من الذي يحكم المغرب اليوم؟!.. “رجال الظل” الذين يقودون البلاد في غياب محمد السادس

نشرت صحيفة الإندبندينتي الإسبانية تقريراً مطوّلاً عما وصفته برجال “الظل” للملك المغربي محمد السادس، الذين يديرون الحكم في ظل غيابه المتعدد عن المملكة.

وقالت الصحيفة إن محمد السادس، الذي احتفل بمرور 26 عامًا على العرش هذا الصيف، يقضي المزيد والمزيد من الوقت خارج المغرب، حيث يتمتع بإقامات طويلة في فرنسا، حيث يمتلك قلعة بيتز وقصرًا صغيرًا في باريس، وفي شبه جزيرة بوانت دينيس في الغابون، لكن غيابه عن الاجتماع رفيع المستوى مع إسبانيا.

وتساءلت الصحيفة قائلة: “من الذي يقود اليوم في المغرب؟ رئيس الوزراء عزيز أخنوش، ثاني أغنى رجل في المغرب بعد الملك، موضحة أنه على الرغم من ذلك، فإن “أخنوش” قطب النفط ليس هو الذي يتخذ القرارات في المملكة المخزن.

وقالت الصحيفة، إن الأقوياء حقًا لا يظهرون في الصور أو يحتكرون الأضواء، هم في الظل، مع استثناءات قليلة ملحوظة، لافتة إلى أن كثيراً منهم هم زملاء للملك أو أصدقاء الطفولة، كما أوضحت أن محمد السادس، الذي بلغ الثانية والستين من عمره في 21 أغسطس الحالي، قليل الكلام، وحتى عام 2018، عندما بدأ في الارتباط بالأخوين زعيتر وأعلن أنه طلّق زوجته الأميرة سلمى بناني، لم يكن لديه أصدقاء مقربون أو نقاط ضعف معروفة، وأن الوريث مولاي حسن هو الابن البكر للأميرة سلمى بناني الغائبة عن المشهد يتواجد في قصر الملك ولا يمكن أن يخرج إلا تحت الحراسة المشددة.

وأوضحت الصحيفة أن محمد السادس لا يثق إلا في تلك الدائرة من أصدقاء الطفولة، لدرجة أنهم هم من يديرون الأمور يومًا بعد يوم، وهو أمر لا يهتم به الملك، وفقًا لخبير في الشؤون المغربية.

غياب محمد السادس

محمد السادس والملاكم زعيتر وعلاقة صديقة قديمة سمحت لهم التحكم بمفاصل الحكم في المغرب

وبحسب الخبير في الشؤون المغربية، الذي رفضت الصحيفة الكشف عن هويته، فإن امتلاك محمد السادس القوة يسمح له بالاستمرار في أن يصبح أكثر ثراءً، حيث يعمل النموذج الذي وضعه لهم أنه يسمح لمستشاريه بالتعامل مع الإدارة اليومية، ويفضل أن يكون في الخارج، “لكنه يحب السلطة”.

وبحسب الصحيفة، فإن محمد السادس هو خامس أغنى ملك في العالم، بثروة تقدر بنحو 7 مليار يورو. عندما تولى المنصب كان العدد قرابة 450 مليوناً، إذ يمتلك 12 قصراً، العديد منها في المغرب، ومجموعة من 600 سيارة، معظمها فاخرة، من علامات تجارية مثل: فيراري، بنتلي أو كاديلاك، ويخت باديس 1، الذي حصل عليه مقابل 90 مليون يورو.

ويحتوي القصر الملكي بالرباط على عيادة ومدرسة ومقبرة وحتى سجن، ولديه 1100 موظف في خدمته في جميع ممتلكاته، واصفةً إياه بأنه “رجل الأعمال العظيم” في البلاد الذي إذا قام مغربي بالحجز في فنادق أطلس، تزداد ثروة ملكه، ويحدث الشيء نفسه إذا كان يتسوق في سوبر ماركت مرجانة أو لديه حسابك التجاري في وفا بنك.

فؤاد عالي الهمة نائب الملك

“عندما يذهب محمد السادس إلى باريس أو بوانت دينيس، تكون البلاد بيد فؤاد عالي الهمة المولود في مراكش عام 1962. وهو نائب الملك الذي يكون على اتصال بالملك عندما يكون هناك وعندما يكون غائبًا”.

ويقول الخبير في الشؤون المغربية الذي يعيش في إسبانيا منذ عقود، “لا يُعرف سوى القليل عن الهمة ولكني أعرف أنه لديه تلعثماً لأننا نعتبر أنفسنا متلعثمين”.

درس في الجامعة مع الملك العلوي ويعاني مثل الملك من مشاكل صحية، حيث يشتبه في إصابته بمرض الساركويد، وهو مرض يصيب الرئتين، أو مرض هاشيموتو، وهو اضطراب في المناعة الذاتية. لقد أجرى عدة عمليات جراحية، مرة في باريس ومرة ​​في الرباط، بسبب عدم انتظام ضربات القلب.

وفؤاد عالي الهمة هو مستشار الأوركسترا، لأنه يسيطر على كل الأمور وكان أقوى مؤيد للدفاع من موقع قوة ضد إسبانيا في مسألة الصحراء الغربية، حيث الدور الذي اتخذته إدارة ترامب، من خلال الاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء، جعل المهمة أسهل بالنسبة له.

