الصحفي الصحراوي عبد الله الركيبي في حوار خاص لـ “دزاير توب ” : المعركة مع الإحتلال المغربي تتوسع و ستشمل مناطق أخرى و الأيام المقبلة ستشهد نتائج حافلة للشعب الصحراوي

كوثر دزاير توب

خص اليوم الإعلامي و الصحفي الصحراوي عبد الله الركيبي موقع و قناة “دزاير توب” بحوار حصري بخصوص تداعيات خرق المملكة المغربية لإتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، و ذلك بعد إرسالها لقوات مسلحة بالزي المدني لـ “الكركرات” ، أين جاء الرد بعدها من الجيش الصحراوي كخطوة  لحماية المدنين، وهو ما توسع فيه الصحفي “الركيبي” في حواره الذي تناول فيه أهم جوانب الصراع المغربي الصحراوي العائد إلى الواجهة الدولية بعد حادثة “الكركرات”.

بداية، ما هو تعليقكم حول رد الفعل الذي أبديتموه بعد خرق الطرف المغربي لإتفاق وقف إطلاق النار، و هل بإمكانكم شرح سبب إستهداف الطرف المغربي لمنطقة “الكركرات” بالذات ؟ 

أولا السلام عليكم و أشكركم على الإتصال و المشاركة، أعتقد بأن رد الفعل الصحراوي كان منتظرا بالنسبة للصحراويين الذين عانوا لأكثر من ثلاثين سنة من مخطط السلام الأممي الفاشل إن صح التعبير، نحن تفاجأنا بقوة الرد الصحراوية، كنا نتوقع ربما تكون جولة أو جولتين أو ضغط معين ولكن إعلان فخامة رئيس الجمهورية يوم أمس للمرسوم الرئاسي، ينهي من خلاله وقف إطلاق النار الموقع بين المغرب و البوليزاريو من طرف الأمم المتحدة كانت إشارة واضحة بأن العودة للكفاح المسلح باتت خيارا محسوما بالنسبة للصحراويين وهو ما ،درسته جبهة البوليزاريو بشكل مكثف و بالتالي كنا فخورين يوم أمس بمقاتلي جيش التحرير الصحراوي الذين دكوا حصون الإحتلال المغربي و بالتالي يوم أمس كان تاريخيا، و الصحراويون قرروا مصيرهم و العودة للكفاح المسلح كان خيارا شعبيا صحراويا مطروحا منذ أكثر من ثلاثين سنة، و بالتالي أعتقد بأن التناغم الذي حصل يوم أمس بين الحكومة و الدولة الصحراوية و الجيش الصحراوي و كذلك الشعب الصحراوي كان خيارا مطروحا، و الحقيقة أن الشعب  يطمح بقوة نحو هذا الإتجاه وهو العودة للكفاح المسلح و المعارك البطولية التي يقوم بها جيش التحرير الشعبي الصحراوي هي غاية في الأهمية و الروعة و بالتالي هذا المسار الشعب الصحراوي، مطالبنا، فالإحتلال المغربي لا يفهم إلا بهذه اللغة .

أما التكالب المغربي لهذه المنطقة هو تكالب بالوكالة، لأنكم تعرفون أن الإحتلال المغربي يعمل بالوكالة لصالح الإحتلال الفرنسي لصالح الدول الإستعمارية مثل فرنسا و إسبانيا و كذلك الكيان الصهيوني، المغرب لا حول له ولا قوة هو فقط ينفذ هذه المشاريع التي دخلت فيها دولة جديدة أو دول جديدة إن صح التعبير ، هذه المرة عربية وهي الإمارات العربية المتحدة، التي لا تدخل مكانا إلا ويبقى خرابا، و أعتقد أن المغرب يطبق هذه الأجندة حرفيا لا يريد أن يقرر الشعب الصحراوي مصيره، و لكن كذلك إن قرأنا البعد الإستراتيجي و السياسي هم يستهدفون الجزائر بشكل مباشر لأن الجزائر عصية على هذه التدخلات و عصية على الإنهيار وبالتالي اليوم فرصة تاريخية للصحراوين ولكن كذلك للأخوة الجزائريين لتحرير الأرض الصحراوية، و سيكون هنالك بعد إستراتيجي وسياسي و إجتماعي و إقتصادي بالنسبة للدولة الجزائرية الشقيقة، اليوم المصالح مشتركة و العودة لحمل السلاح هي الخيار الوحيد الذي يفهم به الإحتلال المغربي و القوة الإستعمارية مثل فرنسا و اسبانيا و الامارات العربية و الكيان الصهيوني .

