التقى، اليوم السبت، بالشراقة، الجزائر العاصمة، رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، بالنخبة الجزائرية.
وخلال هذا اللقاء الذي جرى بقاعة التجمعات، بمقر الحركة، ألقى بن قرينة كلمة، وفي التالي نصها :
تحياتي إليكم جميعا، وشكري لكم على استجابتكم الكريمة لهذه الدعوة الموجهةِ إليكم من طرف حركة البناء الوطني التي تدركون جميعا بوعيكم الثاقب أنها دعوة لحضور هذا اللقاء الذي نجتمع فيه
من أجل الوطن، ولفائدة المواطن، وليس غير ذلك.
ودفاعا عن مؤسسات دولتنا، ودور حركة البناء الوطني فيه يشبه دور المؤذن الذي يعلن بصوت مرتفع عن دخول وقت الصلاة، ونحن أيضا لا ندعي أننا في مقام الإمام أو القائد الذي ينفرد بالقيادة، بل إن خطابنا ظل دائما يؤذن في الناس بأن هذه المرحلة هي مرحلة التلاحم، ومرحلة تحمل الأعباء الوطنية، ومرحلة الشراكات، ومرحلة التحالفات
ومرحلة اللقاءات والحوارات، ومرحلة ردم الحفر والهوات، ومرحلة التنازلات بدل التشاحنات، ومرحلة التضحيات بدل الأنانيات، لأننا نؤمن بأن الجزائر محتاجة إلى تلاحم حقيقي بأبعاد فكرية، سياسية، عسكرية، أمنية، اقتصادية، اجتماعية، مجتمعية ووطنية ترافق كل تلك الأبعاد لأن التلاحم هو الحصن الآمن الذي نستطيع أن نخوض به برامج المستقبل ونستطيع أن نواجه به تحديات المستقبل.
ونؤسس به لقاعدة حكم المستقبل
وبناء حزام وطني يحمي المؤسسات في المستقبل، وحركة البناء الوطني لا تدعي أبدا أنها تدرك وحدها حجم المخاطر والتحديات التي تواجه الوطن، ولكنها تستشعر بشكل كبير مسؤوليتها من أجل المساهمة في توسيع دائرة الحوار بين الجزائريين لتلبية احتياجات الوطن
وتجسير العلاقة بين كل المتباعدين من أجل تأمين الوطن
لقد سعينا دائما وسنظل نسعى مع الجميع من أجل أخلقة العمل السياسي
وصناعة تقاليد جديدة من تقاليد العمل الوطني الذي:
يعزز تلاحم الجزائريين
وينظم جهود الوطنيين المخلصين،
ويقلل من اختلافاتهم ويقرب وجهات نظرهم.
أيها السيدات أيها السادة:
يسعدني كثيرا أن أعبر لكم في هذا اليوم المتميز عن سعادتنا بهذا اللقاء النوعي في مسار اللقاءات التي عقدتها الحركة مع مختلف مكونات المجتمع وفئات الشعب ورواده وقادة الرأي بمناسبة مساعي إنجاح الاستحقاق الرئاسي الذي ستعرفه بلادنا بتاريخ 07 سبتمبر 2024.والذي قرارنا في حركة البناء الوطني كان واضحا ومعلنا بترشيح المواطن عبد المجيد تبون.
إننا نلتقي من أجل:
تعميق التشاور والتحاور حول البرامج المستقبلية للتنمية والعلاقات الدولية
وبرامج حماية الامن القومي بكل ابعاده المختلفة،
ونريد أن تكون النخبة الجزائرية حاضرة في تحالفات المستقبل
• وحاضرة في التأثير على الرئاسيات القادمة
• وحاضرة في التأثير على البرلمانيات القادمة
• وحاضرة في التأثير على الاستحقاقات المحلية القادمة
إن هذا اللقاء مهم وتاريخي لأنه لقاء مع النخبة الجزائرية العالمة التي طالما اتُهمتْ من طرف بعض السياسيين غير المسؤولين بأنها منعزلة ومنسحبة تكتفي بالتنظير بعيدا عن الواقع…وغير ذلك من التهم الباردة والسهلة وغير الصحيحة.
