الصحافي الفرنسي الحر والجريء “ميشال آباثي” ينصف الشعب الجزائري ويطالب فرنسا بالاعتذار عن ماضيها الاستعماري الفضيع

كوثر دزاير توب

“يجب علينا أن نعتذر، استعمار الجزائر لا يشبه أي استعمار آخر”، بهذه العبارة الصريحة والمباشرة وجّه الصحافي الفرنسي المرموق “ميشال آباثي” نداءه إلى السلطات الفرنسية، يحثها على ضرورة تقديم اعتذاراتها للجزائر شعبا ودولة، عن كل ما ارتكبته من فضائع وجرائم في حق الإنسانية.
وواصل آباثي كلامه بثبات وقناعة راسخة خلال حصة تلفزيونية على قناة “آل سي إي” الفرنسية: “لسنا ندري لماذا احتلت فرنسا الجزائر في 1830، إنه فعل سياسي غير مدروس، لقد قام الليبراليون بالانقلاب على شارل العاشر وخسر السلطة، فشنّ عملية عسكرية من أجل مجده الشخصيّ”.
ومستمرّا في حيرته بالثقة نفسها حول إيجاد سبب وجيه واحد يدفع الملك الفرنسي وقتها، شارل العاشر، لكي يقرر احتلال شعب لم يسبق له أن ارتكب شيئا في حقه أو في حق دولته، تابع الصحفي الفرنسي: ” لقد احتل الجزائر في 5 جويلية، ليتم الإنقلاب عليه في 30 من الشهر نفسه، ليخلفه لويس فيليب على العرش، ولا أحد يدري ماذا كان يفعل في الجزائر”.
وعند هذه النقطة الفارقة في التاريخ بدأ التنكيل بالشعب الجزائري، يقول ميشال آباثي: “الجيش بسط سيطرته على الأرض، وابتداء من هنا سيبدأ غزو الجزائر، لقد كان عنيفا إلى الحد الذي كانت هناك حملة صحفية أوربية في سنة 1845 لإدانته”.
ولم ينس ميشال آباثي جرائم الماريشال “توماس بيجو” إلى درجة أنه لم يبدو عليه الأسف وهو يصفه بـ “الجزار”، إلا عندما ذكر أنّه ” تمّ تكريمه بإطلاق اسمه على شارع في باريس، إنها فضيحة”.
“لقد سرقنا الأراضي من الجزائريين”، تابع ميشال آباثي، ودون أن يلتفت لمحاولة مذيع البرنامج مقاطعته وأخذ الكلمة منه أصرّ بحزم: “لقد حرمنا خمسة أجيال من الجزائريين من حقهم في التمدرس”، وأضاف ميشال آباثي دون يأبه لتدخل ضيفته التي قالت أن الجزائريين استرجعوا تلك الأراضي في الاستقلال على أي حال، منتزعا منها الكلام ليؤكد حديثه عن الأجيال الجزائرية التي ضيعت فرنسا مستقبلها: “الذين حكمنا عليهم بالعيش في الجهل والأمية، كما أننا ألقينا النابالم على القرى الجزائرية”.
ويعتبر جان ميشيل أباثي أحد الصحفيين الفرنسيين الذين نادرا ما يتحدثون بموضوعية وتجرّد عن الجزائر على شاشات التلفزيون، حيث أنه متخصص في المسائل التاريخية والسياسية.
أحمد عاشور

شارك المقال على :