بالحديث عن البلدان الداعمة للطرف المغربي , لاحظنا مؤخرا إنحياز و دعم بعض الدول العربية للطرف المغربي على حساب الصحراوي … ما هو تعليقكم على ذلك ؟ 

هذا ما يحز في النفس، إذا تحدثنا عن المماليك العربية السعودية و البحرين و قطر و الإمارات و الكويت دعمها يعتبر دعم مشروع إلى حد ما تحافظ على إستمرار المماليك في الحكم الجائر على هذه الشعوب المضطهدة و لو نتذكر بدايات الحرب مع الإحتلال المغربي كانت تدعم هذه الدول إضافة إلى العراق وغيرها من الدول الطرف المغربي و مازالت، أين كانت تزود السلاح و المحروقات للشاحنات و السيارات المغربية، وما يحز في النفس اليوم هي فلسطين، نحن ندعم القضية الفلسطينية و نعرف بأن الشعب الفلسطيني مظلوم وهذه قضية إسلامية قبل أن تكون عربية و نحن نحترم الشعب الفلسطيني و نقدر مجهوداته و كفاحه المشروع للحرية و الإستقلال، كان حريًّ بالسلطة الفلسطينية التي هي كذلك ضعيفة و مرهونة و مرتهنة إن صح التعبير لهذه الأنظمة العربية الخبيثة، كان حريا بها أن تلتزم الصمت وهو الذي كان متوقعا، أما أن تخرج السلطة الفلسطينية المسكينة التي لا تملك لنفسها شيء ما بالك في قضايا أخرى أكبر من الذي تتحدث عنه و تدين الهجمات الصحراوية و هجمات جيش التحرير على هذا الإحتلال البغيض هذا هذا ما يحز في النفس، هذا في الحقيقة يعتبر نبش آخر في جرح غائر بالنسبة للشعب الصحراوي لن ينساه و لكن في الأخير أريد أن أقول لكل الفلسطنين الذين يستمعون بأن قضيتكم عادلة قضيتكم هي قضية تقرير مصير قضية أمة عربية و إسلامية ما تقوله السلطة الفلسطينية هو يعني إن صح التعبير القافلة تسير و الكلاب تنبح و بالتالي السلطة الفلسطينية تعتقد بأنها بهذا القرار يعني تأخذ بعض النقاط من الإحتلال المغربي و لكن إنها واهمة و أن المغاربة الآن يبيعون القضية الفلسطينية، يتآمرون على الشعب الفلسطني و دولة الإحتلال المغربي معروفة في السابق خاصة في القمم العربية التي كانت تسجل سرا مباشرة إلى الإحتلال المغربي و ما يسمي بالجمعية الوطنية التي يترأسها الملك المخزي محمد السادس هي فقط لعب على أوتار و إطالة أمد أزمة الفلسطنيين و بالتالي على الفلسطينيين أن يدركوا ما الذي فعلته لهم هذه الدول سوى البطش و إدارة ظهرها لها خاصة في هذا التطبيع الذي نشاهده اليوم في هذا العالم العربي، كان حريا على السلطة الفلسطينية أن تراجع نفسها و تقف وقفة رجل واحد و تقول أن هذه القضية عادلة وهي قضية شعب محتل و بالتالي نحن ندعم هذه القضايا العادلة مثل ما ندعم قضايا أخرى، خاصة و أن الجزائر التي تعتبر حليف إستراتيجي للصحراء تدعم القضية الفلسطينية ظالمة أو مظلومة كان على الفلسطنيين أن ينتبهو لهذا الخطاب و أنا أقول لهم أن التاريخ يسجل .

في الأخير ، ما هي رسالتكم للمجتمع الدولي و خاصة الأمم المتحدة التي لم تبدي أي تحرك بخصوص خرق المغرب لإتفاق إطلاق النار ؟

الأمم المتحدة يعني هي فقط كانت شرطي مرور في هذه المنطقة، تحاول فتح المعابر و الثغرات غير الشرعية في الصحراء الغربية، نحن قدمنا تنازلات كنا دائما نحاول أن نأخذ العصا من المنتصف و نحاول أن نكون رجال سلام و في المستوى المطلوب خاصة مع المتغيرات الدولية، ولكن إكتشفنا متأخريين أن الأمم المتحدة منظمة تساير الاحتلال المغربي لا تعترف بالصحراويين ولا بحقهم هي كغيرها من الدول في مجلس الأمن الدولي و الدول الكبرى التي لا تعرف سوى لغة المصالح و غيرها، قرار رئيس الجمهورية يوم أمس و الصحراويين نهاية الإلتزام بقرار وقف إطلاق النار كانت رسالة واضحة للأمم المتحدة بأن تقوم بحمل حقائبها و الخروج من هذه المنطقة و الشعب الصحراوي نقضها و نقض حتى المجتمع الدولي المتقهقر و لكن التاريخ يسجل بأن بعد أيام وأشهر من الحرب الدائرة الآن ستأتي الأمم المتحدة صاغرة و سيأتي الفرنسيون صاغرين لأن الجيش الصحراوي اليوم يدك حصون الاحتلال المغربي المعركة تتوسع بإذن الله و ستشمل مناطق أخرى، وفي الأيام المقبلة و الشهور المقبلة ستكون نتائج حافلة للشعب الصحراوي .

حاورته: كوثر تبيقي

شارك المقال على :