زوايا ومدارس التعليم القرآني ببرج بوعريريج … شمعة التاريخ التي تتنير درب المستقبل

زوايا ومدارس التعليم القرآني ببرج بوعريريج … شمعة التاريخ التي تتنير درب المستقبل

مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية والزوايا عيسى بلخضر في زيارة لولاية برج بوعريريج إحتفالا بذكرى إستشهاد الشيخ المقراني وذكرى تأسيس جمعية العلماء المسلمين.

صنع مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية والزوايا الأستاذ عيسى بلخضر الإستشثناء حينما حل في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المنصرم بولاية برج بوعريريج لإحياء الذكرى التسعون لتأسيس جمعية العلماء المسلمين والذكرى المائة والخمسون لإستشهاد قائد المقاومة الشعبية الشيخ محمد المقراني، وهي تعد سابقة حيث لم يتم الإحتفاء رسميا بذكرى استشهاد قائد المقاومة الشيخ محمد المقراني من قبل، وهو الذي يعود أصله حسب مؤرخين إلى قرية بني عباس بولاية بجاية حاليا وقد كانت عائلته حاكمة لمنطقة مجانة تولى الشيخ محمد المقراني حكمها بصفة “باشا أغا” بعد وفاة والده الشيخ أحمد المقراني.

وقد كان الشيخ المقراني رافضا لسياسة المستوطنين التي عمل الإستعمار الفرنسي من خلالها على تحويل الجزائر إلى موطن للمعمرين والإنطلاق نحو جزائر فرنسية مع الإستيلاء على كل الأراضي الخصبة والممتلكات المهمة للأهالي، حيث كتتب التاريخ مقولة الباشاغا محمد المقراني بأحرف من ذهب معلقا على صدور قرار تجنيس اليهود الذي أصدره كريميو ” أريد أن أكون تحت السيف ليقطع رأسي، ولا تحت رحمة يهودي أبدا “، ومن هذه العبارة كانت الإنطلاقة لمقاومة الشيخ محمد المقراني التي سردها مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية على مشايخ الزوايا والأئمة بمقر الولاية، ومن جهة أخرى وفي زمان يليها كان الفكر الإصلاحي للشيخ عبد الحميد بن باديس بندقية فكرية صوب مشروع محو الهوية الإسلامية العربية الذي تبناه الإستعمار الغاشم، فصنع بذلك جيلا واعيا تكلل بجيل ثورة نوفمبر المجيدة التي كان علىى يدها نيل الإستقلال بتضحية دماء الشهداء الأبرار.

15 زاوية تعليم قرآني بولاية برج بوعريريج صنعت الإستثناء.

أثنى عيسى بلخضر على ولاية برج بوعريريج التي تحتوي على 15 زاوية تعليم قرآني عبر مختلف مناطقها قديما وحديثا كمّا ونوعا على حسب تعبيره، فأنجبت أسماء وأعلام عديدة من علماء وقراء وفقهاء متميزين كان لهم الدور البارز في صناعة التاريخ والعلوم الدينية على مستويات محلية وطنية ودولية، وأن ما تعيشه الولاية من ريادة في إنتاج الصناعة الإلكترونية والمؤسسات الناشئة ليس إلا إرثا ورثه أبناء المنطقة وحبا في رفع التحدي والمضي قدما نحو بناء المستقبل.

زاوية قرية القليعة منارة للعلوم الدينية وقطب ديني فكري للحفاظ على الهوية الوطنية.

كما تخلل برنامج الإحتفاء بالذكرتين زيارة لمستشار الرئيس رفقة السلطات المحلية لولاية برج بوعريريج إلى زاوية قرية القليعة بمنطقة برج زمورة، والتي تعتبر صرحا دينيا هاما بل وقطبا تاريخيا يعود تاريخه إلى قبل ثلاثة قرون ولعل أن الطابع العمراني التقليدي للقرية أضفى لها حيزا من السياحة الدينية نظير جمالها وروعة هندستها الجبلية، ولم يخفي الأستاذ عيسى بلخضر إعجابه الشديد بالثنائية على حد قوله، ثنائية روعة المناظر مع روعة النفحات الروحية المتنوعة وهي القرية التي تعاقبت عليها عديد الطرائق من الصوفية، الرحمانية، العلاوية والشاذولية وقد كان لهذا التنوع والإختلاف الإيجابي الفضل في بروز أعلام ومشايخ من هذه المنطقة التي تحمل رمزية تاريخية ورمزية دينية، كما شكر بلخضر السلطات المحلية وعلى رأسهم والي الولاية الدكتور بن مالك محمد على ما قدمه ن دعم للمنطقة بالرغم من التضاريس الجبلية إلا أن القرية استفادت وتوافرت عل الطرق الحديثة والطاقة الكهربائية والغاز، وهي أسمى صور التنمية في مناطق الظل حيث يصعب توفير كل ذلك في ظل الظروف الجغرافية الجبلية الوعرة، كما حث الأخير إلى ضرورة توثيق تاريخ القرية وعاداتها وتقاليدها سيما ما تعلق بأهل الزوايا والذكر في أعمال فنية وإعلامية مختلفة، حتى يكتب بها هذا الإرث ويكون بمثابة عمود من أعمدة الحفاظ على الهوية الوطنية والمرجعية الدينية.

المدارس القرآنية ليست لوحة وحصير فقط … مؤسسة المقراني للتعليم القرآني بمجانة نموذجا.

كما زار مستشار الرئيس المدرسة القرآنية المقراني ببلدية مجانة وهي مدرسة نموذجية حديثة حيث أن أسلوب التغريب والتشويق لطلبة العلوم الدينية والحفظة القرآن الكريم صار أمرا مطلوبا، إذ قال الأستاذ بلخضر إثناء معاينته للمدرسة بأن برنامج رئيس الجمهورية ورؤيته في بناء الجزائر الجديدة تولي أهمية بالغة في الحفاظ على المؤسسات التي تعنى بتربية النشئ والتعليم القرآني والعمل الخيري وإصلاح ذات البين على حد قوله، كما وجب العمل على تطويرها وإضفاء لمسة حديثة وعصرية تتلائم مع ذوق الطلبة وطموحاتهم وأن تتوفر على كل المرافق والوسائل التكنولوجية الحديثة مع إشراف من أساتذة لهم كفاءة وخبرة فحتما سيعود ذلك بالإيجاب على التحصيل المعرفي والفكري للطلبة، فالتعليم القرآني ليس لوحة وحصير فقط، بل هي منظومة تعليمية تندرج ضمن برناممج رئيس الجمهورية في بناء الجزائر الجديدة فكريا وروحيا وحضاريا وتربويا، كما ان مسايرة العصر من وسائل وتقنيات حديثة يعد محفزا للطلبة على إثبات ذاتهم وتنمية مستوياتهم العلمية والمعرفية، ويجعل الأطفال لا يستنكرون التعليم القرآني ولو زيادة على ساعات تحصيلهم التعليمي في المدرسة النظامية.

برج بوعريريج / ح. بن عثمان