الأحد 23 نوفمبر 2025

ميغيل أنخيل غاموندي في حوار خاص لـ “دزاير توب”: “السلطات العمومية والفاف يقومان بعمل رائع ومندهش من تطور كرة القدم في الجزائر”

نُشر في:
ميغيل أنخيل غاموندي في حوار خاص لـ “دزاير توب”:  “السلطات العمومية والفاف يقومان بعمل رائع ومندهش من تطور كرة القدم في الجزائر”

لا يزال المدرب الأرجنتيني ميغيل أنخيل غاموندي، المدرب الحالي لمنتخب تنزانيا ولنادي سينغيدا التنزاني منافس شباب بلوزداد في كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، يحتفظ بذكريات رائعة عن الجزائر وعن جماهير شباب بلوزداد، على وجه الخصوص، وذلك بعد البصمة التي تركها في النادي، حيث استعاد الكثير من المحطات والمواقف التي عاشها مع الشباب وأنصار وكذا اللاعبين والرئيس الراحل محفوظ قرباج، وفي هذا الحوار الذي خص به قناة “دزاير توب” الإلكترونية فتح قلبه لنا وتحدث عن مشواره حاليا وكذا عن المنتخب الوطني الجزائري، وعدة أشياء سنكتشفها..

سيد غاموندي، مرحبا بكم دائما في بلدكم الثاني الجزائر…

شكرا جزيلا، وأبلغ تحياتي لكل الجزائريين، وخاصة أنصار شباب بلوزداد، دائما أتشرف واسعد بالقدوم إلى الجزائر، لا أستطيع إخفاء مشاعري الرائعة تجاهكم ومن الصعب جدا التعبير عنها بالكلمات، لدي ذكريات رائعة هنا وأصدقاء كثر، لأني قضيت أوقات لا يمكن نسيانها هنا.

لو نتحدث عن تجربتك الجديدة مع منتخب تنزانيا وكذلك ناديك سينغيدا بلاك ستارز التنزاني؟

نعم، هو ناد جديد وقد باشرت عملي معه في أوت الماضي، وكانت لدينا الفرصة من أجل التتويج بكأس شرق تنزانيا، وبعدها تمكنا من قيادة الفريق للتأهل إلى كأس الكنفدرالية الإفريقية لأول مرة في تاريخه، ولسوء حظنا أننا وقعنا في نفس المجموعة مع شباب بلوزداد، وكذلك عندما كنت مدربا لفريق يانغ أفريكانز، فقد تقابلنا في رابطة الأبطال الإفريقية، وقد تمكنا من التأهل والفوز على الشباب، وهو الشيء الذي لا أريده أبدا، لكن القرعة دائما تضعنا في طريق النادي الجزائري، مع سينغيدا لدينا طموح كبير، بالرغم من الفروق الواضحة مع شباب بلوزداد، والرئيس وفر لنا جميع الإمكانيات، كما أن كرة القدم في تنزانيا تطورت كثيرا.

أعتقد أنك لازلت تتابع شباب بلوزداد وتعرف جيدا مستوى الفريق حاليا، هل لديك قراءة فنية على الفريق؟

بكل تأكيد، أنا مناصر وفي للشباب وأتابع نتائجه باستمرار، ولدي أصدقاء ونتحدث كثيرا على هذا النادي، وقد عاينا التشكيلة قبل المباراة (لُعبت أمس)، وأعتقد أن الشباب ليس في أفضل أحواله رغم الفرديات التي يملكها، لكن يبقى فريق كبير، ومتأكد بأنهم سيحاولون تقديم مشوار كبير في كأس “الكاف”.

كان لديك لقاء جديد مع أنصار شباب بلوزداد…

في كل مرة ألتقي بهم، أتأكد بأنهم الأفضل والأوقات الرائعة التي قضتها معهم، في مسيرتي طوال 25 سنة، ومنها 10 سنوات علمت فيهم بإفريقيا، الأوقات التي قضيتها مع جماهير بلوزداد حقا لا تُنسى بالنسبة لي ولعائلتي أيضا، لم أعش مثلها أبدا في مشواري، وحتى أطفالي شاهدوا ما معنى شغف كرة القدم في الجزائر وفي شباب بلوزداد بالتحديد، لكني مدرب محترف وأسعى دائما لتقديم الأفضل مع فريق، وهذا ما حدث مع يانغ أفريكانز في وقت سابق، كنت سعيدا، لكن بداخلي كان هناك شيء ما تجاه بلوزداد، وكل الامتنان لجماهير “السياربي”.

