استفحلت ظاهر إقالة واستقالة المدربين في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، بشكل رهيب خلال الموسم الكروي الجاري 2024 – 2025، حيث وصل عدد التقنيين الذين غادروا مناصبهم إلى 19 مدربا وهو رقم قياسي بعد مرور 15 جولة فقط، وهو الأمر الذي سينعكس سلبا على الكرة المحلية التي استهلكت الملايير ضمن سياسة الدولة الجزائرية من أجـــــل رفع مستوى الدوري ومنافسة عمالقة “القارة السمراء”.
مقصلة الإقالة تــطال معلول..
والتحق المدرب التونسي نبيل معلول إلى قائمة المدربين الذين طالتهم مقصلة الإقالات في الموسم الجاري، حيث توصلت إدارة نادي اتحاد العاصمة إلى اتفاق نهائي مع مدربها لفسخ العقد بين الطرفين بالتراضي، وذلك بسبب النتائج المخيبة وتراجع أداء الفريق في البطولة المحترفة الأولى، وآخرها الهزيمة القاسية في الداربي أمام الغريم التقليدي مولودية الجزائر، قبل أن يكتفي بتعادلين أمام كل من بارادو وأولمبيك أقبو، حيث من المنتظر أن تكون مباراة اتحاد خنشلة المقررة يوم الأربعاء المقبل بملعب نيلسون مانديلا ببراقي آخر مباراة لمعلول على رأس العارضة الفنية لـ “سوسطارة” ليصبح بذلك التونسي هو المدرب الـ 19 الذي سيغادر منصبه بعد نهاية مرحلة الذهاب من الرابطة المحترفة الأولى.
5 أندية تعاقدت مع 3 مدربين في نصف موسم !
ويعد نادي شباب بلوزداد، الذي توّج بلقب البطولة الوطني 4 مرات في آخر 5 مواسم، أحد أكثر الأندية تغييرا للمدربين في الموسم الكروي الجاري، ورغم الدعم المادي الكبير من قبل شركة “مادار” مالكة أغلبية أسهم الفريق، إلا أنّه يتميّز باللا استقرار على مستوى العارضة الفنية الأمر الذي كان عاملا مباشرا في خروجه المبكر من رابطة الأبطال الإفريقية، حيث كان قد بدأ موسمه مع المدرب الفرنسي كورتين مارتينز الذي سبق له وأن دربت أتلتيك بارادو في وقت سابق، قبل أن يتمّ تنحيته بعد التأهل الصعب إلى دور المجموعات لـ “الشامبينزليغ”،ويتم الاستعانة بالمدرب عبد القادر عمراني، الذي بدوره غادر رسمياً منصبه بشكل مفاجئ، بعد خيبة المنافسة القارية، فيما يواصل الرئيس مهدي رابحي لحد الآن رحلة البحث عن مدرب جديد.
وإلى جانب شباب بلوزداد، تعتبر أندية مولودية وهران واتحاد بسكرة، ترجي مستغانم وأولمبيك أقبو من بين أكثر الفريق التي تعاقدت مع 3 مدربين في منتصف الموسم فقط. وكانت بداية “الحمراوة” المخيبة في البطولة الوطنية رغم الأموال الكبيرة التي صرفتها شركة “هيبروك” مالكة أغلبية أسهر الفريق عاملا بارزا في إقالة المدرب يوسف بوزيدي (رحمة الله عليه)، قبل أن تتعاقد إدارة غوماري مع الفرانكو مالي إيريك شيل، هذا الأخير الذي غادر مؤخرا بعد تلقيه عرضا من الاتحادية النيجيرية لتدريب منتخب بلادها، لتستعين الإدارة بعمراني للإشراف على الفريق فيما تبقى من الموسم الحالي، وهو نفس الأمر باتحاد بسكرة الذي سارع لإنهاء ارتباطه مع منير زغدود بسبب أزمة النتائج وتعيين المدرب شريف الوزاني الذي لم يعمر طويلا قبل أن يتم إقالته بعد بضعة أسابيع فقط لنفس الأسباب، ولم تختلف وضعية الصاعدين الجديدين للدوري الأضواء، عن الفرق المذكورة، حيث أقال أولمبيك أقبو، خلال مرحلة الذهاب المدرب التونسي معز بوعكاز ثم تعيين المدافع الدولي السابق منير زغدود بديلاً لأسابيع قليلة فقط، حيث جرى فسخ عقده هو الآخر وتعيين المدرب الفرنسي، دينيس لافاني الذي سيقود الفريق في مرحلة الإياب من الموسم الحالي.
