بعد ذلك واصلنا التحضير لبداية البطولة الوطنية ، ولم نكن على أتم الاستعداد وبكامل قوانا من أجل الإنطلاق في الموسم الجديد ولكن خطوة بخطوة يمكننا معالجة هذه الأمور.

هل تعتقد بأنكم غيرتم شيئا من طريقة لعب فريق شباب بلوزداد ، هل تعرفت بشكل جيد على التشكيلة والمجموعة ككل ، ؟

في بعض الأحيان ينبغي علينا أن نواجه فرقا قوية مثل مواجهة وفاق سطيف الذي يملك خبرة كبيرة ، وفي المقابل علينا أن نحترم منافسينا ولكن على العموم نملك فريقا جيدا ومحترما وجاد في التحضيرات وأعتقد أنه يوما بعد يوم يمكننا تطوير امكانات اللاعبين

خلال المباريات الماضية لاحظنا أن شباب بلوزداد يجد صعوبات بالغة خاصة في الشوط الثاني ، كيف يمكن لك أن تشرح لنا هذا ؟

كنا نملك خمسة لاعبين مع المنتخب الوطني، وكذلك مع منتخب ليبيا واللاعبون يصلون إلى الفريق منهكين كما أن عودتهم إلى الفريق ستسمح لنا بتوظيفهم من أجل إعطاء الدعم الفني للتشكيلة ، لأنهم من أفضل لاعبي خط الوسط في الجزائر كما أنني لم استغرب تألقهم في البطولة العربية

وهذا ما أثر عليكم بتواجد 5 لاعبين مع المنتخبات الوطنية كثيرا أليس كذلك ؟

نعم أكيد ، أثر كثيرا لأننا نلمك فريقا من أجل بداية الموسم ولانملك بدائل من أجل تدوير التشكيلة ، كما أننا نحضر بدنيا وتكتيكيا من أجل مسايرة مرحلة انطلاق البطولة ، وهذا ماجعل اللاعبين يقومون بتضحيات ، كما أننا نملك لاعبين مهمين في وسط الميدان مع المنتخب المحلي ويعتبران من ركائز الفريق كما أن عودتهم للفريق ستكون صعبة.

رغم كل ذلك ، أنصار شباب بلوزداد ينتظرون الكثير من الفريق من أجل تحقيق الإنتصارات ونيل الألقاب ، هل تعتقد أن الفريق قادر على رفع التحدي هذا الموسم ؟

ليس لدي شك في ذلك لأن اللاعبين لديهم الثقة ويبلون بلاء حسنا في التدريبات ويجتهدون كما أنه بامكاننا تدعيم الفريق بلاعبين أجنبيين لأنه مزال بحوزتنا انتدابين من الخارج لكن علينا جلب مهاجم مميز وليس استقدام لاعبين يتمتعون بنفس المستوى في البطولة الجزائرية.

لنخرج قليلا من شباب بلوزداد ، لقد جئت من أرض كرة القدم ” البرازيل” ، حاليا صرت تعرف مؤهلات اللاعب الجزائري ، برأيك ماهو الفرق بين اللاعب الجزائري والبرازيلي؟

أعتقد بأن اللاعبين البرازيليين ينطلقون مبكرا في مداعبة الكرة ، فضلا على أن البرازيل بلد كبير حيث بامكانك أن تصادف لاعبين بعمر الزهور كما أن لدينا العديد من ميادين كرة القدم فضلا عن الرياضات الأخرى ، مثل كرة القدم الشاطئية ، كرة القدم داخل القاعات

معذرة على المقاطعة ، لكن كرة القدم في البرازيل بمثابة ديانة ؟ صحيح؟

فعلا ، سؤالك مهم جدا ، لامجال للمقارنة ، لكن رغم ذلك ، عقلية اللاعب الجزائري لاتختلف عن عقلية اللاعب البرازيلي ، فكلامهما يريدان اللعب بحرية وإبداع ولديهما مهارات جيدة ، لقد شاهدت عدة

لاعبين بامكانهم اللعب في أي مكان بالعالم ولهذا تجدهم يلعبون في مختلف بطولات العالم لأنهم يملكون قدرات عالية وأنا جد متفاجىء لذلك لأني شاهدت لاعبين شباب لديهم مؤهلات كبيرة.

من دون شك أنكم تابعتم مباريات المنتخب الجزائري الذي لم ينهزم منذ 33 مباراة ، ماهو انطباعكم حول ذلك ؟

المنتخب الجزائري مدهش ، يعتمد على لاعبين محترفين بالخارج كما يملكون خبرة كبيرة وتجربة ، كما يقدمون مستوى طيب عندما يلعبون في أفريقيا وحتى المنتخب المحلي يملك لاعبين من الخارج ، وأعتقد أن المنتخب الجزائري مميز جدا ليس فقط على الصعيد الفردي فحسب ولكن حتى على المستوى الجماعي ، لديهم فلسفة لعب واحدة ويطبقون تعليمات المدرب ويحصدون النتائج الإيجابية وأعتقد بأن الهدف هو التأهل إلى المونديال ، لقد حققوا الخطوة الأولى في انتظار التأهل إلى المباراة الفاصلة الذي يعني بمثابة تتويج لهم وهذا ماآمله لأنهم يملكون فريقا جيدا ومدربا رائعا وتنظيما محكما

سؤال آخر بخصوص المنتخب الجزائري ، من هو اللاعب الجزائري الذي يلهمك كثيرا ؟

هناك لاعبين كثيرين ، لقد شاهدت المباراة الأخيرة أمام بوركينافاسو، والتي كانت قوية وصعبة للغاية ، وأعتقد بأن رياض محرز هو لاعب مدهش ويلعب في ناد كبير مثل مانشستر سيتي ، كما أنه يلعب بتمتع بخبرة كبيرة لأنه يلعب بجانب نجوم كبار في السيتي ، وأتمنى له المواصلة والتقدم في مسيرته الكروية .

وماذا عن المدرب جمال بلماضي ؟

أعرف جمال جيدا ، لقد عمل في قطر وحقق المطلوب هناك ، هو شخص متواضع ، ورائع كما أنه يجيد التحكم في النجوم وهذا عمل رائع للغاية كما أنني أصلي من أجله لكي يتأهل لكأس العالم

مادمت تحدثت عن كأس العالم ، وبحسب تجربتك هناك هل تعتقد بأن قطر قادرة على احتضان نهائيات كأس العالم 2022 وتقديم نسخة مميزة من المونديال؟

إنه تحد كبير للغاية ومهمة صعبة كما أنها ليست سهلة على الاطلاق ، لكن البلد يملك الإمكانيات والأموال وهذا هو الأهم ، لم أزر قطر منذ مدة ، وأتمنى أن تقدم قطر نسخة رائعة لأنهم يملكون أناسا طيبين من أجل تنظيم التظاهرة العالمية.

كيف يمكن لك أن تصف مهمتك في الجزائر على رأس العارضة الفنية لشباب بلوزداد، في بضع كلمات ؟

لقد جئت إلى الجزائر لأنني شاهدت اللاعبين من قبل ، وهم رائعين ، أستطيع أن أكتب تجربة جيدة معهم لأنني عملت لوقت طويل ليس مع فرق الأكابر فحسب ولكن مع الفئات الشبانية الأخرى مثلما كان عليه الحال في البرازيل مع فرق فلامينغو وفلومينينسي وهي فرق كبيرة بالبرازيل ، وأعرف كيف أتحكم في هذه الأمور ، كما أنه بامكاني المساهمة ليس فقط مع فريق شباب بلوزداد ولكن من أجل مساعدة الكرة الجزائرية ، وآمل أن أوفق في ذلك ، والأكيد أنني أحتاج إلى دعم ومساعدة الأشخاص هنا لأنهم على دراية بالكرة الجزائرية ولاعبيها وثقافتها كما أريد أن أضيف شيئا آخر…

تفضل…

أول شيء فعلته عندما جئت إلى الجزائر هو زيارة متحف المجاهد ، كان علي أن أطلع إلى ثقافة الجزائريين وتاريخهم ، ولقد اندهشت كثيرا لأن الجزائر كافحت وناضلت من أجل الإستقلال وهذا جيد جدا ، وهذا مالاحظته في روح الجزائريين التي تشبه المحاربين ، إنهم لايتقبلون الهزيمة بسهولة ويحاربون إلى آخر لحظة وهذا مايعتبر حافزا مهما بالنسبة لي.

