“بطانية غزة” درع الإرادة … بقلم الصحفي كمال علاق

شد انتباهي وأنا أشاهد إحدى مقاطع الفيديو المعروضة لكتائب الشهيد عزالدين القسام وهي تنفذ كميناً ضد قوات الاحتلال الصهيوني، ظهور مقاتلين يحتمون ببطانياتٍ.

حركة بسيطة وذكاء عسكري مذهل :

في زمن تتزاحم فيه التكنولوجيا العسكرية، وتتباهى الجيوش بما تملكه من أقمار صناعية وطائرات مسيّرة وكاميرات حرارية، يطلّ علينا المقاوم الفلسطيني ببطانية قديمة يلفها على رأسه وكتفيه فيبدو المشهد وكأنه عادي، لكنه في الحقيقة يختصر معركة إرادة وعقل.

السبب والغاية :

هذه البطانية ليست مجرد قطعة قماش، بل هي درع صامت يتحدى أحدث أجهزة الرصد، بحيث أنها تُربك العدسات التي تبحث عن ملامح إنسان، وتشوّش على الأشعة التي تطارد حرارة الجسد، وتجعل المقاوم الفلسطيني يذوب في ركام غزة وغبارها كظلٍّ لا يُمسك.

البعدٌ الرمزي للمشهد :

المقاتل الفلسطيني الملفوف ببطانية يبدو كأنه خرج للتو من بيته، فهو لا يحمل بيده سوى الإيمان، ولا على كتفيه سوى بساطة الفقراء، لا بزّات مموهة ولا تجهيزات متطورة، فقط قطعة قماش قديمة تحولت بذكائه إلى سلاح تمويه، وراية تحدٍّ، ووسام كرامة.

ولا شك أنها صورة تُلخّص جوهر المعركة حين يمتلك العدو كل شيء إلا الروح، ويمتلك المقاوم الروح فيكفيه القليل ليصنع المستحيل، فعلاً هي رسالة تختصر ألف خطاب.