لو نتحدث عن كرة القدم في الجزائر، قلت بأنك تفاجأت لتطوره من جميع النواحي..

بالفعل، خاصة من جانب البنية التحتية وعلى مستوى التمويل، عندما كنت في شباب بلوزداد، عانينا كثيرا من الأزمات المالية، لكن الآن أمر مختلف، ما تفعله السلطات العمومية شيء مذهل لازدهار كل الرياضات وخاصة كرة القدم، وأيضا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي تقوم بعمل رائع وتقدم كل الدعم للأندية من أجل تطوير اللعبة، الجزائر بإمكانها بناء منتخبين من طراز عال، بالنظر للإمكانيات المادية والخطط التي تتبناها، وهذا يجهل المستوى يتطور، خاصة بالعمل على التكوين، الجزائر تتواجد من بين الأفضل في إفريقيا.

لقد تابعت مشوار المنتخب الوطني الجزائري في تصفيات كأس العالم، كيف ترى المستوى الذي ظهر به مع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش؟

لم أشاهد الكثير من المباريات، لكنه منتخب قوي ومتماسك مع فرديات عالية، أعتقد أن مشكل المنتخب الجزائري هو الضغط، المدرب يقوم بعمل رائع ولديه لاعبين من الطراز العالي، في كأس إفريقيا المقبلة يجب التحضير جيدا، الجانب المعنوي يلعب دورا مهما في منافسة مماثلة، يجب حماية اللاعبين وتوفير لهم كل الظروف لإبعادهم علن الضغط، وسيقدمون دورة رائعة، والتحضير أيضا لكأس العالم 2026، مستوى كرة القدم في إفريقيا أصبح متطورا جدا، ولم أتفاجأ إذا وصل المنتخب الجزائري إلى ربع النهائي أو نصف النهائي من “الكان”.

كيف ترى حظوظ الجزائر في “الكان”؟

في إفريقيا هناك منتخبات قوية على غرار السنغال والجزائر والمغرب، المستوى في تصاعد مستمر وحتى منتخب مصر، لكن ليس لديه لاعبين مثل في وقت سابق، وأيضا منتخب طوت ديفوار حامل اللقب، هناك 5 أو 6 منتخبات، أعتقد أنها ستنافس بقوة على كأس إفريقيا، هناك أيضا منتخبات جيدة كمنتخب تنزانيا وتونس ومالي.

وماذا عن منتخب تنزانيا، كيف تحضرون لهذا الموعد القاري؟

تم تعيين في وقت قريب جدا على رأس المنتخب التنزاني، أقل من أسبوعين على ذلك، نخن نحضر لـ”الكان” من أجل أن تكون لدينا تجربة والاحتكاك بمنتخبات قوية لمعرفة مستوانا وهذا مهم بالنسبة لنا، وقعنا في مجموعة قوية مع تونس ونيجيريا وأوغندا في “داربي” شرق إفريقيا، المهمة ستكون معقدة بالنسبة لنا، لكن سنسعى لتحسين إمكانياتنا من الجانب التنظيمي والتكتيكي لكسب الخبرة اللازمة.

هل تطمحون لتجاوز الدور الأول؟

أنا متفائل جدا وطموح لكن يجب أن نكون واقعيين، سنواجه نيجيريا الذي يبقى منتخبا قويا، بالرغم من تراجع مستوياته في السنوات الماضية، وخاصة بعد الإقصاء من التأهل إلى كأس العالم 2026، سيحاولن التعويض في التدارك في “الكان”، منتخب تونس تعادل مع البرازيل، المنافسة في المستوى العالي تسمح لك بالتطور لتكون الأحسن.

لو عدنا إلى المنتخب الجزائري، ماذا تستطيع القول حول محرز؟

إنه منن بين أفضل المهاجمين الذين شاهدتهم طوال مسيرتي، إنه لاعب مذهل ويستطيع قلب الموازين في أي لحظة، هو من اللاعبين المؤثرين حقا، وقد دخل تاريخ كرة القدم الجزائرية، هو الآن في آخر مشواره، أحبذ كثيرا الأداء الهجومي الممتع لأن كرة القدم هي متعة بالنسبة لي، وأدفع الأموال لشراء تذرة من أجل مشاهدة لاعب مثل محرز.

