“كريم بليبك”…  خبير جزائري في البيولوجيا من الطراز العالي ببلجيكا

كحلوش محمد

حاوره: علي مكاوي

هناك من الجزائريين في الخارج من حققوا نجاحات باهرة في ميدان له باع  كبير وهو ميدان البيولوجيا الحيوية الذي أصبح له تأثير كبير في حياة الناس وصحتهم في ظل   جائحة  كورنا .

ولمعرفة خبايا هذا الميدان وأهميته في ظل جائحة كورونا  كان  لجريدة وقناة دزاير توب  الرقمية لقاء مع الخبير البيولوجي كريم بليبك من بلجيكا.

هل لكم دكتور كريم بليبك أن تعرفوا بأنفسهم لجمهورنا الكريم؟

كريم بليبك دكتور في البيولوجيا الجزئية وخبير علمي في شركه للتكنولوجيا الحيوية أو ما يسمى بالبيو تكنولوجيا في لياج البلجيكية، درست في الجزائر وتحصلت على شهادة مهندس في التكنولوجيا الحيوية، في ما بعد سافرت إلى فرنسا للدراسة وتحصلت على شهادة ماستر في علم الأمراض البشرية، ثم أتيت إلى بلجيكا للتحصل على شهادة الدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية وعلى ماستر في علم الإدارة كخبير في هذا الميدان، حاليا يتطلب مني عمل زيارة مخابر البحث العلمي والمستشفيات وكذا الشركات المطورة لأدوات التشخيص الطبي لتزويدهم برأيي كمختص في هذا المجال.

بعيدا عن عملي فأنا أنشط  في العمل الجمعوي الرياضي والثقافي وبالطبع فأنا أتتبع بكل اهتمام الوضع الصحي في الجزائر مع اغتنام كل فرصة تتاح لي لمد يد المساعدة.

كمختص في هذا المجال وهو ميدان البيولوجيا الحيوية حدثنا لو أمكن عن الصعوبات التي اعترضتكم في بداية مشواركم المهني كبيولوجي جزائري من أجل إثبات أنفسكم في النظام الأوروبي وفي هذا التخصص تحديدا؟

الصعوبات التي يواجهها  جل الجزائريون الذين يأتون إلى هنا للدراسة متشابهة في الواقع فهي تتركز في السنوات التي تسبق الاستقرار على سبيل المثال أوروبا كما تسبقها صعوبات إداريه كبيره ومالية أثناء الدراسة وأثناء البحث عن وظيفة جيدة في مجال تخصصنا، وبعد ذلك نفكر بشكل مباشر في الطرق المختلفة لنجعل أنفسنا مفيدين لبلدنا على وجه الخصوص في مجال التعاون وفي في مجالنا مع الهياكل الجزائرية.

هل تمكنتم من تبادل الخبرات مع الجزائر خلال جائحة كورونا التي ما زال العالم كله يعاني منها ؟

بالفعل لقد تسنت لي الفرصة خلال هذه الجائحة بالتواصل مع عدة مستشفيات ومراكز بحث في العديد من المناسبات، من أجل تقديم رأي أو توجيه علمي وتمكن من تنظيم مجموعة عمل مع أصدقائي من الأسرة  العلمية هنا في بلجيكا وقمنا بجمع الأموال والحصول على أدوات التشخيص لفيروس كورونا وقمنا  بإرسالها إلى الجزائر بنجاح.

مادام الحديث على إرهاصات وباء كورونا،  ما تعليقكم كبيولوجي عن  الأصوات التي تجزم عن قرب اختفاء الفيروس الذي أعلنته جهات علمية عديدة ؟

صحيح أن المختصين في علم الأوبئة أو علم الفيروسات يدلون بتصريحات حول تطور الفيروس وبتفاؤل للجائحة وبروز إمكانية اختفاء الوباء قريبا وتعد هذه مجرد نظرية وكما أوضحت لنا تجربة الأشهر القليلة الماضية لا أحد يعرف بالضبط كيف سيتصرف هذا الفيروس إذ ما زلنا لا نعرفه جيدا.

