وزيــــر الرياضة يولي أهمية قصوى لصـــورة الجزائر في الخارج….صادي يواصل مخطط الطريق للنهــــــوض بالكـــــــرة الجزائرية

بعد حوالي 15 شهرا من توليه رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، يواصل وليد صادي مساعيه لتجسيد خطط الإصلاح والنهوض بكرة القدم الجزائرية، حسب برنامجه الذي وعد به قبل توليه المنصب في سبتمبر من العام 2023، من خلال القرارات الهامة والخطوات التي اتخذها طيلة هذه المدة وحسب المتغيرات التي شهدتها الساحة الكروية و”المرض” التي تعانيه ضمن مخلفات الاتحادات السابقة، على غرار التحكيم والعنف في الملاعب والمشاكل المالية التي تتخبط فيها الأندية والديون المتراكمة، وهي كلها تصب في طريق تحقيق الاحتراف الحقيقي، ليحظى الرجل الأول بمبنى دالي إبراهيم، بثقة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي عينه في منصب وزير الرياضة في التعديل الوزاري الأخير، وهو ما زاد من مسؤولية صادي الذي يضع مصلحة الجزائر والنهوض بقطاعه فوق كل اعتبار.

يضع صورة الجزائر خارجيا ضمن أبرز أولوياته

ومنذ توليه رئاسة “الفاف”، لم يتردد وليد صادي في التعبير عن رغبته وحثه على ضرورة تصدير صورة مشرفة للجزائر من خلال كرة القدم والرياضة بصفة عامة، وهو ما أصبح أكثر أهمية بالنسبة له، بعد تبوئه منصبا سياسيا وزيرا للرياضة، حيث يسعى لاستعادة هيبة الجزائر من خلال الوقوف في وجه كل من يريد تشويه صورة بلادنا من خلال كرة القدم، وخير مثال عن ذلك، هو القرارات السريعة التي اتخذها بعد أحداث ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، بين الشباب المحلي وضيفه نجم مقرة، إذ لم تتأخر “الفاف” في إصدار بيان حول الأحداث وتم توقيف الحكم لطفي بوكواسة ومساعده عبان على خلفية الأخطاء المرتكبة والتي أخرجت اللقاء عن نطاقه لتشهد نهايته صورا مؤسفة، فضلا على القرارات الصارمة والعقوبات التي يتم تسليطها على الأندية والأفراد للحد من ظاهرة العنف التي تشوه صورة ملاعبنا في وقت تسعى فيه الدولة الجزائرية للنهوض بهذا القطاع من خلال البنية التحتية المنجزة مؤخرا.

ترشيد نفقات الأندية التي تمتلك شركات عمومية

ومن بين أهم الملفات التي يولي لها وليد صادي اهتماما بالغا، هو المشكل المالي والديون الكثيرة تتخبط فيها الأندية حتى تلك التي تمتلك شركات عمومية، في إطار مخلفات الإدارات السابقة والتسيير العشوائي، إذ يسعى رئيس “الفاف” لترشيد نفقات الأندية التي تحوز على شركات وطنية، بعد ظاهرة ارتفاع أجور اللاعبين بشكل مهول وغير منطقي على الإطلاق، نظرا لما يقدمه البعض فوق أرضية الميدان، حيث سيكون ترشيد النفقات من خلال المصاريف والأجور ضرورة حتمية، خاصة بعد استحداث قسم المرافقة والتدقيق المالي الذي سيراقب عمل الأندية، هذا القسم الذي تم منحه لأحد الاطارات الشابة سيعمل بالتنسيق مباشرة مع الأمانة العامة لـ”الفاف”، في وقت لا تزال أندية تتخبط في المشكل المالي وانعدام الموارد والتمويل، ما جعلها تعيش في وضعية حرجة انعكست على الجانب الفني.

نحو وضع حجر الأســـــاس لدخول الاحتراف الحقيقي

ومن بين الأولويات التي يعكف عليها وزير الشباب والرياضية وليد صادي، هو إرساء قواعد الاحتراف الحقيقي في البطولة الجزائرية وذلك من خلال تبني مشروع لتجسيد مراكز تكوين تابعة للأندية الجزائرية وخاصة تلك التي تعود ملكيتها إلى شركات وطنية، حيث يصّر الرجل الأول في قطاع الرياضة على ضرورة النهوض بكرة القدم الجزائرية لمواكبة التطور في البلدان الإفريقية، خاصة في ظل السياسة التي تنتهجها الحكومة الجزائرية برئاسة عبد المجيد تبون، من خلال تشييد وتطوير المنشآت الرياضية، في صورة الملاعب العالمية التي دخلت حيّز الخدمة في السنوات الماضية، على غرار ملاعب ميلود هدفي، نيلسون مانديلا، حسين آيت أحمد، وعلي لابوانت، فضلا عن الملاعب الأخرى التي تتواجد طور الإنجاز، على غرار ملعبي بشار وورقلة، وذلك من أجل تقديم أجمل صورة عن الجزائر.

الأندية ستكون مجبـــــرة على تجسيد مشروع التكوين في 2025

وفي السياق ذاته، شدّدت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ورئيسها وليد صادي، على ضرورة الشروع في بناء مراكز التكوين بداية من عام 2025، حيث قامت بعقد اجتماعات ولقاءات ثنائية مع رؤساء الأندية المملوكة للشركات الوطنية وذلك من أجل السير على خطى نادي مولودية الجزائر، الذي أصبح أول فريق يشيّد مركز تكوين خاص به بزرالدة. وتعمل “الفاف” من خلال لقاءاتها مع أندية الرابطة المحترفة الأولى، على وضع خارطة طريق للعمل المطلوب من الفرق لتجسيد مشاريعها وفق برنامج ومخطط استراتيجي يراعي إمكاناتها المادية، والأندية التي لا تملك الإمكانات سيتم منحها المراكز التابعة لوزارة الشباب والرياضة لبداية العمل على التكوين.

ملف التحكيـــــــم يحظى بأهمية قصوى لتطوير المنظومة الكروية

وتدرك الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، جيّدا بأنّ تطوير التحكيم أصبح ضرورة قصوى، في ظل المشاكل التي واجهتها في بداية الموسم الحالي، رغم كل الجهود المبذولة من قبل الرئيس صادي، وذلك من خلال اقتناء 4 حافلات خاصة بتقنية “الفار” لاستعمالها لأول مرّة في تاريخ البطولة الجزائر، ومن خلال قرارات “الفاف” الأخيرة بخصوص قضية ملعب “حملاوي” والتعليمات للجنة الطوارئ بتقييم أداء الحكام قبل نهاية مرحلة الذهاب من البطولة الوطنية، ووضع قائمة بأفضل الحكام على إدارة المباريات في مرحلة الإياب المزمع انطلاقها شهر جانفي المقبل، يتضّح جليا بأنّ الاتحادية تضع التحكيم أولوية قصوى من أجل تظوير المنظومة الكروية بالدرجة الأولى وتقديم أجمل الصور عن الكرة الجزائرية، خاصة وأنّ الضغوطات ستزداد على قطاع التحكيم مع نهاية الموسم في ظل المنافسة الكبيرة بين الأندية سواء على التتويج باللقب أو النجاة من السقوط.