الاثنين 14 جويلية 2025

موجة هجرة عارمة وغير رسمية للصهاينة المغاربة من الكيان إلى المغرب في خضم الحرب وصمت مطبق للمخزن

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
موجة هجرة عارمة وغير رسمية للصهاينة المغاربة من الكيان إلى المغرب في خضم الحرب وصمت مطبق للمخزن

كشف تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن اتجاه متزايد لعدد من الصهاينة من أصول مغربية نحو الاستقرار في المغرب، مستفيدين من الروابط التاريخية والثقافية التي تربطهم بالبلد كامتداد لجذورهم. هذه الخطوة تأتي في ظل أجواء الحرب وأحداثها التي أثرت على قرارات شريحة واسعة في الكيان الصهيوني، وفقاً لما ذكرته الصحيفة.

ومن بين الأشخاص الذين تناولهم التقرير، برزت قصة نيتا حازان، البالغة من العمر 39 عاماً، وهي ابنة لأبوين من أصل مغربي. تمكنت حازان مؤخراً من الحصول على بطاقة تعريف مغربية تشير إلى مكان ولادتها، “القدس، فلسطين”، ووصفت اللحظة التي كانت فيها داخل سيارة أجرة بالمغرب، عندما قال لها السائق إن “إسرائيل غير موجودة”. خلال الرحلة، عرض عليها السائق مقاطع فيديو لمشجعي كرة القدم في الدار البيضاء وهم يرفعون أعلام فلسطين ويهتفون مطالبين بتحريرها. على إثر هذا المشهد، علقت حازان على تحقيق حلمها بقولها: “لا يهمني الأمر… أنا الآن مواطنة مغربية”.

حازان خاضت رحلة طويلة نحو الاندماج في المجتمع المغربي، مدعومة بتجربة عاطفية أكسبتها درجة الماجستير في إدارة النزاعات، حيث شاركت في منظمات تهدف لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. في أول زيارة لها للمغرب بمدينة فاس عام 2016، زارت منزل طفولة والدها، مما أشعرها بانتماء قوي للمكان ودفعها إلى اتخاذ قرار بالإقامة فيه. رغم عودتها المؤقتة إلى الكيان الصهيوني خلال فترة جائحة كورونا لأسباب أسرية تتعلق بمرض والدتها وولادة طفلها، تجري حازان حالياً إجراءات للحصول على جواز سفر مغربي لطفلها، حيث تصف نفسها بـ”الأم العزباء”. وتؤكد بثقة: “سأعود إلى المغرب بلا أدنى شك”.

كما تناول التقرير حالة تشين إلملياح، البالغة من العمر 41 عاماً، التي اتخذت مساراً مختلفاً لكنها تشترك مع حازان في الحلم بالعودة إلى جذورها المغربية. استغلت إلملياح وضعها القانوني كإسرائيلية من أصل مغربي لتجاوز عقبات قانونية أتاحت لها الهجرة إلى المغرب. أصرت إلملياح على تحقيق حلمها قائلة: “أن تكون مغربياً هو أمر لطالما حلمت به”. أكدت أن المغرب هو جزء مهم من حياتها اليومية، بخلاف مدن كبرى مثل باريس أو برلين، وأشارت إلى أن عودتها ترمز إلى “تمرد ضد نسيان الأصل”.

هاتان القصتان تمثلان جزءاً من ظاهرة تضم مجموعة متنوعة من الصهاينة بين أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات، ينحدرون من خلفيات اقتصادية وسياسية وثقافية متعددة. هؤلاء انتقلوا للعيش في المغرب بشكل دائم أو متنقل بين الكيان الصهيوني والمغرب بهدف إعادة التواصل مع لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم في وطن الأجداد. بحسب التقرير، يرون في المغرب ملاذاً بعيداً عن ضغوط الحرب وأحداثها الإقليمية.

لكن الواقع يخفي حقائق أخرى حول تسهيل المخزن لعودة الصهاينة المغاربة وحصولهم على امتيازات خرافية، خاصة في الجانب الاقتصادي إضافة إلى مزاحمتهم للمغاربة أصحاب الأرض حول مصادر الدخل والثروة وأيضا العقارات لا سيما الأراضي الفلاحية الخصبة وأراضي البناء في المدن الكبرى ذات الأهمية الإقتصادية على غرار الدار البيضاء والرباط وطنجة، إلى جانب تغلغلهم في دوائر الحكم ومراكز صنع القرار داخل منظومة المخزن.

الصحيفة سلطت الضوء أيضاً على شخصيات بارزة أخرى مثل علماء وأكاديميين وفنانين يعملون على “تعزيز” الروابط الثقافية بين البلدين. “بعض هؤلاء يسعون للحفاظ على اللغة العربية المغربية وتعليمها أو يفتتحون مطاعم تقدم الطعام الحلال لتخدم الجالية اليهودية والزوار الصهاينة في مدن مثل مراكش”. يؤكدون أن هناك حالة توازن بين الحفاظ على الهوية المغربية التقليدية والاندماج في سياق حديث.

ورغم التقدم الذي شهدته هذه الظاهرة، تواجه جهود الصهاينة في المغرب تحديات. أشار التقرير إلى مشاعر تحفزت بعد أحداث 7 أكتوبر لدى بعض الأوساط المغربية، حيث ظهرت أعلام فلسطينية على سيارات بعض الصهاينة في مراكش. كما زادت دعوات من شبكات محلية لمقاطعة الصهاينة، خاصةً من جهات مرتبطة بلإسلاميين في المغرب. ومع ذلك، أشار التقرير إلى تضامن الملك والجهات الدينية المحلية التي أظهرت دعمها لاستمرار العيش المشترك.

رابط دائم : https://dzair.cc/asfu نسخ