من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .. بلقم الإعلامية فريهان طايع

دزاير توب

بحسب نجوى التميمي، الأخصائية الاجتماعية فإن التدخل في شؤون الآخرين هو سلوك لا أخلاقي منتشر في المجتمع، بقصد تصيّد أخطاء الآخرين أو إزعاجهم واستفزازهم.

وتعتبر التميمي أن الشخص المتطفل لا يحترم خصوصيات الأخرين ولا مشاعرهم ولا أحاسيسيهم وظروفهم الخاصة.

اقتحام الخصوصيات أصبح من أكثر الأشياء استفزازا في عصرنا الراهن حيث غابت الخصوصية و سيطر الفضول و أصبحت أخبار الناس متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بدون حتى إحترام لحياة الناس الخاصة. كثيرا ما يصل الأمر لتنمر بأسلوب قمة في الانحطاط. هو ان عبر عن شئ، فهو يعبر عن شئ واحد هو قلة إحترام الآخر و انعدام الرقي لدى صاحبه.

الفضول أصبح داءاً خطيراً مدمراً للعلاقات الإنسانية بين الناس، و كأن الآخر مضطر أن يقدم تقارير يومية لحياته، أو كأن إرضاء الناس أصبح غاية لتفادي الأسئلة الكثيرة التى أصبحت تدمر معنويا الكثير من الناس بدون حتى إحترام لمشاعرهم والغريب في الأمر أن البعض يقدمون النصائح و المحاضرات: افعل هكذا في حياتك و لا تفعل هكذا في حياتك و انظر لذلك و انظري لتلك.

في هذه الحالة يبقى السؤال المطروح هل البشر نسخ متطابقة ؟

و من أين سيأتي الإبداع إذا كان كل شخص يسير على نفس وتيرة الآخر ؟

و هل الشخص الذي يقدم في الأحكام مؤهلا بأن يخطط لحياة الغير طبقا لنظرياته الخاصة ؟

البعض يسيطر عليه هاجس التحكم في حياة الآخرين فينسى أو يتجاهل كونه غير مؤهل بالاصل.

الأحكام تخطئ كثيرا أمام النتائج فالحياة تعلمنا دائما أن النتائج هي الحقيقة الوحيدة التى يجب أن نؤمن بها لأنها ليست وليدة الصدفة بل وليدة مراحل متتالية بينما الأحكام ليست إلا مجرد أفكار وهمية.

وقد فشلت أحكام العديد ممن علموا العلماء في المدرسة وجزموا بكونهم فاشلين وبكونهم لن ينجحوا في حياتهم… والنتيجة كانت مخالفة لاحكامهم الواهمة.

في الحياة يجب أن نتعلم شئ واحد و هو إحترام خصوصيات الآخرين و أن لا نحكم بما يناسب ذواتنا وحسب، ولا نقدم نصائح و نحن غير مؤهلين لذلك و أن لا نقتحم حياة الناس الخاصة.

الآخر لم يطلب منك شئ، لم يطلب منك أن تتكهن بحياته و بنجاحه و فشله لم يطلب منك لا وظيفة و لا زواج و لا حتى حكم مسبق لم يسألك عن شئ لم يسألك حتى عن شخصيته لتحلل شخصيته على مزاجك.

الآخر لا يريد شئ غير السلام و أن يعيش بعيدا عن كل الأسئلة و التكهنات التى تقيد حريته، فاحترام الخصوصيات إن كان يدل على شئ فهو رقي صاحبه. وباستثناء فضول الباحثين والعلماء، فان الفضول إن كان يدل على شئ فهو يدل على شئ واحد و هو قلة الإحترام.

 

من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه – حديث شريف.

شارك المقال على :