أكد عدد كبير من باعة اللحوم البيضاء، صباح الإثنين، في قسنطينة بمقاطعة الزبائن لسلعتهم بشكل واسع، ما أدخل الخوف في قلوبهم بكساد سلعتهم، ما أجبر بعضهم على البيع بسعر الشراء أي ما بين 380 و400 دج للكيلوغرام الواحد.
وفي هذا السياق كشفت جريدة الشروق في مقال لها حول الموضوع، أن تجار اللحوم البيضاء لاحظوا، رغم ذلك، ابتعاد المواطنين عن محلاتهم، في الوقت الذي تشهد فيه قسنطينة خلال اليومين الأخيرين دعوات إلى مقاطعة شراء اللحوم البيضاء بصيغ مختلفة، انتقلت من منصات التواصل الاجتماعي التي صنعت فيها الحدث، إلى مناشير صغيرة تم تداولها على أبواب الأسواق والمساحات التجارية الكبرى.
وذكر بعض الباعة أن ارتفاع سعر اللحوم البيضاء أدى إلى ارتفاع كل مشتقاتها، بما فيها كبد الدجاج، إلى أرقام لم تصلها سابقا، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج 500 دج في بعض الأسواق، وارتفع سعر شرائح الدجاج إلى أكثر من 800 دج، وبات الحصول على دجاجة بسعر أقل من 1000 دج غير ممكنا.
وقد انتشرت دعوات مقاطعة اللحوم البيضاء بين المجموعات والصفحات الفايسبوكية المعروفة في قسنطينة، والتي يرتادها المثقفون والمهتمون بالشأن المحلي، حيث أشار العديد منها إلى نجاح دعوات المقاطعة، ومنها من تحدثت عن قيام بعض الباعة بالتخلص من سلعتهم بتخفيض أسعارها إلى 300 دج للكيلوغرام، تفاديا لفسادها جراء كسادها وعدم طلب الزبائن عليها في اليومين الأخيرين.
كما شهد سوق بومزو الشهير بوسط مدينة قسنطينة قيام قرابة نصف باعة الدجاج بإغلاق محلاتهم بسبب عزوف الزبائن عن الشراء استجابة لدعوات المقاطعة، التي وصفها متابعون، على أنها أنجح مقاطعة منذ أن ظهرت صيحات “خليّها تصدي وخليها تعوم وغيرها”.
وأخلى باعة اللحوم البيضاء مسؤوليتهم من مسألة ارتفاع الأسعار، كما تبرؤوا من التهم التي طالتهم من بعض الزبائن، موضحين بأن هذا الوضع لا يساعدهم هم أيضا، حيث أنهم هم وجدوا أنفسهم في أزمة كبيرة وما يشبه حالة الإفلاس بسبب كساد تجارتهم، ومن مصلحتهم أن يبيعوه بـ200 دج، كما كان الحال من قبل.
أحمد عاشور