يرى أسطورة الكرة الجزائرية سي الطاهر شريف الوزاني بأنّ المنتخب الوطني يمتلك كل الإمكانيات لتحقيق مشاركة مشرفة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، مبرزا أنّ “الخضر” بإمكانهم بلوغ الدور النهائي، كما نوّه بالدور الكبير الذي لعبته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ورئيسها وليد صادي، في عودة الجزائر إلى الواجهة من خلال التأهل إلى كأس العالم 2026 بعد غياب دام 12 سنة كاملة.
وفي حوار حصري مع قناة “دزاير توب” الإلكترونية، تحدث المدير الرياضي لنادي مولودية وهران عن العديد من الأمور المهمة التي تخص المنتخب الوطني، مطالبا الجماهير الجزائرية بدعم “الخضر” بقوة والوقوف إلى جانب الركائز في صورة محرز وعيسى ماندي.
المنتخب الوطني حققا تأهلا تاريخيا إلى المونديال بعد انتظار دام 12 سنة، ما هو تعليــــقك؟
ضيعنا تأهلين إلى نهائيات كأس العالم في 2018 و2022، رغم أنّ المنتخب كان يمتلك أفضل اللاعبين ومجموعة ممتازة، ربما لو تأهلنا إلى المونديال كنا سنحقق مشاركة مشرفة، هذا درس لنا يجب أن نستفيد منه، وأعتقد أنّ “الفاف” استفادت من الأخطاء السابقة.
هل يمكن القول الاتحادية الجـزائرية نجحت في دورها وساهمت في عودة “الخضر” إلى مكانته المعهودة؟
مجيء وليد صادي إلى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ووزارة الرياضة أتى بثماره، وجلب عدّة أمور إيجابية للمنتخب الوطني، من هذا المنبر أوّد شكره وشكر كل طاقمه، الحمد لله أننا تأهلنا إلى كأس العالم 2026 بعد انتظار طويل، لقد كان تأهلا بجدارة واستحقاق وأتمنى أن تجرى التحضيرات للمحفل العالمي في أفضل الظروف حتى نحقق نتائج مشرفة في الدور الأول، وعلى اللاعبين أن يبذلوا جهدا كبيرا من أجل إسعاد الشعب الجزائري.
هناك من يرى أنّ التأهل إلى المونديال كان سهلا لذلك لم نر تفاعلا كبيرا من قبل الجماهير الجزائرية، ما هو رأيك؟
صحيح أنّ التأهل سابقا كان صعبا جدا، والآن هناك 48 فريقا سيشارك المونديال، لا أقول أنّ الأمر أسهل لكن الحظوظ كانت كبيرة في التأهل، والحمدلله المنتخب قدّم مباريات جيدة في تصفيات المونديال على الرغم من بعض النقائص التي يجب على الطاقم الفني تصحيحها من أجل تحقيق مشاركة مشرفة.
سبق لك أن توجّت بلقب كأس إفريقيا 1990، لكن لم تحظ بفرصة المشاركة في المونديال، هل يمكن القول بأنّها تبقى ذكرى سيئة في مشوارك؟
صحيح، توجنا بكأس أمم إفريقيا التي كانت صعبة جدا رغم أننا لعبنا في الجزائر، وأمام جمهور كبير يصل إلى 100 أو 120 ألف متفرج، أسعدنا الشعب الجزائري في وقت صعب كنا نعيشه، وللأسف النقطة السوداء التي بقيت في مسيرتي هي عدم المشاركة في المونديال، لقد ضيعنا التأهل في نهائيات 1994 و1998، وفي مونديال 1986 رغم أنني تدربت مع الفريق الأول لكني لم أكن ضمن قائمة “الخضر”، كان هناك قاسي السعيد وكانت المنافسة كبيرة جدا، لكن مع ذلك حتى اللاعبين الذين شاركوا كانوا يستحقون التواجد في القائمة، هذا مكتوب الله، رغم التتويج بكأس إفريقيا إلا أنّ عدم المشاركة المونديال، تحز في نفسي.
