21 سبتمبر، 2025
ANEP الأحد 21 سبتمبر 2025

وسط تصاعد الغضب الشعبي في المغرب.. رئيس حكومة المخزن أخنوش يبيع الوهم: إنجازات على الورق واحتجاجات في الشارع

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
وسط تصاعد الغضب الشعبي في المغرب.. رئيس حكومة المخزن أخنوش يبيع الوهم: إنجازات على الورق واحتجاجات في الشارع

في مشهد مثقل بالتناقضات، أطلق رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي ورئيس حكومة المخزن، عزيز أخنوش، جولة جديدة من حملته المسماة “مسار الإنجازات”، آخرها السبت بمدينة مراكش. الجولة التي تُقدَّم على أنها استعراض لحصيلة حكومية في مجالي الصحة والتعليم، بدت للكثيرين أقرب إلى حملة انتخابية مبكرة منها إلى تواصل سياسي مسؤول، خاصة أنها تأتي قبل سنة واحدة من الانتخابات التشريعية وفي ظل وضع اجتماعي متوتر واحتقان شعبي متصاعد.

أخنوش لم يتردد في التباهي أمام قيادات حزبه ومنتخبين محليين بما اعتبره نجاحات حكومته، مشيراً إلى أن نسبة “مؤسسات الريادة” في التعليم بلغت 50% مع وعد بتعميمها بحلول 2027، ومؤكداً أن ميزانية الصحة عرفت زيادات مهمة، تزامناً مع إطلاق “المجموعات الصحية الترابية” وبناء أو تأهيل مراكز استشفائية جامعية. كما عدد حزمة من البرامج الاجتماعية: من تعميم التغطية الصحية والدعم المباشر للأسر الهشة، إلى زيادة الأجور في القطاعين العام والخاص وتقليص التضخم.

غير أن هذه الصورة الوردية التي يسوقها رئيس حكومة المخزن تصطدم بواقع آخر تعكسه الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح عدداً من المدن والقرى المغربية. مواطنون يشتكون من انهيار الخدمات الصحية والتعليمية، ومن انقطاع مياه الشرب في مناطق عدة، فضلاً عن تفاقم البطالة وغياب فرص العمل، خاصة في القرى والمناطق الجبلية التي ما تزال محرومة من أبسط شروط العيش الكريم.

في مراكش، تحدث أخنوش عن مشاريع كبرى مثل تحلية مياه البحر بآسفي لتزويد المدينة بالماء الشروب سنة 2026، وتوسعة مطار مراكش المنارة لمواكبة التدفق السياحي. كما أشار إلى جهود إعادة إعمار إقليم الحوز بعد زلزال 2023، من بينها الدعم المالي للأسر المتضررة وبناء مساكن جديدة وتأهيل البنى التحتية. لكن هذه المشاريع، التي تُسَوَّق إعلامياً كإنجازات، تُطرح بشأنها تساؤلات مشروعة: هل تخدم أولويات المواطن البسيط فعلاً، أم أنها مجرد واجهة استثمارية وسياحية لترضية رأس المال والدوائر المقربة من السلطة؟

محللون يرون أن “مسار الإنجازات” لا ينفصل عن حسابات انتخابية دقيقة يسعى من خلالها أخنوش إلى إعادة بناء صورة حزبه المتآكلة بفعل الانتقادات الشعبية، خاصة في الملفات الاجتماعية التي عجزت حكومة المخزن عن معالجتها بجدية. فبين خطاب رسمي يتحدث عن الإصلاح والتنمية، وواقع يومي يعيشه المواطنون في المستشفيات والمدارس والأسواق، تتسع الهوة أكثر فأكثر بين السلطة والشارع.

الجولة إذن ليست سوى محاولة دعائية لتلميع صورة نظام المخزن واستباق غضب صناديق الاقتراع، لكن الشارع المغربي، الذي يتابع عن كثب تدهور الأوضاع الاجتماعية والمعيشية، يبدو أبعد ما يكون عن الاقتناع بخطاب الإنجازات المعلّب.

رابط دائم : https://dzair.cc/7flz نسخ