إذن، هل تملك الجزائر حاليا أو مستقبلا  الوسائل والإمكانيات  لحماية نفسها من مثل هذه  الأوبئة التي يمكن أن تظهر مجددا في المستقبل ؟

على ما يبدو فان هذا الفيروس لن  يكون الأول ولا الأخير الذي يتسبب في حدوث أوبئة  أو جائحة وردة الفعل  الصحيحة التي ينبغي اتخاذها هي إنقاذ الذات وتحسين أساليب الدفاع  ضد هذه التهديدات التي لا نستطيع تفاديها وبالتالي العمل من الآن وصاعدا من أجل وضع إستراتيجية لمكافحة الجراثيم المعدية من حيث التكوين ومن ناحية أخرى من حيث التكنولوجيا التي تسمح بتطوير الصحة العامة.

في ظل ظهور سلالات متحورة من الفيروس، اضطرت السلطات الجزائرية لمواصلة غلق الحدود وعدم استئناف الرحلات إلى دول أخرى، ما رأيكم في مواصلة تطبيق هذا الإجراء؟

من الواضح أن جميع الجزائريين في العالم يرغبون في فتح الحدود ما يسهل إمكانيات عودتهم إلى بلادهم ونفس الشيء  للمتواجدين في الجزائر والذين هم مضطرين للسفر لأسباب عائليه أو لأسباب مهنية، هنا ومع ذلك فإن الوضع الحالي مقلق للغاية لدرجة كبيرة مقارنة بالفائدة التي يمكن أن يجلبها لذلك، أعتقد أن السلطات الجزائرية لديها معايير خاصة بإدارة الأزمة الصحية،  وأرى أن على السلطات في الجزائر أن تنظر بعناية لهذا القرار كي لا تجد نفسها غارقة في موجة جديدة من الإصابات بالفيروس.

دخلت جميع الدول في سباق من اجل اقتناء لقاحات ومنها  الجزائر التي تسعى  لإنتاج لقاح  سبوتنيك 5  محليا، هل يمكن أن تحدثنا عن الجوانب التقنية التي يجب أن تتوفر لنجاح ذلك؟

هذا الشيء ايجابي ويستطيع جلب المزيد من الهدوء لمكافحة الوباء في الجزائر، في ظل انفجار الطلب العالمي على اللقاح، وأرى أنه يمكن للجزائر أن تكون لها  استقلالية بإنتاجه محليا  شريطة توفر معايير ومتطلبات عالية والجزائر لها خبرة سابقة في هذا الميدان  وسبق لها إنتاج لقاحات من أنواع أخرى من التطعيمات منذ سنوات ويجب مراعاة صحة الهياكل التي تنظم إنتاج اللقاح، كالحصول على التراخيص والأمر مربوط كذلك بمدى جاهزية التكوين للفرق المسؤولة على الإنتاج، وهناك جانب معقد في العملية وهو المرونة الإدارية واللوجيستيكية، كما لا ننسى شح المواد الخام في ظل الجائحة والقيود التي فرضت بسببها.

الأجدر كذلك بالجزائر أن تعزز إنتاجها المحلي لهذه المواد الخام وإحراز عقود قوية مع الموردين ما من شأنه تأمين جزء من الإمداد بها وأن تعطى الإمكانيات لتطوير قطاع التكنولوجيا الحيوية، وتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار المحلي في هذا المجال وكلنا  أمل أن ينجح بلدنا في رفع التحدي وتوفير هذا اللقاح في أسرع وقت ممكن.

في الأخير هل من كلمة لقراء موقع “دزاير توب” ومشاهدي قناتها ننهي بها هذا الحوار حول هذا الموضوع الشائك؟

أرى أنه على المدى الطويل كل هذه المجهودات المبذولة في المعركة ضد فيروس كورونا ستمكن من إدارة أزمات صحية أخرى بشكل أفضل في المستقبل، وأحيي كل قراء ومشاهدي “دزاير توب” القناة والجريدة الالكترونية وتمنياتي لهم بموفور الصحة والعافية.

 

شارك المقال على :