من مراسلات للوزيرة السابقة كلينتون وعددها 55 ألف وثيقة مُسربة: تنظيم القاعدة أراد استهداف الطائرات التي تحلق في الجزائر ودول المنطقة الأخرى

كحلوش محمد

كشفت إحدى الرسائل من بريد هيلاري كلينتون التابع لوزارة الخارجية الأمريكية الذي تم رفع السرية عنه يوم السبت الماضي في إطار التحقيقات الفدرالية التي تتهم هيلاري باستخدام خاص لبريد الحكومة عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية ما بين 2009 و2013 في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، عن وجود تهديدات خطيرة لتحليق الطائرات في الجزائر سنة 2011.

وحسب مضمون الرسالة التي أرسلتها هيلاري كلينتون لمساعدتها “لورين جيلوتي” في 2 ماي 2011، بعدما استقبلتها من مُرسل يُدعى “سيد”، أخفت السلطات الأمنية الأمريكية هويته لحساسية المهام التي كان يشغلها في ليبيا خلال 2011، أن وجود عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في ليبيا يُهدد الطائرات التي تحلق في عدد من المناطق في إفريقيا، من ضمنها الجزائر، بالقصف.

وتضمنت الرسالة تقريرًا، توصل بمعلوماته المدعو “سيد” من مصادر مطلعة جدًا في المجلس الانتقالي الليبي، حيث أخبرته هذه المصادر، أن عناصر تنظيم القاعدة الذين ينشطون على الأراضي الليبية للإطاحة بقوات معمر القذافي، تمكنوا من الحصول على أسلحة متطورة وبعيدة المدى كانت موجهة إلى الثوار، إلا أن عناصر التنظيم تمكنوا من الوصول إليها قبلهم وحصلوا عليها.

وأضاف تقرير الرسالة، بأن حصول عناصر تنظيم القاعدة على هذه الأسلحة المعقدة يُشكل تهديدًا خطيرًا وجديًا على تحليق الطائرات في كل من الجزائر وجنوب المغرب وشمال مالي وغرب النيجر وشرق موريتانيا. مشيرًا إلى أن تنظيم القاعدة يتواجد بشكل قوي في شمال غرب إفريقيا.

وقال “سيد” في التقرير الذي أرسله إلى هيلاري كلينتون وأرسلته هي بدورها لمساعدتها لورين جيلوتي، أن أعضاء المجلس الانتقالي الليبي، يُعربون عن قلقهم البالغ من حصول عناصر تنظيم القاعدة على هذه الأسلحة والمخاطر التي قد تنجم عن ذلك في حالة إذا استخدموا تلك الأسلحة.

وأضاف تقرير الرسالة، أن القلق يزداد عند أعضاء المجلس الانتقال الليبي، بسبب توصلهم بمعلومات أخرى، أن عناصر تنظيم القاعدة يحتمل أن يحصلوا على أسلحة أخرى في الفترة المقبلة عبارة عن صواريخ مضادة للدبابات، وأسلحة أخرى من صنع روسي، للقيام بأعمال انتقامية ثأرا لمقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن.

وينتهي تقرير الرسالة دون أن يعقبه أي تعليق من وزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون، واكتفت بمشاركته مع مساعدتها لورين جيلوتي، لكنه يكشف الفترات العصيبة التي كانت تواجهها المنطقة بسبب الحرب الدائرة بين قوات معمر القذافي والثور وعناصر تنظيم القاعدة في سنة 2011.

كما يشير التقرير أيضا، إلى أن تنظيم القاعدة الذي كان يحارب في ليبيا إلى جانب الثوار ضد قوات معمر القذافي، كان له أهدافه الخاصة التي تتعلق بتوسيع نطاق أنشطة التنظيم في كافة مناطق المغرب والعربي، وكان يخطط لاستهداف مناطق أخرى في شمال إفريقيا وأوروبا.

ويتضح أن القلق من قيام تنظيم القاعدة باستهداف الطائرات التي تحلق في الجزائر وجنوب المغرب ودول المنطقة الأخرى، راجع إلى حصوله على أسلحة قادرة على القصف من الأرض نحو الجو في تلك الفترة التي كانت الحرب دائرة بقوة بين قوات معمر القذافي والثوار وتنظيم القاعدة.

عمّــــــار الجزائري

 

شارك المقال على :