عادت تشكيلة المنتخب الوطني الجزائري بفوز مستحق (0-1) من العاصمة داكار، عندما واجه منتخب السنغال وديا سهرة أول أمس، في لقاء تحضيري ضمن فترة التوقف الدولي طمأن من خلاله “الخضر” الجماهير الجزائرية بالنظر للأداء المقنع والمردود المميز أمام حامل لقب بطولة إفريقيا للأمم، وذلك بعد تعادل سلبي أمام تنزانيا في تصفيات “الكان”، تبعته انتقادات واسعة من المراقبين.
أفضل مباراة منذ عدة أشهر
وبعد تعادل سلبي أمام تنزانيا بملعب عنابة، كان المنتخب الوطني على موعد مع صدام صعب أمام بطل إفريقيا وفي عقر دياره وبين جماهيره، من أجل رد الاعتبار وإزالة الشكوك قبل مواجهات رسمية هامة تنتظر “الخضر” وأولها في نوفمبر المقبل، حيث لم يخيب رفقاء الهداف فارس شايبي وقدموا واحدة من أفضل المواجهات منذ مدة على الإطلاق، إذ أعاد مستوى الفريق للأذهان التشكيلة الوطنية عندما كانت في أوج عطائها سنوات 2019 و2020 وحتى 2021، وقد تذكرت الجميع مباراة المكسيك (2-2) وكذلك كولومبيا (3-0)، وسط تفاؤل كبير بأن يواصل أشبال الناخب الوطني على هذه النهج خلال المواعيد القادمة.
اللاعبون ردوا بأفضل طريقة وتعاملوا مع المباراة وكأنها رسمية
وقد عاش لاعبو المنتخب الوطني في المباريات الماضية ضغوطا كبيرة بعد تراجع في المستوى العام للتشكيلة وآخرها أمام تنزانيا الذي فتح باب الانتقادات على رفقاء رياض محرز وكذلك الطاقم الفني بقيادة جمال بلماضي، غير أن اللاعبين عرفوا كيف يردون بطريقتهم بعدما قدموا مباراة كبيرة على كافة الأصعدة وأيضا فرديا وجماعيا باستثناء بعض الأخطاء، والأهم من ذلك هو التخلص من الضغط وإنهاء التربص بفوز مهم معنويا وحتى من الجانب الفني، حيث تعاملوا مع المواجهة وكأنها رسمية بالنظر لرغبتهم الكبيرة في تحقيق نتيجة مرضية.
بلماضي عرف كيف يسكت المنتقدين
ولم يكن المدرب بلماضي في وضع مريح قبل مواجهة السنغال وخاصة بعد التعادل أمام تنزانيا في عقر الديار، إذ تعرض لهجوم لاذع من المتتبعين وفي وسائط التواصل الاجتماعي، إلى حد وصل البعض بمطالبته بالاستقالة وضرورة منح دماء جديدة للعارضة الفنية لـ”الخضر”، إذ توقع الكثير سقوط المنتخب، غير أن بلماضي عرف جيدا كيف يسكت المنتقدين ويؤكد أن المنتخب في أياد آمنة قبل مواعيد هامة وتحديات ستحدد ملامح التشكيلة الوطنية، ليسكب بلماضي الرهان ويستطيع العودة بفوز أمام أفضل منتخب إفريقي وحامل اللقب القاري.
مكاسب هامة جناها “الخضر” معنويا وفنيا
ويجمع المتابعون على أن مباراة السنغال كانت مكسبا حقيقيا للتشكيلة الوطنية بالرغم من طابعها الودي، وذلك بالنظر للأحداث التي سبقتها وكذا ما ينتظر “الخضر” من تحديات كثيرة في المستقبل القريب، بداية من وديات مهمة شهر أكتوبر ثم دخول غمار تصفيات كأس العالم 2026 شهر نوفمبر، حيث سيعيد الفوز على “أسود التيرانغا” الهدوء لبيت المنتخب وكذلك الثقة ويبعث روح التفاؤل بين الجماهير الجزائرية التي اطمأنت على مستوى التشكيلة ولو نسيبا، كما خرج بلماضي بعدة نقاط إيجابية من الجانب الفني وتمكن من الوقوف على مستوى اللاعبين فرديا وجماعيا وخاصة العناصر الجديد، لاسيما وأن الطاقم الفني اعتمد على تشكيلتين في تربص سبتمبر.
المنتخب أكد جاهزيته قبل موعد نوفمبر و”الكان”
وقدم أداء المنتخب الوطني أمام السنغال، رسائل طمأنة للجميع بمن فيهم الجماهير الجزائرية، بعد تسرب الشك في المواجهات السابقة بعد تراجع مستوى التشكيلة، إذ أكد رفقاء ريان آيت نوري جاهزيتهم للمواعيد الرسمية وأبرزها تربص نوفمبر المقبل الذي سيتخلله لقاء الجولة الأولى من تصفيات مونديال 2026، كما أن المردود يؤكد جاهزية اللاعبين للمواعيد الكبيرة و”الكان” الذي سيكون فرصة من أجل رد الاعتبار لهيبة “الخضر” ونسيان خيبة وإخفاقات العام 2022.