الاثنين 30 جوان 2025

وكالة الأنباء الجزائرية تبرز أهمّ محطات “التحوّل الجذري والعميق” الذي أحدثه الرئيس تبون منذ توليه السلطة في الجزائر

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
وكالة الأنباء الجزائرية تبرز أهمّ محطات “التحوّل الجذري والعميق” الذي أحدثه الرئيس تبون منذ توليه السلطة في الجزائر

منذ تسلمه مقاليد الحكم في ديسمبر 2019، بدأ الرئيس عبد المجيد تبون مسيرة تحول جذري في الجزائر، ليعكس تطلعات شعب لطالما طالب بالتغيير وتجديد المسار الوطني.

وفي مقال لها تحت عنوان “الجزائر: عهد تبون …عودة الريادة الجزائرية” أبرزت وكالة الأنباء الجزائرية أن وصول الرئيس تبون إلى الرئاسة في فترة اتسمت بأزمة ثقة غير مسبوقة بين الحاكم والمحكوم، وانحسار دور البلاد على الساحة الدولية، شكل انطلاقة لتحول شامل، وُصف بأنه عميق على المستويات السياسية، الدبلوماسية، والاقتصادية.

إعادة بناء الثقة كأولوية وطنية

استلم الرئيس تبون دولة دفعتها احتجاجات الحراك الشعبي في عام 2019 إلى كسر ركود مؤسساتي طويل. ومنذ البداية، ركز جهوده على التأسيس السياسي السليم عبر خطوات أساسية مثل حل البرلمان، إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وتمكين الشباب من الانخراط الفاعل في الحياة العامة. نجح في وقت وجيز نسبيًا في إعادة تقوية العلاقة بين الدولة ومواطنيها، ووضع الشعب في قلب النظام المؤسساتي. وقد أكد مرارًا: “المواطن خط أحمر”، مشددًا على استعادة الكرامة الوطنية والدولية التي أهدرها النظام السابق.

كما رسخت مراجعة الدستور المصادق عليها شعبيًا عبر استفتاء حضور مبدأ السيادة الشعبية كمحور أساسي للمشروع الوطني، وعززت الحقوق والحريات، مما أعاد الاعتبار لتاريخ نوفمبر 1954 بروحه الثورية الملهمة واستشرافه للمستقبل.

تنويع الاقتصاد ورؤية تنموية

شكلت تحديات الانتقال إلى مرحلة ما بعد الاعتماد على المحروقات أولويات واضحة خلال ولاية الرئيس تبون. ومن خلال إطلاق مبادرات لتطوير قطاعات الصناعة والزراعة وتعزيز الصادرات بعيدًا عن النفط، وضعت الجزائر لنفسها أساسات بناء اقتصاد متنوع ومتين يوفر فرص عمل جديدة.

بفضل هذه الجهود، وصلت الجزائر اليوم إلى معدلات نمو اقتصادي بلغت 4.2% وفق تقارير دولية تُشيد بهذا الأداء وتعتبره انعكاسًا للصمود الاقتصادي. كما حققت الصادرات غير النفطية بدورها قفزة قياسية وصلت إلى حوالي 7 مليارات دولار، في خطوة حاسمة نحو نموذج اقتصادي جديد يخدم الأجيال المقبلة.

على صعيد آخر، أصبحت السكك الحديدية مشروعًا استراتيجيًا يعكس الطموحات التنموية والصناعية، حيث يُنظر إلى “حرب السكك” كرمز للتقدم الاقتصادي والاتصال بالمحيط الإقليمي والدولي بطريقة تعزز العلاقات الإفريقية والدبلوماسية القائمة على المصالح المشتركة.

إلى جانب ذلك، يولي الرئيس أولويات خاصة للعلم والابتكار بوصفهما محركات أساسية للتنمية المستدامة. تم إنشاء مدارس وطنية متخصصة في الذكاء الاصطناعي ودعم البحث العلمي وروح المقاولاتية الذاتية، بما يمهد لإعداد جيل جديد قادر على مواجهة التحديات المستقبلية في عالم سريع التطور. وتمثل الشركات الناشئة جزءًا محوريًا من هذه الرؤية، حيث تُشكّل قناة لاحتواء الطاقات الشبابية وإشراكهم في التنمية.

عودة الجزائر للساحة الدولية

على الصعيد الدبلوماسي، استعادت الجزائر دورها الفاعل وهيبتها في الساحة العالمية. ملتزمة بمبادئها التقليدية كالعدالة واحترام القانون الدولي والسيادة الوطنية للدول، برزت الدولة مجددًا كطرف موثوق للسلام وحل النزاعات.

من دعم القضايا الإفريقية وسلام البحر الأبيض المتوسط إلى الدفاع عن القضية الفلسطينية، تواصل الجزائر لعب دورها كقوة إقليمية مستقلة ومبدئية، رغم تعرضها أحيانًا لانتقادات بسبب مواقفها الحازمة. يبقى هذا النهج مصدر احترام من الشعوب التي ترى فيها شريكًا مخلصًا وصامدًا يفي بالتزاماته.

طريق نحو المستقبل

رغم التحديات المستمرة، بات من الواضح أن الجزائر قطعت شوطًا طويلًا نحو استعادة الأمل. مسيرتها نحو الأمام مدفوعة بإرادة جيل شاب يطمح للمشاركة الفعالة في رسم مستقبله. يعكس ذلك رؤية الرئيس التي تهدف إلى إعادة بناء الدولة بمشاركة كل مواطن وجعله جزءًا محوريًا في تحقيق ازدهار بلاده.

الجزائر تستمد قوتها من نسائها ورجالها، عبارة تبدو بسيطة لكنها تعكس اليوم حقيقة ملموسة في كل خطوة تُخطى على مسار التجديد. وفي ظل عالم مليء بالتقلبات، تبرز الجزائر مرة أخرى كدولة واثقة بذاتها. ربما يكمن أعظم إنجاز في قيادة تهدف إلى أن تكون حازمة، مواكبة للعصر، عملية، ومتمسكة بقيم شعبها الذي يتشبث بالحرية والكرامة.

رابط دائم : https://dzair.cc/8gz8 نسخ