الثلاثاء 23 ديسمبر 2025

منجم الزنك ببجاية يدخل مرحلته التحضيرية المتقدمة ويوفّر آلاف مناصب الشغل

نُشر في:
منجم الزنك ببجاية يدخل مرحلته التحضيرية المتقدمة ويوفّر آلاف مناصب الشغل

يشهد مشروع منجم الزنك والرصاص بتالة حمزة – آميزور بولاية بجاية تقدمًا ملحوظًا، بعدما دخل رسميًا مرحلة التحضير المتقدمة، تمهيدًا لانطلاق أشغال الإنجاز قبل الشروع في الاستغلال الفعلي المرتقب سنة 2026.

وأكدت مريم تواتي، المديرة العامة لشركة بجاية زنك آند ليد (BZL)، خلال تدخلها عبر أثير الإذاعة الوطنية القناة الثالثة، أن المشروع يوجد حاليًا في المرحلة الأولى، التي تسبق إطلاق ورشات البناء، على أن ينتقل إلى مرحلة الاستغلال مع حلول جويلية 2026.

تعويضات المواطنين تحت إشراف “سونارام”

وبخصوص ملف نزع الملكية وتعويض المواطنين المعنيين، أوضحت تواتي أن عملية التعويض تشهد تقدمًا مستمرًا، وتتم تحت إشراف مجمع سونارام وبالتنسيق مع مصالح ولاية بجاية، بهدف تحرير المحيط المنجمي الذي يمتد على مساحة 234 هكتارًا.

من جهته، التزم المدير العام لمجمع سونارام، رضا بلحاج، بضمان حماية حقوق المواطنين المعنيين بالتعويضات، مع احترام الآجال والشفافية، مشددًا على أن المشروع يُراد له أن يكون نموذجًا في الحوكمة والاحترافية في القطاع المنجمي الوطني.

ضمانات بيئية واستجابة لمخاوف السكان

وفيما يخص الانشغالات البيئية التي عبّر عنها سكان المنطقة وجمعيات حماية البيئة، أكدت المديرة العامة لـ BZL أن دراسة الأثر البيئي أُنجزت وصودق عليها وفقًا للتشريع الوطني منذ إطلاق المشروع.

وأوضحت أن الدراسة مكّنت من تحديد المخاطر المحتملة ووضع مخطط تسيير بيئي يشمل معالجة المياه وتسيير النفايات المنجمية، حيث سيتم إعادة حقن أكثر من 70 بالمائة من المخلفات في عمليات الردم وإعادة التأهيل التدريجي للمناطق المستغلة، بينما سيتم تخزين نسبة محدودة من البقايا في مواقع مؤمّنة مطابقة للمعايير الدولية من حيث الاستقرار والعزل.

كما يشمل المخطط البيئي متابعة دائمة لنوعية الهواء والحد من مختلف أشكال التلوث، وصولًا إلى إعادة تأهيل الموقع بالكامل بعد 19 سنة من الاستغلال، بما يسمح باسترجاع التوازن البيئي ودمج الموقع في محيطه الطبيعي.

700 منصب شغل مباشر و3000 غير مباشر

على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، يُرتقب أن يُحدث المشروع ديناميكية قوية في سوق العمل، من خلال توفير 700 منصب شغل مباشر، موجهة أساسًا لخريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني، إضافة إلى 3000 منصب غير مباشر في قطاعات النقل، الصيانة، والخدمات المرتبطة بالنشاط المنجمي.

كما ستستفيد المؤسسات المحلية من المشروع، إلى جانب تحسين البنى التحتية الأساسية، مثل الطرقات، وشبكات الطاقة والمياه، وهو ما أكدت تواتي أنه أُدرج منذ مرحلة تصميم المشروع بهدف دعم التنمية المحلية.

شراكة وطنية – أجنبية وقيمة استراتيجية

ويُدار المشروع من طرف شركة بجاية زنك آند ليد (BZL)، المعروفة سابقًا باسم Western Mediterranean Zinc (WMZ)، في إطار شراكة تجمع مؤسستين عموميتين جزائريتين تمتلكان 51 بالمائة من رأس المال، هما المؤسسة الوطنية للمنتجات المنجمية غير الحديدية (ENOF) بنسبة 48.5 بالمائة، والديوان الوطني للبحث الجيولوجي والمنجمي (ORGM) بنسبة 2.5 بالمائة، إلى جانب الشريك الأسترالي Terramin الذي يحوز 49 بالمائة.

ويُعد منجم تالة حمزة – آميزور من أكبر المشاريع المنجمية في المنطقة، باحتياطي جيولوجي يُقدّر بـ 54 مليون طن، واحتياطي قابل للاستغلال يبلغ 34 مليون طن، بطاقة إنتاج سنوية تصل إلى 2 مليون طن، منها 170 ألف طن من الزنك و30 ألف طن من الرصاص.

وحدة تحويل لتعزيز القيمة المضافة

وفي خطوة تهدف إلى تعظيم المردود الاقتصادي، يرتقب إنشاء وحدة صناعية لتحويل المعادن بالمنطقة، لإنتاج سبائك الزنك والرصاص محليًا، بدل الاكتفاء بتصدير المركزات الخام، ما سيساهم في تعزيز الصناعة التحويلية الوطنية وتوفير مداخيل إضافية من العملة الصعبة، بعد تلبية احتياجات السوق المحلية.

رابط دائم : https://dzair.cc/qwb8 نسخ

اقرأ أيضًا