3 أكتوبر، 2025
ANEP الجمعة 03 أكتوبر 2025

يا أزلام المخزن الجزائر منتصرةٌ إلى الأبد ويحيا يحيا يحيا الوطن… الشعب واعٍ وقوي لن يصيبه الوهن .. اليوم نصلي صلاة الجمعة ونأكل الكسكس باللبن… أضغاث أحلام… الثورة لن تصدر لنا بل ستسكن في مغربكم لطرد العفن… بقلم معمر قاني

نُشر في:
بقلم: معمر قاني
يا أزلام المخزن الجزائر منتصرةٌ إلى الأبد ويحيا يحيا يحيا الوطن… الشعب واعٍ وقوي لن يصيبه الوهن .. اليوم نصلي صلاة الجمعة ونأكل الكسكس باللبن… أضغاث أحلام… الثورة لن تصدر لنا بل ستسكن في مغربكم لطرد العفن… بقلم معمر قاني

يا أزلام المخزن الجزائر منتصرةٌ إلى الأبد ويحيا يحيا يحيا الوطن… الشعب واعٍ وقوي لن يصيبه الوهن .. اليوم نصلي صلاة الجمعة ونأكل الكسكس باللبن… أضغاث أحلام… الثورة لن تصدر لنا بل ستسكن في مغربكم لطرد العفن…

بقلم: معمر قاني

مرة أخرى، يمد المخزن يده المرتعشة إلى الجزائر محاولًا تصدير أزماته الداخلية، عبر صناعة فقاعات إعلامية فارغة من قبيل “GenZ 213” الوهمية والخرافية، ظنًا منه أن بإمكانه تضليل الرأي العام الجزائري كما ضلل شعبه لسنوات. لكن الحقيقة صارخة كالشمس: الجزائر ليست المغرب، وشعبها ليس في حاجة إلى استيراد حراك، لأن حراكه الأصيل كان في 2019، سلميًا، حضاريًا، استجابت له الدولة، ولم تُطلق فيه الشرطة الجزائرية رصاصة واحدة على المتظاهرين الآمنين، ولم تُسفك فيه قطرة دم واحدة.

فليتذكر المغاربة جيدًا: شباب الجزائر حين خرجوا إلى الشوارع، خرجوا في كنف جيشهم وشرطتهم الذين حموهم ولم يلمسوهم بسوء، بينما شباب المغرب الذين خرجوا منذ 27 سبتمبر الماضي ولا يزالون إلى اليوم في حراك مفتوح ولا يهدأ، استُقبلوا بالهراوات والاعتقالات والسجون، لأن نظام المخزن لا يعرف إلا القمع والبطش والتنكيل، والقتل أيضا بعد أن راح ضحية إجرامه 3 شبان من المتظاهرين.

الفرق واضح وضوح الشمس: في الجزائر، القيادة السياسية من الشعب وإليه، والرئيس عبد المجيد تبون يُخاطب الجزائريين بانتظام، يفتح أمامهم كل الملفات، يعاقب المسؤولين المقصرين، ويردد دومًا: “المواطن خط أحمر”. أما في المغرب، فملك لا يراه شعبه إلا عبر صور منتقاة من قصوره في باريس وزنجبار، بعيدًا عن هموم الناس ومعاناتهم. شعب يعيش الانفصام بين ملك غائب ومؤسسات عاجزة، حتى انفجر غضبه وصار يطالب برحيل النظام كله.

في الجزائر مصالح أمنية تسهر على حماية المواطنين وأمنهم، حتى يمارسوا حياتهم اليومية في كنف الاستقرار والسكينة والطمأنينة، بل حتى في حراك 2019 لم تمس من الحراكيين الغاضبين من العصابة شعرة واحدة وسهرت على تأمين المسيرات والمظاهرات السلمية، أما في المغرب لا توجد مصالح أمنية، بل مجرمون يرتدون زيّ الشرطة الملكية التي تحمي قصور الملك وعائلته وحاشيته من أركان المخزن، وتدافع عن مصالحهم وتحفظ أمنهم واستقرارهم وتخشى عليهم من ثورة المغاربة ضدهم وتنهال عليهم بشتى أنواع القمع والاضطهاد إذا ما هم طالبوا سلميا بحقوقهم المنتهكة والمنهوبة.

وكالة الأنباء الجزائرية كانت صريحة حين قالت إن هذه الدعوات المعلنة ليوم الجمعة 3 أكتوبر ليست مطالب اجتماعية بحتة، بل مناورة سياسية قذرة ترمي إلى تصدير الأزمات المغربية إلى الخارج ومحاولة النيل من تماسك الجبهة الداخلية الجزائرية.

