الخميس 15 ماي 2025

من جاكرتا الأندونيسية… الجزائر تؤدب الطغمة الانقلابية في مالي وترد بقوة على إساءاتها

نُشر في:
بقلم: كحلوش محمد
من جاكرتا الأندونيسية… الجزائر تؤدب الطغمة الانقلابية في مالي وترد بقوة على إساءاتها

ردّ، ممثل البرلمان الجزائري، النائب محمد يزيد بن حمودة، بقوة وحزم على التصريحات المسيئة التي أطلقها ممثل الطغمة الانقلابية في مالي ضد الجزائر، وذلك خلال مشاركته في اليوم الثاني والأخير من الدورة الـ19 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا.

وفي كلمته، شدد بن حمودة على أن الجزائر، المعروفة بثبات مواقفها واعتدال سياستها، لا يمكن أن تقف صامتة أمام ادعاءات باطلة تمس سيادتها ومواقفها المبدئية، مؤكدا أن الرد الجزائري جاء من منبر الاتحاد وباسم “الجزائر الشامخة”، دون الانجرار والانحدار إلى مستوى الخطاب المتشنج والمسيء.

وقال النائب الجزائري: “احترامًا لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، أقف اليوم لأردّ بأدب ولباقة على من تهجّم على بلادي، وهو ممثل سلطة غير شرعية في مالي، تجرأ على الافتراء ضد الجزائر، الدولة التي لم تمد يدها يومًا إلا من أجل الأخوة والسلام، بعيدًا عن أي مصالح ضيقة أو نيات مبيتة”.

وأشار بن حمودة إلى عمق الروابط التاريخية بين الشعبين الجزائري والمالي، والدور المحوري الذي لعبته الجزائر في دعم مسار السلم والمصالحة في مالي، والذي تُوّج باتفاق الجزائر عام 2015، قبل أن تتنصل منه السلطات الانقلابية الحالية.

وتساءل بن حمودة أمام المشاركين: “كيف يُعقل أن تُتَّهم الجزائر، التي دفعت ثمناً باهظاً في مواجهة الإرهاب لعشرية كاملة، بدعم هذه الآفة زورا وبهتانا؟ ومن يوجّه هذه الاتهامات؟ أطراف لا تمتلك أي شرعية وتخدم أجندات مشبوهة؟”.

ووصف النائب التصريحات المالية بأنها “هذيان سياسي”، لا يصدر إلا عن جهات مأجورة، على استعداد للتفريط بمصالح شعوبها خدمة لأجندات خارجية، مشددًا على أن الجزائر ترفض بشكل قاطع هذا النوع من الخطاب.

وفي ختام كلمته، جدّد النائب البرلماني بن حمودة التزام الجزائر الثابت بنصرة القضايا العادلة ودعم استقرار وأمن الشعوب الإسلامية، مؤكدًا أن الجزائر ستظل دائمًا سندًا للأشقاء، دون إقصاء أو تمييز.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه منطقة الساحل الإفريقي توترات متزايدة، نتيجة الانقلابات المتكررة وغياب الاستقرار السياسي، ما فتح الباب أمام تدخلات أجنبية وصراعات بالوكالة تهدد أمن المنطقة برمتها، وفي هذا السياق، برزت الجزائر كصوت عاقل يدعو إلى الحوار دوما، ويؤمن بحلول سلمية قائمة على احترام سيادة الدول ووحدة شعوبها.

ويُذكر أن الجزائر لطالما لعبت دور الوسيط النزيه في أزمات القارة الإفريقية، رافضة منطق الاصطفاف والتدخلات العسكرية، ما جعلها محل تقدير في المحافل الإقليمية والدولية، وهو ما دفع بعض الأطراف، التي تسعى لإفشال جهود السلام، إلى استهدافها عبر حملات دعائية مضللة.

رد الجزائر من منبر دولي، وبلهجة مسؤولة، أكد مجددًا التزامها بخيار الدبلوماسية الهادئة والفاعلة، دون التنازل عن كرامتها أو ترك المجال مفتوحًا أمام خطاب الفتنة والتشويه.

محمد. ك

رابط دائم : https://dzair.cc/zehm نسخ