وقالت الصحيفة، إنه استخدم مسألة الرعاية في المستشفى لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، في عيادة بإسبانيا، للضغط على أزمة الهجرة على شاطئ سبتة في التراجال في مايو 2021. وانتهى الأمر بالدفع بوزيرة الخارجية الإسبانية إلى الاستقالة.

وأمضى الهمة سنوات في العمل خلف الكواليس على العلاقات مع النخب الأمريكية والصهيونية، وفي هذه المهمات كان لديه ناصر بوريطة، وزير الخارجية، الذي كان ماكراً بقدر ما هو خبيث.

وكان فؤاد عالي الهمة رئيس أركان محمد السادس في العام السابق لتوليه العرش، ثم بقي معه حتى نوفمبر 1999. ثم عُين نائباً لوزير الداخلية في عام 2002. وبعد خمس سنوات أسس حزب الأصالة والمعاصرة (PAM)، الذي كان التشكيل الرابع في الانتخابات البرلمانية في نوفمبر 2010.

وعندما تم تعيين الهمة مستشارًا في الديوان الملكي في ديسمبر 2011، ترك الحزب وجميع مناصبه. إنه يعرف تمامًا خصوصيات وعموميات السياسة المغربية ويتمتع بثقة الملك، وهو ما يفسر سبب اكتسابه المزيد والمزيد من السلطة في السنوات الـ12 الماضية.

وربطت الوثائق التي كشف عنها موقع ويكيليكس عام 2010، فؤاد عالي الهمة بفضائح فساد عديدة. بعد ذلك بعام، كشفت صحيفة المساء المغربية الناطقة بالعربية أنه متورط في قضية فساد وانتهاك لوائح المشتريات العامة. وحكم على مدير الصحيفة بتهمة “النيل من أمن الدولة”، حيث أشارت برقية من القنصلية الأمريكية في الدار البيضاء، أعيد نشرها على موقع ويكيليكس، إلى “الجشع المروع للمقربين من الملك محمد السادس”.

ولي النظام

عبد اللطيف حموشي شخص آخر لا يمكن المساس به. ولد في تازة عام 1966، وهو مسؤول عن المديرية العامة للأمن الوطني (DGSN) والمديرية العامة للمراقبة الإقليمية (DGST). بمعنًى آخر، هو رئيس الشرطة الوطنية وجهاز التجسس.

في يناير 2014، استدعاه القضاء الفرنسي للمثول أمام شكوًى باختطاف وتعذيب مواطن فرنسي مغربي يدعى زكريا المومني في سجن تمارة السري. قال المومني إن أحد معذبيه كان حموشي. لجأ ما يسمى بالوصي على النظام إلى الحصانة الدبلوماسية. ورد المغرب بتعليق العلاقات مع فرنسا لمدة عام. وأكدت وكالة المخابرات المركزية وجود مركز الاعتقال السري هذا في تقرير يزيد على 6000 صفحة.

ناصر بوريطة

وُلد الوزير الحالي للشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة في الخارج في بلدة صغيرة مغربية توناتة عام 1969.

عيّن وزيراً للخارجية في أبريل 2017، وصدّق على المنصب في سبتمبر 2019. درس القانون ودراسات أخرى في العلاقات الدولية. لقد صعد سلم الدرجات في السلك الدبلوماسي، ومر عبر سفارتي فيينا وبروكسل.

وخلال فترة وجوده في منصبه، تم عقد الاتفاق مع دونالد ترامب بشأن الصحراء الغربية، إذ أنه يدعو إلى تنمية الارتباط مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

في العلاقات مع إسرائيل، كان عمل أندريه أزولاي، المستشار المخضرم لمحمد السادس وقبل الحسن الثاني، بارزًا دائمًا. يشكل قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر أصعب جزء في حقيبته.

حارس الثروة الملكية

شغل رجل الأعمال المغربي محمد منير المجيدي منصب السكرتير الخاص لمحمد السادس منذ عام 2000. وهو يتحكم في الثروة الملكية، فهو الخازن الاقتصادي والمالي. لقد تم اتهامه بالفساد وتم الاستشهاد به على هذا النحو في ويكيليكس، لكنه لا يمكن المساس به مثل بقية سكان القصر، وأكثر قوة من وزير المالية.

الإخوة زعيتر

الخبير في الشؤون المغربية هو أحد أولئك الذين يعتقدون أن الإخوة زعيتر، وخاصة أبو بكر، الذي كان يُدعى المصارع، يتحكمون بشكل متزايد في الوصول إلى الملك، وهم أربعة أشقاء مغاربة نشأوا في ألمانيا وكرّسوا أنفسهم للملاكمة وفنون الدفاع عن النفس، وقد التقوا بمحمد السادس في عام 2018.

وقدم أبو بكر إحدى جوائزه للملك الذي استقبله في القصر، حيث كان هناك انسجام كبير ومنذ ذلك الحين لا ينفصل محمد السادس والإخوة زعيتر، لدرجة أنهم أثاروا الشكوك بين أفراد القصر الذين يرون كيف أصبح لديهم تأثير أكبر بشكل متزايد على الملك.