فيروس الإرهاب المدمر / بقلم الإعلامية فريهان رؤوف

كحلوش محمد

أصبح الإرهاب منتشراً في كل الدول العربية، هذا الإرهاب الذي أصبح مثل الفيروس يتسلل للأوطان ليدمرها ويزعزع استقرارها وأمنها ويعبث بحياة الأبرياء ويهدد سلمهم واستقرارهم. السؤال الذي يطرح نفسه: كيف  نشأ؟ وما أسبابه وما الحلول لمكافحته لأنه خطر جسيم؟

الإرهاب ظاهرة موجودة منذ القدم وتعمل على بثه منظومة بأكملها كرست نفسها منذ سنوات وخططت ودبرت له لأن الارهاب الوسيلة الوحيدة لتدمير القومية وتفكيك لحمة الدول وزرع الرعب والخوف.

الإرهاب هو الوسيلة الوحيدة لتدمير الحضارات ونشر الكره والحقد وزلزلة المجتمع الواحد اليوم, وبسبب الإرهاب أصبح الكره والحقد منتشراً، أصبح الخوف من الاخر والحذر من كل شيء، أصبح التشكيك في كل شيء, لكن كيف نشأ الإرهاب؟ هل هو فعلا خطة ومؤامرة للقضاء على العروبة والإسلام؟

الإرهاب هو صناعة خارجية دبرته دول عظمى لزرعه داخل الأوطان العربية واقناعنا بأن العرب يقتلون بعضهم البعض، وأنهم متوحشون وضعفاء وهمجيون وليست لهم عقول وبحاجة لدول قوية لتتحكم فيهم، هكذا فعلا كان السيناريو، حيث دبروا وخططوا لاتباع هذه السياسة ودعموها مادياً، حيث دفعوا أموالاً طائلة لتجنيد المسلحين ونشرهم داخل الدول وإقناعنا أن العرب يقتلون في بعضهم.

كيف يقتلون في بعضهم وهم لا يملكون حتى الأسلحة والقوة، بينما في الحقيقة بربر المغول هم من يقتلون  بشراسة وحوش الغابات البدائية اليوم أصبح أمير مؤمنين ومعسكرات وجنود وجوار وجهاد نكاح، وإرهاب، ورغبة في نشر الخلافة وتوحيد الدول تحت عاصمة الخلافة. هل لعاقل أن يصدق هذه السخافات وهذه المؤامرات الدنيئة لتدمير الدين دين الإسلام الذي جاء من أجل السلام، فكيف يدعو الدين لسفك دماء الأبرياء والدين هو من أمر بالمحبة والسلام.

الأديان كلها بريئة من الإرهاب كل الأديان جاءت لتعلم الإنسان كيف يحب الإنسان الآخر، ودعت للتعايش بسلام منذ سنوات كان هدفهم القضاء على الإسلام هذا الدين الذي لم يعجبهم لأنه يدعوهم للتواضع ويذكرهم أن الحياة زائلة.

اليوم يقتلون باسم الإسلام  والله عز وجل  قال على لسان نبيه  «لكم دينكم ولي دين» لم يقل يا محمد اقتل أو افرض الإسلام، حتى أن النبي كان محسناً حتى لجاره اليهودي المؤذي، فهل لعاقل أن يصدق بأن المسلم يقتل المسيحي مثلما حدث في الفترة الأخيرة في مصر، وذلك لزرع الفتن وتشويه الأديان وتفكيك الروابط بين الناس, قال سبحانه: «لكم دينكم ولي دين»، ولم يقل انتم أعداء بسبب الدين، لكن الإرهاب ليس له علاقة بالدين بل استغلوا الدين لزرع الفتنة بين الناس بينما الإرهاب قد نشأ على يد منظومة بأكملها دعمتها دول عظمى بالأموال والأسلحة ومنذ سنوات سعت هذه التنظيمات للتسلل إلى داخل أوطاننا وكانت أولا تنظيم القاعدة والآن تنظيم «داعش» «وأمير المؤمنين» أبو بكر البغدادي لكن ما الأسباب التي تجعل أشخاصاً ينحرفون نحو الإرهاب؟

الأسباب عديدة ومتنوعة وأهمها الفقر هذا الفقر, الذي يحولهم إلى حجر ووحوش تغيب فيها الإنسانية، الفقر وقلة الحيلة والعجز أمام الظروف الاجتماعية وفقدان الثقة بالدولة وبالناس حيث يغريهم هذا التنظيم ويعدهم بتقديم امتيازات ويستقطبهم تدريجياً ثم يبرمجهم مثل برمجة الآلات.

والعامل الثاني هو البطالة وخاصة بطالة حاملي الشهادات العليا, ولقد لاحظنا  في العمليات الإرهابية في تونس فتاة متحصلة على ماجستير في الانكليزية وأربع سنوات وهي تعاني من البطالة والفقر والخصاصة.والعامل الثالث هو التعصب لدين أو بالأحرى فهمه بشكل خاطئ بشكل مسلم به دون فهمه بشكل صحيح وعقلاني, حيث قال تعالى «أفلا يتدبرون» و«أفلا يعقلون», أشار في العديد من المرات إلى التدبر والتفكر والتعقل لكنهم لم يفهموا شيئاً, فعقولهم مثل الحجر لا تستوعب ولا تعقل شيئاً إضافة إلى انه  أمر بالرحمة وحرم الانتحار وما يفعله هؤلاء يناقض الدين, فكيف يأمر الله بالرحمة وهم ينتهكون حقوق الناس بكل وحشية؟!

وكيف يحرم الانتحار وهم يفجرون أنفسهم وكيف يأمرهم بإنقاذ حياة الغير وهم يتسببون في مصائب يومية وخاصة ما حدث في هذه الأيام في مصر وقتل مسيحيين بدون ذنب، ان الإرهاب آفة حلت على مجتمعاتنا, وحلولها هي نشر التوعية بين الشباب وتوفير مواطن شغل وفرض مراقبة أكثر وحماية الدولة لمواطنيها وتحسيسها بأنهم مواطنون فعلا في دولة وليسوا مجرد رعية,  إضافة إلى محاربة كل أنواع التطرف والتشدد، والتذكير بأن الأديان جاءت من اجل السلام ومن اجل الحرية والرحمة  وكل شخص له حرية المعتقدات.

قد اختلف معك وتختلف معي لكننا لسنا أعداء يمكننا أن  نعيش على هذه الأرض بسلام ورحمة.

بقلم الإعلامية فريهان رؤوف

شارك المقال على :