ألا ترى بأنّك لو شاركت في مونديال 1968 وأنت في سن 20 آنذاك كان بإمكانك تقديم مشوار كبير وقد تحظى بعقد احترافي؟
صحيح، فقد كنت في تلك الفترة في أفضل مراحلي في مسيرتي الكروية، توجنا بلقبين مع مولودية وهران سنتي 1984 و1985، لو كان المدرب خالف رحمة الله عليه آنذاك في المنتخب، كانت ستكون لدي حظوظ كبيرة للمشاركة في مونديال 86، لأنّ خالف معروف عنه أنّه يدعم اللاعبين الشباب ويشجعهم كثيرا.
كأس إفريقيا على الأبواب، كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني، خاصة وأنّ ستجرى بالمغرب في ظروف مشابهة للجزائر؟
الحمد لله تأهلنا إلى كأس إفريقيا التي ستجرى بالمغرب، نتمنى أن يكون المنتخب الوطني مستعد جيّدا من الناحية المعنوية، لدينا مجموعة رائعة وعلى الطاقم الفني تحضير الوصفة المناسبة للتأهل إلى الدور الثاني، الظروف ستكون مناسبة من الناحية المناخية وهناك ملاعب جميلة، ما أتمناه من اللاعبين التركيز وتكون هناك إرادة للذهاب بعيدا في الكان، عليهم اللعب بحرارة من أجل إعلاء الراية الوطنية، كل الشعب الجزائري ينتظرهم لتحقيق مشاركة مشرفة ولم لا بلوغ نصف النهائي أو النهائي.
المنتخب الوطني أقصي من الدور الأول في آخر نسختين من الكان، ألا ترى أنّ ذلك سيكون هاجسا بالنسبة للاعبين؟
المشكل هو نفسي، اللاعبون كانت لديهم عقدة رغم أننا نمتلك فريقا جيّدا، أتمنى أن يكونوا قد استفادوا من الدروس لتجاوز دور المجموعات، وبعد العبور إلى الدور الثاني سيكون بإمكاننا الذهاب لأبعد نقطة ممكنة في الكان، نكستي الكاميرون في كوت ديفوار درس لنا، وعلى اللاعبين الذين شاركوا فيهما أن يقدموا النصائح للاعبين الجدد، في المغرب الطقس يساعدنا والملاعب جميلة، يجب على الجماهير الجزائرية أن تتواجد بقوة هناك، لأننا نمتلك تشكيلة ثرية واللاعبون بحاجة إلى اللعب الحرارة والفعالية في الأمام لتحقيق الهدف المنشود.
حينما نتحدث عن كأس أمم إفريقيا ما هو شعورك بأول تتويج باللقب في تاريخ الجزائر؟
لا يخفى عليكم أنني ضيعت كأس أمم إفريقيا في سنة 1988، رغم أنني كنت مع المنتخب الوطني منذ 1984، إلا أنّه إلا أنني لم أتمكن من المشاركة في المنافسة الإفريقية إلى غاية 1990 حين قدوم المدرب نور الدين سعدي رحمة الله عليه، والذي كان يعرفني جيدا، هو مدرب يملك شخصية كبيرة رفقة كرمالي، بفضلهما تمكنت من المشاركة لأول مرة مع المنتخب في كأس إفريقيا، قدمت كل ما لدي للمنتخب، والحمدلله أسعدنا الشعب الجزائري، واحتللت المركز الثاني كأفضل لاعب في الدورة بعد رابح ماجر.
بالحديث عن رابح ماجر، كيف كان تعاملك معه آنذاك وهو الذي كان نجما في أوروبا والعالم؟
ماجر كان نجما كبيرا حيث شارك مرتين في كأس العالم، وتوّج برابطة الأبطال الأوروبية، ونال كأس العالم للأندية البطلة، كنت ألعب مع لاعب رائع ونجم، فخر كبير لي أن ألعب مع نجوم كبار، وكان أيضا جمال مناد رحمة الله عليه، ولاعبين آخرين من المستوى العالي.
