30 عضواً بالبرلمان الأوروبي يطالبون إنفانتينو بعدم إقامة مباريات كرة القدم في الصحراء الغربية المحتلة

30 عضواً بالبرلمان الأوروبي يطالبون إنفانتينو بعدم إقامة مباريات كرة القدم في الصحراء الغربية المحتلة

وجّه 30 نائبا برلمانيا أوروبيا رسالة إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، طالبوه فيها بعدم إقامة مباريات كأس العالم في الصحراء الغربية المحتلة.

وأكّدت جريدة “الكونفيدونسيال” الإسبانية المتميزة بسبقها الصحفي، في مقال لها، أول أمس الإثنين، أنّ رسالة البرلمانيين الأوروبيين المنتمين إلى خمس مجموعات برلمانية، ذكّرت إنفانتينو بأن “إقامة أحداث دولية، مثل مباريات كرة القدم، في الأراضي المحتلة يمكن أن يتعارض مع القانون الدولي، لأنه من شأنه أن ينتهك التزامات دولة الاحتلال بعدم استغلال موارد وسكان الأراضي المحتلة لمصالحها الخاصة، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وغيرها من قواعد القانون الإنساني الدولي “.

وأضاف النواب البرلمانيون الثلاثون في رسالتهم: “كأس العالم لا يمكن أن تسهم في إضفاء الشرعية على احتلال غير قانوني”، حيث خلصوا إلى القول: “وإلا فإن الفيفا ستصبح شريكًا في هذا الوضع”.

ولم تعلن السلطات المغربية ولا أي بلد مرشح لاستضافة مباريات كأس العالم، إلى حدّ الساعة، عن أماكن إقامة مباريات المونديال. غير أنّ صحفا مغربية أكّدت أن الملعب قيد الإنشاء في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، بتكليف من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ووزارة الشباب والرياضة، يمكن أن يستضيف كأس إفريقيا للأمم عام 2025، وبعد ذلك بخمس سنوات، كأس العالم.

وبغض النظر عن العقبة السياسية، فإن مدينة الداخلة لديها مشكلة أخرى لاستضافة المنافسة، تتعلّق بصعوبة التنقّل إليها، حيث أنّها تفصلها مسافة 1615 كيلومترًا عن الدار البيضاء – ووحدها الطائرة هي التي تسمح بالوصول إلى هناك، كما أنّ أقرب مطار دولي رئيسي هو لاس بالماس بجزر الكناري الإسبانية المقابلة لسواحل الصحراء الغربية المحتلة، والذي يبعد 704 كيلومترات عن الداخلة المحتلة.

وكان المغرب قد أعلن ترشحه للسباق على الظفر بتنظيم المونديال، وذلك في إطار ملف مشترك مع كلّ من إسبانيا والبرتغال، غير أنّ انضمام أوكرانيا مجددًا إلى الترشيح الإيبيري المغربي لكأس العالم 2030 أخلط حسابات نظام المخزن.

وقد بدأت التعبئة بالفعل بحيث إذا حدث وأن فضلت الفيفا أوكرانيا، فلن تتمكن الرباط من إقامة مباريات كرة القدم في الصحراء الغربية.

و كان ملك المغرب محمد السادس قد أعلن، في 14 مارس، في خطاب ألقاه نيابة عنه وزير التربية والتعليم شكيب بنموسى، عن تقديم ترشيح ثلاثي (إسبانيا – البرتغال – المغرب) لكأس العالم 2030. حيث تمت صياغته الفكرة بالفعل في عام 2018 من قبل رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، عندما هزّت فضيحة فساد أركان الاتحاد الأوكراني لكرة القدم، وقد كانت هذه الفكرة جزءًا من محاولة أولية مع إسبانيا والبرتغال، خطر لسانشيز استبدال أوكرانيا بالمغرب ورغم أنّ سانشيز ونظيره البرتغالي أنطونيو كوستا سمحا لملك المغرب بامتياز إعلان الترشّح على الملأ، إلا أن رئيس الاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم ،لويس روبياليس، وبعد شهر، واصل إصراره على أن أوكرانيا لم تُستبعد من حظ ترشحها ضمن مجموعة إسبانيا لاستضافة المونديال.

ففي رسالة نُشرت في 18 أبريل في صحيفة “سبورتس” في برشلونة، أكّد روبياليس إصراره: “نعمل كل يوم على جميع المستويات حتى تتمكن إسبانيا والبرتغال وأوكرانيا والمغرب من تنظيم كأس العالم 2030”.

أوكرانيا “الضيف المفاجئ” الذي أخلط أوراق المخزن

مع إعلان صحيفة ليكيب الفرنسية الرياضية، التي تحظى بعدد كبير من القراء المغاربة، يوم 5 يوليو أن إسبانيا والبرتغال يستعدان لتقديم عرض مشترك لكأس العالم مع أوكرانيا والمغرب، أشعرت أخبار عودة الأوكرانيين المغرب بالاستياء الشديد، حيث انعكس هذا الانزعاج على شبكات التواصل الاجتماعي، وقالت مصادر مقربة من فوزي لقجع رئيس الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم لصحيفة “لو ديسك” التي تصدر من الدار البيضاء إن “الترشيح الذي نواصل العمل عليه ثلاثي”، مضيفا بقوله: “لم يتم إبلاغنا أبدا عن دولة رابعة”.

من جهته، أكد وزير الخارجية البرتغالي جواو جوميز كرافينيو، على هامش قمة لشبونة بين البرتغال والمغرب في مايو، أنّ الترشح لاستضافة المونديال مبادرة ثلاثية.

وقد أثار ظهور “الضيف المفاجئ الأوكراني” كما وصفته الصحافة المغربية استياء سلطات الرباط لثلاثة أسباب؛ أولاً، بسبب نقص المعلومات من شركائه الأوروبيين إسبانيا والبرتغال، الأمر الذي ربما أدى بالملك إلى إصدار إعلان غير كامل في مارس. ثانيًا، لأن الدور القيادي لدولة في حالة حرب، أو التي خرجت للتو منها، ستعزل المغرب، في حين أن الترشيح الثلاثي لفت الانتباه لأنه يضم جيرانا من قارتين. أما السبب الثالث فهو ذو طبيعة عملية، حيث أنّه ومن وجهة نظر لوجستية، من المعقد والمكلف تنظيم كأس العالم بين أربع دول، واحدة منها بعيدة للغاية.

أحمد عاشور