إن النخبة الجزائرية قد عاشت في الحقيقة حالة من التحييد، ومن اللامبالاة بالفعل السياسي الرافض لبرامجها، والذي يريد أن يقصر دورها في الجانب الاكاديمي فقط.
إننا ندرك جيدا أن النخب الجزائرية قد قاومت مجموعةً من الاكراهات التي تريد أن تفرض إرادتها على وطننا السيد الذي عاش بالحرية،
ويريد أن تستمر في الحرية،
بل يريد أن يساعد الشعوب على تقرير مصائرها بالحرية،
ويريد أن يكرس ديمقراطية حقيقية تخرجنا من الديمقراطية الهجينة ومن ديمقراطية الواجهات.
أيها السيدات أيها السادة:
إننا نثمن عاليا مقام كل النخب الجزائرية التي شقت طريقها وفي كثير من الأحيان بعصامية وبأدوات ذاتية وفردية، وساهمت في صمت في كل انجازات الوطن وقاومت بتضحياتٍ عزيزة كل تحديات العرقلة والتهميش.
إن النخب الجزائرية الموزعة في كل ربوع الوطن، وفي جاليتنا في الخارج على اختلاف تخصصاتها هي:
رأس مال المجتمع ورأس مال الدولة،
وهي أساس المسؤولية،
وأساس الرقابة،
وأساس التقويم التوجيه
وأساس صناعة الأفكار
وأساس تأطير المجتمع
لابد للنخب الجزائرية أن تتحمل الضريبة وتضطلع بالأدوار والمسؤوليات في الاقتراح وفي قيادة مستقبل البلاد، وهذا الدور يحتاج إلى تضافر جهود جميع النخب
• ويحتاج مزيدا من تعميق القوة المعرفية
• ومزيدا من تشكيل الفضاءات النخبوية
• ومزيدا من الحوار مع الطبقة السياسية ومع السلطة ومع الشعب
• ومزيدا من الاقتحام للمؤسسة الرسمية
ويجب علينا جميعا أن نضطلع بمسؤولياتنا في تحمل الأعباء الوطنية، والاستجابة لاحتياجات المواطن المختلفة
صحيح قد نختلف في المقاربات، وهذا النوع من الاختلاف مقبول، ولكن لا ينبغي للاختلاف أن يتحول إلى صراع، أو تنافس عدمي. بل وجب علينا:
ان نقترب من بعضنا
نصغي لبعضنا
نحاور بعضنا
نتعاون مع بعضنا
نتحالف مع بعضنا
نتنافس مع بعضنا
وكل ذلك من أجل ترقية الفعل الديمقراطي وتأمين المستقبل واسعاد المواطنين ورفاهية المجتمع وسيادة القرار ومحورية الدولة القائدة الرائدة في الإقليم والمؤثرة في العالم.
وفي ختام كلمتي اؤكد ان حركة البناء الوطني ماضية فيما قررته بعد احتضانها من طرف مئات الاف من المواطنين اثناء الانتخابات الرئاسية 2019 بأنها:
لم تعد ملكا للمؤسسيها
ولم تعد ملكا لقياداتها
ولم تعد ملكا لمناضليها
وأنها قررت ان كل:
من يتقاسم معها الرؤى
ويتقاسم معها الأهداف
وينسجم معها في الطرح
ويعتمد نفس وسائلها في الإصلاح والتغيير
ويتطابق معها في الوسائل كلها او جزء منها:
فإنها وعاء لمن لا وعاء له،
وشريكا لمن لا شريك له،
ومنبرا لمن لا منبر له،
ونادي لمن لا نادي له،
بل شريك لمن يرغب بتعديد الشراكات والمنابر والنوادي
لأريد أن أطيل عليكم هذا الخطاب، أشكركم على حسن الإصغاء وأجدد شكري لكم على تلبية دعوة الحضور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته