29 سبتمبر، 2025
ANEP الاثنين 29 سبتمبر 2025

منبرٌ أم مدفع ؟ كيف تحوّلت “العربية” إلى أداة صهيونية … بقلم الصحفي كمال علاق

نُشر في:
بقلم: كمال علاق
منبرٌ أم مدفع ؟ كيف تحوّلت “العربية” إلى أداة صهيونية … بقلم الصحفي كمال علاق

لم تعد الحروب الحديثة عسكريةً فحسب، بل تحوّلت إلى صراعٍ على السرديات، حيث تصبح الكاميرا والميكروفون سلاحاً يصنع “حقائق بديلة” لا يقل أثرها عن المدافع.

هذا تماماً ما تمارسه قناة العربية خدمةً لرواية الاحتلال الصهيوني، فإلى جانب ما تناقلته منصات فلسطينية مؤخراً عن اعتقال أحد صحفييها بتهمة تصوير جثة يُعتقد أنها للناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” وإرسالها للعدو، تبرز حادثة أخرى تكشف النمط نفسه: بثّ القناة تسجيلاً قديماً تدّعي أنه للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ويزعم أن الجزائر رفضت إرسال طيارين للمشاركة في الحرب ضد إسرائيل.

تحليل الخبراء بيّن أن التسجيل مفبرك ويفتقر لأبسط دلائل المصداقية، ما يعزز صورة القناة كأداة دعائية لا كمنبر صحفي.

والقاسم المشترك بين الحالتين واحد: حرب نفسية هدفها ضرب الرموز العربية، سواء كان الرمز أبو عبيدة الذي يمثل صمود المقاومة، أو تاريخ عبد الناصر والجزائر في مواجهة الاحتلال.

ولمن خانته الذاكرة، يكفي العودة إلى تصريحات عبد الناصر عقب نكسة 1967، حين اعترف بالهزيمة العسكرية وأعلن معركة الصمود، لكنه لم ينسَ الإشادة بمواقف الدول الداعمة، وعلى رأسها الجزائر بقيادة الرئيس الراحل هواري بومدين، فقد قال بوضوح إن الجزائر كانت أوّل من عرض إرسال الطائرات والجنود، ووضع إمكانياتهـا العسكرية تحت تصرّف مصر.

ولم يكن ذلك مجرّد تضامن رمزي، بل خُطوة عملية تُرجِمَت على الأرض بإرسال أسراب من الميغ وكتيبة مدرعات ومئات الجنود.

وختاماً، لا بأس بطرح سؤال بسيط: لماذا لا نسمع عن استهداف مراسلي هذه القناة كما يحدث لبقية الصحفيين في فلسطين؟ … الجواب أبسط وهو أن من يتماهى مع رواية المحتل لا يكون في دائرة الخطر، بل يؤدي وظيفةً مطلوبة في ماكينة الحرب الإعلامية.

والتحية لمن ردّ السلام.

رابط دائم : https://dzair.cc/dhec نسخ