لو تحدثنا عن الفوز التاريخي لشباب بلوزداد على شبيبة القبائل بنتيجة 7-1، ماذا يمكن القول عنه؟

لازلت أتذكر جيدا تلك المباراة والأهداف التي سجلناها وفرحة الأنصار وتلك الأجواء الرائعة التي لا يمكن نسيانها وستبقى في ذاكرتي طوال حياتي، إنها حقا مباراة تاريخية بملعب 20 أوت، وهذا شيء مذهل، كان لدينا فريق رائع ولاعبين ممتازين، برئاسة الفقيد محفوظ قرباج، الذي لازلت أتذكره وأكن له كل الاحترام.

في تلك المواجهة، برز الهداف التاريخي للمنتخب الوطني إسلام سليماني، هل كنت تتوقع وصوله إلى هذا المستوى؟

أتذكر جيدا عندما وصلت إلى الجزائر لقيادة العارضة الفنية لشباب بلوزداد، كنا في شهر رمضان، قرباج قال لي، سأقدم لك لاعبا استقدمته من شبيبة الشراقة، كان شابا يافعا وهدافا، وعندما شاهدته ل أكن مقتنعا كثيرا به، وقلت للرئيس بأن ليس لديه أي تكوين، لكن لديه حس تهديفي استثنائي، وهي ميزة ليست لدى كل اللاعبين، قال لي هل أوقع له معنا؟ فقلت له نعم، إسلام لاعب رائع وقد تحدث معه طويلا، كان لديه طموح كبير، ودائما ما يسألني، هل أستطيع الوصول إلى المستوى العالي؟ أجيبه نعم لكن عليه بالعمل، وقد وصل إلى ما كان يصبو إليه، بالنسبة لي هو لاعب مثالي وملهم للعديد من اللاعبين الشبان، لأنه جاء من فريق مغمور دون تكوين، وحتى من الناحية الإنسانية، فهو رائع، الشيء المهم هو الشخصية، لذلك فهو يستحق ما وصل إليه.

في سن 38 سيشارك سليماني مع المنتخب الرديف في كأس العرب بقطر..

بالنسبة لي لو كنت مكان المدرب لوجهت له الدعوة، هو لاعب استثنائي ولديه مواصفات خاصة يتمتع بها، يستطيع تقديم الإضافة ومنح دفعة قوية للفريق، كما قلت هو لاعب مثالي وأنا أراه مثل راوول غونزاليس في ريال مدريد سابقا، وأيضا من الناحية البدنية، صحيح هو ليس في سن العشرين، لكن لديه الحس التهديفي وهذا شيء مهم جدا للتشكيلة.

لقد قمت بزيارة لملعب 20 أوت..

إنها أكثر من مجرد زيارة، تشرفت كثرا وسعدت بها، لدي فيه ذكريات رائعة وأوقات لا تنسى مع شباب بلوزداد، أمين أكساس ونسيم أوسرير ورنزي بوقبة وعمار عمور وسليماني، كل هؤلاء اللاعبين لم أنساهم أبدا وكل الفريق، التقيت أشخاص لا يزالون يعملون لحد الآن في الملعب، حقا استعدت ذكريات جميلة جدا ومشاعر لاتوصف، كدت أذرف الدموع، إنه ليست مجرد فترة في مشواري التدريبي بل أكثر.

ما هي أفضل ذكرى تحتفظ بها مع شباب بلوزداد؟

أعتقد أنها مباراة مولودية الجزائر، الشباب لم يفوز عليهم لمدة 5 سنوات، وقد تمكنا من وضع حد لذلك بثنائية بورقبة، احتفلنا مطولا بذلك الانتصار والجماهير هتفت باسمي، إنه شعور رائع، وهذه ذكرى مميزة بالنسبة لي.

كلمة أخيرة توجهها لأنصار فريق شباب بلوزداد..

أشكركم على الاستقبال الحار، الجزائريون معروفون بحفاوة الترحاب، لم أشعر أبدا أنني غريب عن الجزائر، والشعب الجزائري، ولأنصار الشباب، أقول لهم دائما Allez chabab zoudj، رغم أننا الآن في تنافس بكأس “الكاف”، لكن مكانتهم دائما في قلبي، وأتمنى لهم كل التوفيق، أعلم جيدا أنهم دائما خلف فريقهم، وكل الشكر لهم مني ومن عائلتي، لأنني عشت معهم أروع الأوقات.

رابط دائم : https://dzair.cc/fi8g نسخ

اقرأ أيضًا

×
Publicité ANEP
ANEP PN2500018