الحدود بين الجزائر والمغرب آمنة والجيش الجزائري مستعد لأي طوارئ

كحلوش محمد

أكدت مصادر “دزاير توب”، أن الوضع على الشريط الحدودي البري بين الجزائر والمغرب “هادىء”، باستثناء ما حدث بمنطقة المحبس والحوزة وأوسردن -القريبة من الجزائر- التي أعلنت وزارة الدفاع الصحراوية عبر بلاغات متوالية إنها “شنت هجمات عسكرية على الجيش المغربي في هذه المناطق”.

وأكدت المصادر ذاتها أن قوات الجيش الشعبي الوطني على طول الشريط الحدودي البري مع المغرب لم تشتبك مع أي جهات، ولم ترصد أي تحركات غير عادية، على الأقل حتى الآن.

وأوضحت المصادر نفسها أن الجيش الجزائري يوجد في مواقعه، وهو مستعد لحماية الشريط الحدودي للبلاد في أي وقت، ومن أي تهديدات كانت، اليوم، أو مستقبلًا.و أن القيادة العسكرية الجزائرية لم تقرر أية استعدادات أو تُطالب بتعزيزات باستثناء رفع درجة اليقظة والتأهب تحسبًا لأي طارئ.

وكان جيش التحرير الشعبي الصحراوي قد أصدر بيانًا، مساء أمس، الجمعة، أكد من خلاله أنه قام بـ”هجمات مكثفة بقطاعات المحبس، حوزة، أوسرد، الفرسية، مخلفة خسائر في الأرواح والمعدات ورعبا في نفوس الجنود المغاربة”.

وتساند الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، بينما يقترح المغرب منح الإقليم حكمًا ذاتيًا فقط. وأغلقت الجزائر حدودها مع المغرب العام 1994، احتجاجًا على فرض المملكة تأشيرات على الجزائريين في غمرة مرحلة الإرهاب التي كانت تمر بها الجزائر.

ومنذ ذلك الحين، لم يتم التوصل إلى اتفاق ينهي مسألة إغلاق الحدود، خصوصا وأن المغرب يرى دعم الجزائر للبوليساريو تدخلًا في شؤونه الداخلية بينما ترى الجزائر بأن ذلك دعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

وتسعى جبهة البوليساريو إلى استقلال الصحراء الغربية عن المغرب الذي سيطر على المنطقة الصحراوية الشاسعة منذ انسحاب إسبانيا في عام 1974 ويعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيه.وتنعم الصحراء الغربية برواسب الفوسفات ومياه الصيد الغنية، وتوفر أيضا الطريق البري المغربي الوحيد إلى باقي إفريقيا باستثناء الجزائر، التي أغلقت حدودها مع المغرب منذ عقود.

وفي الشهر الماضي، أقر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2548 الذي يدعو إلى “حل واقعي وعملي وثابت… يقوم على التوافق”. واعتبرت هذه الصيغة على نطاق واسع على أنها تشكك في أي استفتاء بشأن مستقبل الإقليم وهو هدف سعت له البوليساريو منذ أمد طويل وأيدته الأمم المتحدة في اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين في 1991.وقالت الجزائر في بيان إنها تندد بقوة بما وصفته بانتهاك المغرب لوقف إطلاق النار وحثت الأمم المتحدة على تعيين مبعوث جديد للصحراء الغربية وإعادة بعث المحادثات.

ومشكلة الصحراء الغربية أكبر ملف يؤرق العلاقات بين الجزائر والمغرب منذ 1975 بالإضافة إلى مشكل الحدود الذي ظهر بعد استقلال الجزائر عن فرنسا في 1962.

وكان المغرب قد أعلن خلال ماي الماضي عن بناء قاعدة عسكرية في إقليم جرادة بالقرب من الحدود الجزائرية، كما عزز من تواجده العسكري في عدد من النقاط جنوب شرق البلاد.

وترى الجزائر في التواجد المغربي استفزازًا أو تهديدًا لأمنها القومي، وأن هناك مخطط مغربي- غربي قد يستهدفها مستقبلًا عسكريًا ،وميدانيًا، يوجد لدى المغرب نقاط مراقبة عسكرية على طول الحدود البرية المشتركة باستثناء بعض القواعد التي تعود إلى عقود ومنها قاعدة عسكرية في مدينة وجدة، ولدى الجزائر قواعد عسكرية على الحدود المشتركة، وكانت قد ضاعفتها إبان الحرب الأهلية غير المعلنة خلال التسعينات.

الرئيس تبون: “تشييد قواعد عسكرية على الحدود هو نوع من التصعيد ويجب إيقافه”

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في حوار مع جريدة لوبينيون الفرنسية، جويلية المنصرم، إن “هناك تلاسنا دائما بين البلدين، ولكن الشعبين شقيقين، ولدينا تاريخ مشترك طويل ونحن جيران، ومحكوم علينا بالتعايش. بالنسبة لنا ليس لدينا أي مشكلة مع المغرب ونحن نركز على تنمية وطننا. ويبدو أن أشقاءنا المغاربة ليسوا في هذا الخط، فتشييد قواعد عسكرية على الحدود هو نوع من التصعيد ويجب إيقافه”.

وسائل إعلام مغربية: “الجزائر شيدت عشرات القواعد العسكرية قرب الحدود مع المغرب”

في جويلية الماضي،نشرت وسائل إعلام مغربية مقاطع فيديو وصورًا قالت إنها لعشرات القواعد العسكرية الجزائرية التي تم تشييدها على الحدود مع المغرب،حيث نشر موقع “هسبريس” المغربي مقاطع فيديو وصورًا قال إنها تؤكد المخططات الجزائرية العسكرية لبناء قواعد حديثة على بعد أقصاه 60 كيلومترًا من الحدود مع المملكة المغربية، مشيرًا إلى أن الجيش الجزائري يعمل على تكثيف تواجده بالقرب من الحدود مع المغرب.

وأظهرت الصور التي قال موقع “هسبريس” إنه حصل عليها بشكل حصري من “منتدى القوات المسلحة المغربية”، تمركز القواعد العسكرية الجزائرية على طول الشريط الحدودي.

وأشار الموقع إلى وجود على بعد 8 كلم فقط من المنطقة الحدودية، ثلاث ثكنات عسكرية جزائرية مخصصة للمشاة، تحتوي على منظومات الدفاع الجوي “إس 300”.

كما تحدث الموقع عن عشرات القواعد العسكرية الأخرى المخصصة للمدفعية وللطائرات الحربية والمشاة وللتجسس.

بينما نشر موقع “فار” القريب من الجيش المغربي، صور زعم أنها لــ 25 قاعدة وقال إنه تم التقاطها عبر تقنية “غوغل إيرث”بينما تم ذلك عبر القمر الصناعي العسكري المغربي محمد السادس، وليس بين إحداها وبين الحدود المغربية سوى 6 كيلومترات، فيما الباقي في حدود قصوى تصل 60 كيلومترًا.

عمّـــــار قـــردود

شارك المقال على :