للحديث عن تجربتك الغنية والمميزة ، ماهي أفضل محطة في مشوارك الكروي؟ مع العلم أنك عملت في آسيا وأفريقيا والبرازيل ؟

أعتقد أن حلم كل مدرب العالم هو المشاركة في المونديال وهذا يبقى هدف الجميع وأعتقد أن الله وهبني ثلاث فرص ، لقد عملت مع منتخب البرازيل لأقل من 17 سنة ونلت كأس العالم في 2003 كما أنني أريد ان أقول لهم أننا نعمل بجد كبير ، واللاعبون يجتهدون كما أنني بحاجة إلى أنصار الفريق ، أعلم أنهم محرومون من دخول الملاعب لكنهم قادرون على مؤازرة الفريق ، والإيمان باللاعبين واعتبارهم كابنائهم وحمايتهم لأن ذلك سيعكس الثقة في نفوس اللاعبين ويصبحوا أقوياء أكثر ، وأنا الآن أخطاب الأنصار ، من فضلكم شجعوا اللاعبين وامنحوهم الفرص لأن اللاعبين يقدمون ماعليهم خلال التدريبات ويخوضون مبارياتهم كما لو كانت مسألة حياة أو موت وهذه هي كرة القدم ، مرة تفوز ومرة أخرى تنهزم

نلت لقب كأس العالم في ذات السنة مع منتخب البرازيل لأقل من 20 سنة بعد ثلاث أشهر من الإنجاز الأول فضلا عن تجربتي بنهائيات كأس العالم مع المنتخب السعودي في مونديال 2006 ، وهذا ماأعتبره مهما جدا بالنسبة لي من خلال المشاركة في كؤوس العالم لأنها ليست دورة كروية فحسب وإنما حدث عالمي وأنا سعيد جدا لذلك وأتمنى أن أعيد التجربة مرة أخرى لأنها مميزة حقا.

حتى ننهي المقابلة ، هل لديك ماتقوله لأنصار شباب بلوزداد ؟

يجب عليهم أن يشجعوا الفريق بحماس خاصة في هذه المرحلة ، أليس كذلك ؟

صحيح ، عليهم أن يدركوا حجم الصعوبات التي مر بها الفريق خلال بداية الموسم ، ليس لأننا لم نعمل أو نحضر جيدا ولكن بسبب ضيق الوقت الذي صادفناه مع انطلاق البطولة ، فليس من السهل أن تحضر فريقا يلعب كل ثلاثة أيام مثلما لقيناه في الشهر الأول وهذا ماخلق لنا صعوبات جمة أما الآن فالفريق في مرحلة التجديد ووضعية الفريق تتحسن تدريجيا مقارنة عما كان عليه الحال في السابق

لكن بالرغم من ذلك ، أنت سعيد ومتفائل بمستقبل الفريق أليس كذلك ؟

صحيح علينا أن نحضر جيدا ونغير بعض الأمور في الميدان حتى نتدرب بشكل جيد، ونعمل على تمارين تقوية العضلات مثلما يقال بالعربية ” الحديد” ، كما أن رئيس الفريق واعضاء النادي يبذلون كل مابوسعهم من أجل توفير كل الظروف الملائمة للاعبين من أجل اكتساب المستوى.

هل تعلمت بعض الكلمات باللغة العربية ؟

نعم، من خلال التدريبات ” أتكلم عربي “.. يضحك

لا، بعض الكسكس وهو طبق مشهور

شكرا جزيلا مرة أخرى على قبول دعوة قناة دزاير توب ؟ بالتوفيق لك رفقة بقية المدربين الأجانب في الجزائر

شكرا جزيلا ، أتمنى أن أساهم في كرة القدم الجزائرية ومساعدة المدربين واللاعبين وأنا هنا بقلب مفتوح من أجل تبادل المعارف والتعلم ، لأننا لانعرف كل شيء عن كرة القدم وهذا مايجعلني أتأقلم كثيرا ، وشكرا لكم جميعا.

شكرا جزيلا لك أيضا ، إنه شرف أن نحظى باجراء مقابلة صحفية معك نظرا للتجربة الكبيرة التي تمتلكمها في مجال التدريب.

حاوره: كمال بوزار

رابط دائم : https://dzair.cc/dbxe نسخ