وشهدت معظم الأندية الأخرى، تغييرا على مستوى عارضاتها الفنية، لعدّة أسباب، منها ما عاشه المدرب عبد الحق بن شيخة الذي ورغم النتائج التي حققها مع شبيبة القبائل إلا أنّه اضطر لرمي المنشفة بعد تعرضه للإهانة عقب مباراة الكأس أمام ترجي قالمة، رغم أنّ الفريق كان يتواجد في صدارة الرابطة المحترفة آن ذاك، ومن الأمثلة الأخرى، نجم شباب مقرة الذي فقد مدربه اليامين بوغرارة بعد سلسلة نتائج سلبية، واتحاد خنشلة الذي أقال مدربه التونسي حاتم الميساوي بعد عدد قليل من المباريات، وبطل الموسم الماضي الذي يتوان في التضحية بمدربه بعد أول خسارة له في رابطة الأبطال أمام الهلال السوداني، أو وفاق سطيف الذي تخلى عن مدربه رضا بن دريس بسبب الضغط الجماهيري الكبير.
الشلف و”السياسي” يصنـــــعان الاستثـــناء
وخلافا لبقية الأندية فضل فريقان فقط من الرابطة المحترفة الأولى الحفاظ على الاستقرار على مستوى العارضة الفنية، ويتعلق الأمر بنادي شباب قسنطينة الذي يحقق نتائج جيّدة على مستوى البطولة المحلية ومنافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، حيث يعود الفضل في ذلك إلى الدعم الكبير الذي يحظى به المدرب خير الدين مضوي سواء من قبل إدارة “السياسي” أو جماهير الفريق التي تدعم مدربها على أمل تحقيق الأهداف المسطّرة في نهاية الموسم الجاري، هذا فضلا عن مدرب أولمبي الشلف سمير زاوي الذي استطاع تحقيق نتائج طيّبة في الرابطة المحترفة الأولى بالرغم من قلة الإمكانيات والمشاكل المادية التي يعاني منها الفريق.
إقالة المدربيـــن .. خسائر بالملايير ومشاريع الأندية في مهب الريح
ورغم الدعم الكبير الذي تحظى بها الأندية المحترفة من قبل الدولة الجزائرية، في ظل السياسة التي تنتهجها من أجل الرفع من مستوى البطولة الوطنية وتسويق أحسن صورة عنها في الخارج، إلا أنّ الارتفاع الرهيب لظاهرة إقالات المدربين ينعكس سلبا عليها ويحدّ من بلوغ الأهداف المسطّرة، إذ كيف لفرق تستهدف المنافسة على الألقاب في المسابقات القارية كرابطة الأبطال الإفريقية وكأس “الكاف”، تغيير مدربيها في مرحلة الذهاب فقط رغم أنّ المشروع الرياضي هو مرتبط بالأساس مع المدرب الذي يستهل الموسم مع النادي وذلك بصفته أنّه كان وراء الاستقدامات ووضع برنامج التحضيرات الخاصة بالموسم الكروي، هذا فضلا عن الخسائر الكبيرة التي تتكبدها خزينة الشركات الوطنية جراء تعويضات المدربين بالملايير بسبب إقالتهم من مناصبهم، وذلك دون تحقيق الأهداف المطلوبة.
القائمة الكاملة للمدربين المقالين منذ بداية الموسم:
اتحاد العاصمة: نبيل معلول
شباب بلوزداد: مارتينز، عمراني
شبيبة القبائل : عبد الحق بن شيخة
مولودية الجزائر: باتريس أمير بوميل
مولودية وهران: بوزيدي، إيريك شيل
مولودية البيض: فؤاد بوعلي
شبيبة الساورة: شريف الوزاني
وفاق سطيف: رضا بن دريس
اتحاد خنشلة: حاتم الميساوي
أتلتيك بارادو : راضي الجعايدي
اتحاد بسكرة: منير زغدود ، شريف الوزاني
نجم مقرة: ليامين بوغرارة
أولمبيك أقبو: معز بوعكاز، منير زغدود
ترجي مستغانم: شريف حجار، سليمان رحو