انطلق سباق الترشح لرئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم “الفاف”، وخلافة المستقيل جهيد زفيزف، بعدما أودع 4 مترشحين ملفاتهم على مستوى الأمانة العامة للهيئة الفيدرالية مساء أول أمس، وهو اليوم الأخير الذي تم تحديده من أجل هذه الخطوة، فقد قرر كلا من الناخب الوطني الأسبق مزيان إيغيل ورئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم عبد الكريم مدوار والعضو السابق للمكتب الفيدرالي وليد صادي، وقدور ضيف دخول غمار التنافس على منصب رئاسة مبنى دالي إبراهيم، غير أن الترشيحات تصب في صالح هذا الأخير الذي يبدو في أفضل رواق لقيادة سفينة “الفاف” في المرحلة المقبل.
خبرة كبيرة ومعرفة خبايا “الفاف” والكرة الجزائرية
وسيكون وليد صادي هذه المرة مترشحا بشكل رسمي لشغل منصب رئيس “الفاف”، بعدما انسحب من السباق في أفريل 2022 عقب استقالة الرئيس الأسبق شرف الدين عمارة، ليبتعد عن الساحة الكروية لعدة سنوات، قبل أن يعود من بوابة فريقه وفاق سطيف عضوا لمجلس الإدارة، ما يخول له الترشح قانونيا لرئاسة الاتحادية، حيث أكد صادي نيته تجسيد طموحه ومساعدة كرة القدم الجزائرية خاصة في الظرف الصعب التي تعيشه على عدة أصعدة، وهذا يمر عبر توظيف خبرته الكبيرة ومعرفته لكل صغيرة وكبيرة لخبايا الهيئة الفيدرالية، وهو الذي كان عضوا سابقا في المكتب الفيدرالي خلال عهد الرئيس الأسبق محمد روراوة ويوصف بأنه الذراع الأيمن لـ”الحاج”.
تقلده عدة مناصب يؤكد تجربته الطويلة
وسبق لوليد صادي وأن كان عضوا بالمكتب الفدرالي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم خلال عهدتين، من 2009 إلى 2012 ومن 2013 إلى 2016 تأهل خلالهما الفريق الوطني إلى كأس العالم مرتين متتاليتين (2010 و2014)، حيث شغل عديد المناصب على غرار مدير المنتخبات الوطنية وعضو لجنة التسويق وحقوق البث للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وعضو لجنة تطوير كرة القدم لدى الاتحاد العربي للعبة، بالإضافة إلى توليه عديد المناصب بنادي وفاق سطيف وكان وراء إعادة بعث بريقه في المحافل الوطنية والقارية.
يهدف إلى مواكبة النهضة الرياضية للدولة الجزائرية
ولم يخف وليد صادي بعد إيداع ملف ترشحه رسميا، عن طموحه وأهدافه المسطرة من أجل الخروج بـ”الفاف” إلى بر الأمان في ظل المشاكل المتشعبة التي تعيشها الكرة الجزائرية، وذلك بمنح الهيئة أبعادا أخرى وضخ دماء جديدة على مستوى مكتبها الفيدرالي من أجل العمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه باقتراحه وجودا جديدة، وتقديم مشروع رياضي متكامل بهدف تغيير الكثير من الأمور والشروع في إصلاحات معمقة للنهوض بكرة القدم الجزائرية، فضلا على إعادة هيكلة وترتيب بيت “الفاف”، وهي الأهداف التي يسعى من خلالها من أجل مواكبة النهضة الرياضية التي بصددها الدولة الجزائرية ورئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي أكد ولي لهذا الملف اهتماما بالغا، وهو ما تؤكده البنية التحتية التي أنجزتها الدولة الجزائرية مؤخرا على غرار الملاعب كرة القدم ومختلف المنشآت الرياضية، إذ يرى صادي بأن الوقت حان بأن تكون “الفاف” تسير بالتوازي مع النهضة التي تريدها الدولة في المجال الرياضي.
الأزمة المالية للاتحادية على رأس اهتماماته
وتفجرت خلال الأيام الماضية أزمة جديدة داخل “الفاف”، والتي تتعلق بالمشكل المالي الذي تعاني منه الهيئة الكروية بعد عهدة الرئيس الأسبق محمد روراوة، بعدما كانت من أغنى الاتحادات قاريا وعربيا، ودون شك سيكون هذا الملف على رأس أولويات وليد صادي في حال فوزه بمنصب الرئاسة، لإنهاء هذا المشكل، خاصة وأنه العديد من المصادر تؤكد بأن صادي كان من أبرز الفاعلين في الملف المالي للاتحادية عندما كان عضوا بالمكتب الفيدرالي وشغله منصب عضو لجنة التسويق، حيث يسعى لإنهاء هذه الأزمة حتى تتمكن “الفاف” من التنفس قليلا وكذا تسوية بعض الملفات العالقة المرتبطة بالوضعية المالية للاتحادية.
الشارع الرياضي يرى أنه الرجل المناسب لهذه المرحلة
من جانبه، يترقب الشارع الرياضي التغييرات التي ستطرأ بهرم الاتحادية الجزائرية من خلال الجمعية الانتخابية المقررة يوم 21 من شهر سبتمبر الداخل، والتي ستأتي بخليفة جهيد زفيزف، وقد تباينت الآراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات حول الأسماء التي ترشحت لمنصب رئاسة “الفاف”، غير أن العديد منها يرى في وليد صادي رجل المرحلة الحالية والشخصية التي تستطيع إعادة الهيئة الكروية للسكة الصحيحة، بالنظر لخبرته الكبيرة خاصة بما أنه سبق العمل مع روراوة وكان من أبرز الأسماء التي تركت الأثر الإيجابي حسب رأي المتابعين لشؤون الكرة في الجزائر.