الاثنين 04 أوت 2025

وسائل إعلام عبرية: المغرب أصبح الفردوس الجديد لـ “الإسرائيليين”

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
وسائل إعلام عبرية: المغرب أصبح الفردوس الجديد لـ “الإسرائيليين”

في تقرير تلفزيوني عرضته قناة “أي 24 نيوز” العبرية، تناول مجموعة من الصهاينة ذوي الأصول المغربية تجربتهم في العودة أو زيارة المغرب بعد حصولهم على الجنسية المغربية. تراوحت شهاداتهم بين الحنين للماضي، الارتباط المزدوج بالهوية، وبين مخاوف متعلقة بالرفض الاجتماعي، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوتر السياسي منذ السابع من أكتوبر 2023.

وركّز التقرير بشكل رئيسي على قصص أفراد من الجالية اليهودية المغربية، مستعرضًا رحلاتهم الشخصية لفهم الذات والهوية. من بين هؤلاء شلومو، الذي تحدث عن طفولته بين حي فاخر في مراكش ومدينة ديمونا جنوب الكيان الصهيوني، حيث أشار إلى أن نشأته في بيئة محافظة ساعدته على التمسك بجذوره، لكنه ذكر أن غياب التعليم المغربي في المناهج الإسرائيلية ووفاة أجداده في سن مبكرة حرمه من التعرف على تراثه بشكل كامل، مما دفعه لبدء “رحلة وراء الحنين”. من جهته، عبّر مشارك آخر عن دهشته قائلاً: “لو أخبرني أحد قبل عشر سنوات أنني سأعيش في المغرب، لما صدقته”.

وبعيدًا عن الأبعاد السياسية، أظهر التقرير مشاهد للحياة اليومية في المغرب، حيث زار المشاركون الأسواق وتفاعلوا مع صانعي محتوى محليين، متحدثين عن مجتمع يُنظر إليه تقليديًا كمحافظ ولكنه “يُظهر مرونة اجتماعية” ربما لا تتوافق مع الصورة النمطية الصحفية الغربية أو الصهيونية عن البلد.

ومن بين القضايا التي تم تناولها مكانة المرأة في المجتمع المغربي. تحدثت عينات ليفي، وهي امرأة يهودية مغربية تعيش في الرباط منذ عام 2020، عن “سهولة” اندماجها داخل المجتمع، مؤكدة أن النساء المغربيات “يتمتعن بثقة كبيرة في المجال التجاري، ولم تواجه أي عراقيل كونها امرأة.”

التقرير ألقى الضوء أيضًا على مساعي نظام المخزن لـ “الحفاظ على التراث اليهودي المغربي”، مشيدًا بعمل منظمة “كنا”، التي تساهم في تدريب مرشدين مغاربة لفهم التاريخ اليهودي المحلي. ومن بين “الإنجازات” الأخيرة إعادة فتح موقع تراثي ظل مغلقًا لأكثر من أربعين عامًا، بهدف جعل المغرب “فضاءً فاعلًا للتعايش” بدلًا من مجرد متحف يعكس الماضي.

لكن هذا التعايش المرتبط بالهوية المشتركة لم يخلُ من التوتر. كوبي إفراح قال: “أنا مغربي وإسرائيلي، كلاهما”. ومن خلال تأملاته الشخصية، ناقش مشاعر مختلطة أثارها حدث بسيط كتحضير مباراة كرة قدم بين المغرب والكيان الصهيوني، مما يعكس الانقسام المجتمعي داخل إسرائيل و “شوق العديد من الإسرائيليين لاستعادة جذورهم المغربية.”

وعلى الجانب الآخر، عرض التقرير أيضًا طبيعة القلق المرتبط بالهوية المزدوجة، حيث أعرب بعض المشاركين عن شعور بالتشتت والقلق بسبب المظاهرات المناهضة للكيان الصهيوني التي شهدتها شوارع المغرب. أحد المتحدثين أكد أنه لا يشعر بالخوف لأنه وسط عائلته، لكنه أشار إلى أن المغاربة ينظرون إليه باعتباره “يهودي مغربي”، وليس جزءًا كاملاً من الهوية الإسرائيلية.

رابط دائم : https://dzair.cc/mc4c نسخ