الجزائر، بتاريخها الثوري ومبادئها التحررية، ترفع راية فلسطين والصحراء الغربية وتدعم قضايا الشعوب المقهورة، بينما المخزن تلطَّخ بعار التطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري، وشارك في حصار غزة، بل وفتح أبوابه لجواسيس الاحتلال. أليس من العار أن يقمع نظام المخزن مظاهرات أسبوعية تدخل عامها الثاني، فقط لأن المغاربة يرفضون التطبيع ويهتفون ضد إسرائيل؟

والفرق الآخر أكبر من أن يُخفى: الجزائر دولة اجتماعية حقيقية، ترفع الأجور، تدعم المواد الأساسية واسعة الاستهلاك، توزع السكنات على المواطنين، وتكرس مجانية التعليم والصحة. بينما المخزن اختار طريق الليبرالية المتوحشة، فترك المغاربة يواجهون الجوع والفقر وانهيار المنظومات الصحية والتربوية والتعليمية، حتى باتت النساء يمتن جماعيًا في قاعات الولادة بسبب غياب أبسط التجهيزات الطبية، وفي المقابل يحاول في خيبة كبيرة إقناع الشعب المغربي الذي فطن لألاعيبه بأنه مثل دول أوروبا المجاورة بوسعه هو أيضا أن يحتضن المونديال ويبني ملاعب عملاقة، لكن على أرض بلا مستشفيات ولا مدارس ولا مرافق للمواطنين.

وليس صدفة أن يخرج شباب المغرب هاتفين: “لا مونديال بدون مستشفيات!”، “خبز لا ملاعب!”، “التعليم والصحة لا مليارات للفيفا!”. فالمخزن يريد تلميع صورته بواجهة رياضية، بينما مدنه وأحياؤه تغرق في البؤس والفقر وكذلك في ظلم المخزن وغطرسة أجهزته الأمنية.

أما في الجزائر، فيوم الجمعة 3 أكتوبر القادم سيكون يومًا عاديًا بامتياز: سنصلي الجمعة، نزور الأهل والأحباب، نأخذ أبناءنا إلى الحدائق والشواطئ، ونستمتع بزقزقة العصافير ونسيم الخريف اللطيف. الجزائر محصنة بجبهتها الداخلية، وواعية بمؤامرات المخزن، واثقة بأن لا “GenZ” مستوردة ولا شعارات دخيلة قادرة على المساس بها.

أما المخزن، فهو الذي يزرع الريح ويحصد العاصفة. وهو الذي راهن على الكيان الصهيوني فباع أرض المغرب لهم، ليجد نفسه اليوم محاصرًا بثورة شعبية جذرية تُطالبه بالرحيل، وتعلن أن زمن محمد السادس انتهى.

الجزائريون تجاوزوا حراكهم الأصيل إلى جزائر جديدة ومنتصرة تحت إدارة قيادة سياسية راشدة تمثل الشعب، والمغاربة دخلوا زمن ثورتهم الفاصلة. والفرق بين البلدين أوضح من أن يُغطّى بأكاذيب إعلامية: عندنا دولة تبني وتشهد إصلاحات في جميع الأصعدة والمستويات وتواجه نقائصها بشجاعة، وعندهم نظام متهالك ينهار تحت غضب شعبه.

الحراك الجزائري انتهى بشرف في 2019، أما الحراك المغربي فقد بدأ الآن ولن ينتهي إلا برحيل المخزن ومحمد السادس. والفرق بين بلد يبني بثقة ووعي، وبلد ينهار تحت ثقل الخيانة والتطبيع، لا يمكن أن يُغطّى بأكاذيب ولا أن يُزَيَّف بدعاية.

نرجو أن يعي المغاربة هذا الكلام جيّدا حتى يلتفتوا إلى حراكهم وينتبهوا أكثر من أن تختطفه من بين أيديهم عصابة المخزن الإجرامية، فنحن في الجزائر شعبا وقيادة لا نريد لهم إلا الخير ويهمنا كثيرا أن ينجح حراكهم ليتحول بلدهم إلى مغرب متحرر من المخزن والملكية ومستقل عن الكيان الصهيوني والأجندات الأجنبية، وليعود الاتحاد المغاربي إلى وجهته الصحيحة في كنف شعوب متحررة من الاستعمار والأنظمة التوسعية.

رابط دائم : https://dzair.cc/lxi3 نسخ