السياسة بين الأخلاق والمصالح الشخصية الضيقة..بقلم/ اسماعيل حمروني

مروان الشيباني

بخصوص الأوضاع الراهنة للبلاد ونظرتي كمتعامل اقتصادي بضرورية الخروج بحلول سريعة قبل تأزم الأوضاع، فإن النزاهة والكفاءة صفتان مطلوبتان في رجل السلطة مهما كانت مرتبته إنما فوق هده المرتبة لابد من شئ من الملاءمة.

وتبقى السياسة سوقا تشترى فيه الضمائر وتباع، ويبقى النشاط الاجتماعي داخله معطلا بسبب شروط سلبية تفرضها إرادة خفية على حياة الجزائريين، ويجعلها من له بها صلة في بلادنا مبررات للفشل.

و بالرغم من خطط الصراع الفكري المحكمة ووسائله الفعالة، إلا أن الشروط النفسية-الاجتماعية تبقى هي الفيصل في إحداث الفرق بين نجاح تلك الخطط أو فشلها، إن هذا يشعرنا بمصداقية الآية الكريمة ” إن كيد الشيطان كان ضعيفا ” ويكشف لنا الواقع حقيقة كبرى هي ضعف جهازنا الفكري، وتدهور المنظومة التربوية و الأخلاقية في مجتمعنا، وأحيانا يكشف لنا الواقع الضعف المركب للجانب الفكري والأخلاقي معا عندما تصبح السياسة عاجزة عن صياغة الحكم اللائق عن واقع البلاد أو عن صياغة الحكم الموفق في توجيه سياستها، أو تعديلها إذا انحرفت، فتصبح السياسة موجهة في الاتجاه المعاكس، لأن الفكر هو أداة تنسيق وتركيب للأفكار تركيب عضوي حتى تؤدي وظيفتها.

سؤال يراودني دائما: ما الذي يجعل تفكيرنا عاجزا عن التفكير الشامل الذي يشمل مجموعة من الأفكار في نسق متسلسل مركب و موحد، إن التفكير التجزيئي مبني على الفصل بين العقل و بين تتبع الفكرة في حركتها المنطقية، والتاريخية. وهذه النزعة الذرية في الميدان السياسي سبب مباشر في تحطيم وحدة المشكلات العضوية، وتجزئة الحلول السياسية وتحولها الى حلول عاطفية، تخدم أصحاب المواقع المنفذين لسياسة مصالح ما، وهنا تبرز لنا مشكلة مهمة هي مشكلة المقاييس التي لها دورها في سائر الميادين، حيث يروّج لقضايا ثانوية وتغيب قضايا كبرى بمعايير خاصة لا تخدم إلا السياسة الاستعمارية.

وفي الاخير قولي دائما متى نرتقي بفكر بناء يخرجنا من الصراعات الضيقة والله المستعان.

شارك المقال على :