وماذا تتذكر من اللعب إلى جــــانبه؟
ما أتذكره، هو التمريرة الحاسمة التي قدمها لي وسجلت على إثرها في مرمى كوت ديفوار، كنا فائزين بهدف دون رد وكان المنافس يضغط علينا، وبعد تمريرة ماجر وجدت نفسي وجها لوجه مع الحارس وأسكنت الكرة الشباك، لنتنفس بعدها الصعداء.
وخارج المستطيل الأخضر؟
هو لاعب متواضع جدا، وكان يقدم النصائح للشباب ويمزح معنا، ومن دواعي سروري وفخر أنني لعبت إلى جانبه، والدليل أنّه حضر إلى حفلة زفافي من الجزائر العاصمة إلى وهران، رفقة الطاقم الفني للمنتخب الوطني آنذاك.
رغم المسيرة الكبيرة والإنجازات التي حققها ماجر مع الأندية والمنتخب الوطني، إلا أنّه تعرض لحادثة مؤسفة بملعب “نيلسون مانديلا” في مباراة المنتخب الوطني أمام أثيوبيا مطلع 2023، ما جعله يعزف عن حضور مباريات الخضر مجددا، كيف تعلّق على ذلك؟
للأسف، أيقونة الجزائرية لا نعطي له القيمة التي يستحقها، ماجر مثّل الجزائر في أوروبا وآسيا، وفي بلادنا يسببون له المشاكل، من العار ما يحدث لإنسان قدم الكثير للكرة الجزائرية، وهو سفير الجزائر في أوروبا، من المفترض أن نعطيه القيمة التي يستحقها، هناك لاعبين كثر قدموا للكرة الجزائرية في وقت كانت فيه الأمور صعبة جدا، على غرار سنوات السبعينات والثمانينات، نتمنى من الشباب الجزائري، والصحافة أن يمنحوهم القيمة التي يستحقونها.
محرز هو الآخر تعرض للكثير من الانتقادات من طرف الإعلاميين والمحليين وحتى الجماهير في الآونة الأخيرة بالموازاة مع تراجع مستواه ما قولك؟
محرز لاعب كبير، وتوّج بالعديد من الألقاب وربما هو اللاعب الجزائري الوحيد الذي توّج بجميع الألقاب، نال الدوري الإنجليزي الممتاز، رفقة كل من ليستر سيتي، ومانشستر سيتي، ورابطة الأبطال الأوروبية، ورابطة الأبطال الآسيوية مع الأهلي السعودي، توج بالكرة الذهبية الإفريقية، ونال كأس أمم إفريقيا مع المنتخب الوطني، كما أنّه حل خامسا في “البالون دو”، ومع ذلك لم نعطه حقه خاصة في السنوات الأخيرة، المشكل الذي نعاني منه هو تقدير الجمهور، بودي لو أن اللاعبين الذين قدموا الكثير للكرة الجزائرية وكانوا سفراء، أنّ نكرمهم ونقدرهم حتى وفي حالة تراجع مستواهم، لأنّ خبرتهم تأتي بالإضافة إلى المجموعة سواء بالنصائح، أرى بأنّ محرز يتعرض أيضا للانتقادات في السعودية رغم أنّه يساهم بشكل كبير في نتائج الأهلي ويكون حاسما في العديد من المرات.
حتى أنّ هناك من يطالب بإبعاده من المنتخب رفقة عيسى ماندي؟
ماندي لاعب رائع، رغم الانتقادات الكبيرة التي تعرض لها، إلا أنّه لم يتأثر ويقدم مباريات جيّدة حاليا، في المنتخب الوطني يجب أن تصبر أكثر على الانتقادات، بالنسبة لي لا نملك مدافع أحسن من عيسى ماندي، قدم الكثير للمنتخب سواء هو أو محرز، ويستحقان أن يكونا في المنتخب ويشاركا في كأس أمم إفريقيا وكأس العالم 2026، آمل أن نستفيد من خبرتهما ولا نؤثّر عليهما بالانتقادات.
