وخرست مزامير المطبعين والمقايضين / بقلم هاجر ميموني

هاجر ميموني

 

يتعرض الشعب الفلسطيني مرة أخرى إلى العدوان من طرف الكيان الصهيوني، يفعل ذلك متحديا مجموعة الدولة، بغطرسة مع الأسف يسمد قوتها من دول تزعم أنها رائدة في الديمقراطية وحقوق الإنسان، تمده بالسلاح وبوسائل البطش لأن ضحيته عرب، ويحدث أمام تخاذل العرب بل قل، بيعهم قضية فلسطين ومعها القدس ومقدسات المسلمين في مزاد علني بعد أن كان غير علني تحت تسمية التطبيع، وكأن الأمر لا يعنيهم.

ما كان موجودا للعرب بين أيديهم وهم يعانون هذا الهوان، إلا قضية فلسطين يناورون بها شعوبهم داخليا ويستعملونها خارجيا لقضاء مآرب دنيوية، تتعلق في معظمها بالبقاء في الحكم، ولم يبق لهم بعد مسلسل التطبيع هامش يناورون به، ولا يستطيع أي مطبع أو مقايض أن يقنع أحدا بمنافع ما أقدم عليه، وتلت عملية التطبيع مهرجانات كلام جند لها أصحابها ما استطاعوا يقرعون طبولهم ويزمرون بمزاميرهم مهللين بهذا التطبيع.

يكاد يجمع العالم إلا النشاز منه، أن قضية فلسطين تمثل قضية محورية في أمن المنطقة وأمن العالم، فلا التطبيع ولا القوة قادرة على أن تزيح حقا من حقوق شعب حتى وإن كان ضعيفا، لأن مبادئ الطبيعة تقول ما ضاع حق وراءه طالب، ويقف الشعب الفلسطيني وحده يواجه آلة الموت، وإن كان حائط البراق صار حائد مبكاهم، فقد أنشأ العرب لأنفسهم حائك مبكى “الجامعة العربية” يلجؤون إليه ليبكون كلما اعتدت إسرائيل على الفلسطينيين، لا يتذكرون مقدساتهم وفلسطين إلا في هذه الظروف.

إن روح المقاومة التي يتمتع بها الإنسان العربي ما اندثرت يوما أو فترت عبر التاريخ، وتعد قضية فلسطين أقدم قضية في تاريخ مقاومة الشعوب، ورغم قدمها لم تندثر ولو للحظة، ومؤازرتها ليست منحصرة في العرب فقط، بل هي مطلب كل الشعوب التواقة للعدل والمساواة.

الغياب الأكبر في الساحة في هذه الأوقات التي تتعرض لها مقدسات المسلمين في القدس ومعها الشعب الفلسطيني لهذا الاعتداء، غياب كلي لأبطال مسلسل التطبيع، وكأن طبولهم ومزاميرهم التي استخدموها في الترويج لمسلسلهم قد أصابها الخرس، أو العمى عما يحدث.

بقلم / هاجر ميموني

شارك المقال على :