وما رأيك في العمل الذي يقوم به الطاقم الفني للمنتخب الوطني بقيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش؟
بيتكوفيتش يعمل مع طاقم يتواجد فيه المدرب نبيل نغيز الذي يعرف الكرة الجزائرية جيدا بما أنّه عمل في فرق كبيرة، وفي نفس الوقت مع عدة مدربين في المنتخب الوطني، هو يمتلك الخبرة، ما جعل بيتكوفيتش ينجح في المنتخب الوطني، رغم أننا شاهدنا بعض النقائص في اللعب لكن التأهل إلى الكان والمونديال هو الأهم، لحد الآن نجح في مهمته وقام بعمل جبار، مع ذلك لا يزال هناك بعض العمل على مستوى محور الدفاع ووسط الميدان.
من هي الأسماء التي تراها قادرة على قيادة وسط ميدان المنتخب؟
هناك العديد من اللاعبين الشباب، بيتكوفيتش منح الفرصة كثيرا لبعض اللاعبين، وأدائهم لم يكن في المستوى ودائما مع نراهم أساسيين في المنتخب، والبعض الآخر لم يحصلوا على فرصتهم مثل عبد القهار قادري، وياسين تيطراوي، وأيضا مع عودة إسماعيل بن ناصر، وحتى شايبي ومازة لم يأخذوا الفرصة التي يستحقونها، بوداوي يقدم مستوى جميل في فرنسا، يجب على بيتكوفيتش إيجاد وسط ميدان مستقر من 3 لاعبين أو أربعة ولا نقوم في كل مباراة بتغييرات عديدة.
إبراهيم شاوش ( محلل قناة دزاير توب)، كثيرا ما يتحدث عن بداية يوسف بلايلي وأنّك كنت وراء ظهوره بمنحه الفرصة وهو لا يزال لاعبا شابا رفقة عواج، حدثنا عن ذلك؟
نعم في سنة 2010، استدعيت بلايلي الذي كان عمره آنذاك 18 سنة رفقة عواج (19 سنة)، وهشام شريف ( 18 سنة) وفي ذاك الموسم، كان هناك إبراهيم شاوش الذي ساعد اللاعبين بخبرته، وهذا الموسم في مولودية وهران، منحت الفرصة لـ 3 لاعبين شباب، يجب أن نمنح الشبان الفرصة ونساعدهم معنويا من أجل أن يكتسبوا الثقة في أنفسهم، بلايلي لاعب كبير وتوّج بالعديد من الألقاب، تمنيت أن أراه أساسيا دائما على الجهة اليسرى من المنتخب الوطني، حينما يبقى في الدكة أو يشارك في الدقائق الأخيرة ندرك بأنّ المنتخب بحاجة إليه، شاهدت بلايلي في الشوارع، وأيضا حينما كان لاعبا في برج بوعريرج، وتكلمت معه كثيرا في الكواليس، وحينما توليت زمام الأمور في مولودية وهران 2010، اتصلت بيه وأعطيته الفرصة وكنت متأكدا أنّها سينجح،للأسف لم يلعب في فريق كبير كان يستحق اللعب في برشلونة أو ريال مدريد، في بعض الأحيان محيط اللاعب قد يؤثر على مسيرته، ورغم ذلك استطاع اللاعب في الترجي التونسي والمنتخب الوطني، وفاز بالعديد من الألقاب، أتمنى أن أراه أساسيا مع الخضر في كأس إفريقيا والمونديال.
من هو أفضل مدرب عملت معه؟
سعدي نور الدين رفقة كرمالي وعبد الله مشري
أفضل لاعب لعب معه؟
بلومي لخضر
أفضل لاعب في تاريخ الكرة الجزائرية؟
بلومي لخضر
أفضل لاعب جزائري في الوقت الحالي؟
رياض محرز
أفضل ذكرى في مشوارك؟
التتويج بكأس إفريقيا 1990
أسوأ ذكرى؟
خسارة اللقب الإفريقي مع مولودية وهران ضد الرجاء المغربي.
حاوره : عبد النور حواز
