18 سبتمبر، 2025
ANEP الخميس 18 سبتمبر 2025

7 عوامــــــل تدعم صادي لإعــادة التمـــثيل الجزائري إلى “الكاف”

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
7  عوامــــــل تدعم صادي لإعــادة التمـــثيل الجزائري إلى “الكاف”

يستعد وليد صادي، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لإعلان ترشحه لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ضمن انتخابات التجديد النصفي المقررة يوم 12 مارس من العام المقبل، في خطوة من أجل إعادة التمثيل الجزائري على مستوى الهيئة القارية بعد غياب لعدة سنوات، وذلك بمباركة السلطات العليا للبلاد، وبعد قيامه بعدة خطوات “إصلاحية” بسبب الإرث الثقيل الذي خلفته الاتحادات المتعاقبة على “الفاف”، ومستغلا عوامل كثيرة ستساعده وتمهد له الطريق نحو استعادة هيبة بلادها في أعلى هيئة كروية في القارة السمراء.

رئيس “الفاف” استفاد من حنكته على الصعيد الإفريقي

ومن المنتظر أن تشهد الأيام القليلة المقبلة، ترسيم الرئيس وليد صادي، نيته التقدم لانتخابات التجديد النصفي للمكتب التنفيذي لـ”الكاف”، حيث ستكون الأمانة العامة لـ”الفاف” على موعد من أجل إرسال ملف الترشح قبل الثلاثاء المقبل الموافق لـ12 نوفمبر، وهو التاريخ الذي حددته الهيئة القارية كآخر لاستلام ملفات المترشحين، وقد اتخذ صادي هذا القرار في ظل ثقته الكبيرة لإعادة التمثيل الجزائري في المكتب التنفيذي لـ”الكاف”، بعد غياب دام لـ7 سنوات، منذ 2017 عند انتهاء عهدة محمد روراوة، أين كان صادي يعمل مع هذا الأخير في “الفاف” واكتسب خبرة كبيرة على الصعيد الإفريقي لعدة سنوات، شهدت نجاحات هيئة مبنى دالي إبراهيم قاريا، وهي الحنكة التي يسعى صادي من أجل الاستفادة منها واستعادة هيبة الجزائر في القارة السمراء، بناء على مؤشرات ومعطيات قوية.

توحيد الصف الداخــــلي يمهّد طريق “الفاف” لاستعادة هيبتها قاريا

ومنذ أن تولى زمام رئاسة “الفاف” قبل حوالي 13 شهرا من الآن، عمد وليد صادي على تهيئة الأرضية والتمهيد للترشح لهذه الانتخابات، مقدما مصلحة الجزائر والكرة الجزائرية على كل الخلافات الجانبية، وتصفية الأجواء داخليا، مؤكدا على ضرورة توحيد الصف وتجنب الدخول في الصراعات التي لن تعود بأي فائدة على الكرة الجزائرية، على غرار ما حدث في المكاتب الفيدرالية المتعاقبة على “الفاف” في السنوات الماضية، التي شهدت عدة فضائح وتبادل للاتهامات ما أدى إلى خسارة ممثلي الجزائر في عدة انتخابات وخروجهم من لجان الهيئة القارية، مع انخفاض التأثير الجزائري في “الكاف”، وهي كلها عوامل عطلت استعادة الجزائر لهيبتها على المستوى الإفريقي.

غياب منافسين أقوياء في انتخابات عضوية اللجنة التنفيذية

ومن بين العوامل التي ستكون في صالح الاتحادية الجزائرية ورئيسها وليد صادي في حال الترشّح بصفة رسمية لعضوية “الكاف” هي غياب منافسين أقوياء خلال انتخابات المقبلة المقررة إجراؤها شهر مارس 2025، حتى وإن كانت بعض التقارير الصحفية تتوقع دخول منافسين من مصر وتونس للسباق على الفوز بمنصب في المكتب التنفيذي للاتحادية الإفريقية، حيث يعتبر وليد صادي في رواق أحسن مقارنة ببقية اتحاديات دول شمال إفريقيا في ظل وضعيتها الحالية.

أبو ريدة يتراجع عن الترشح لرئاسة “الكاف” ويصوّب أنظاره نحو عضوية “الفيفا”

وفي ذات الصدد، كشفت تقارير صحفية ، بأنّ المصري هاني أبو ريدة تراجع عن قراره بالترشح لرئاسة الاتحادية الإفريقية ومنافسة الرئيس الحالي باتريس موتسيبي على عهدة ثانية، وذلك بعدما تفطّن إلى لعبة رئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع الذي أراد الزجّ به في حرب خاسرة، خاصة بعد الدعم الكبير الذي حظي به الجنوب إفريقي من قبل جل الاتحاديات المنضوية تحت لواء “الكاف” ومن بينها الجزائر، وهو ما جعله يتراجع رغم إلغاء عامل السن في الانتخابات الرئاسية خلال الجمعية العامة الأخيرة بـ “أديس أبابا”، وحسب الصحافة المصرية فإنّ أبو ريدة الذي يستهدف العودة لرئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم، خلال الانتخابات المزمع إجراؤها شهر ديسمبر المقبل، يركّز على الترشح لعضوية المكتب التنفيذي للاتحادية الدولية “الفيفا” عن القارة الإفريقية، وهو الأمر الذي سيكون في صالح الجزائر.

مشاكل الاتحـــــادية التونسية في صالح “الفاف”

ومن جانب آخر تعيش الجامعة التونسية لكرة القدم التي تتواجد بدون رئيس منذ أزيد من عام، بعد اعتقال الرئيس وديع الجريء وتعيين لجنة مؤقتة من قبل “الفيفا”، مشاكل عديدة في الآونة الأخيرة وهو ما يقلّص من حظوظها في الفوز بمنصب في عضوية “الكاف” لخلافة وديع الجريء، وبالرغم من الأنباء التي تمّ تداولها مؤخرا بخصوص عزم الجامعة التونس على ترشيح العضو الجامعي السابق حسين جنيح، حيث تعالت الأصوات من داخل تونس بعدم المغامرة ودخول الانتخابات المقبلة، في ظل الوضعية الحالية لتونس على الصعيد الداخلي، داعية إلى التركيز على إصلاح المنظومة الكروية كخطوة أولى، ودعم مرشّح الجزائر وليد صادي للعودة إلى “الكاف”، على اعتبار أنّ الأخير له وزن كبير في الساحة الإفريقية وسيقدّم خدمة كبيرة للكرة التونسية.

“الفاف” تحظى بدعم كبير من مســــــؤولين أفارقة

وفضلا عما ذكرناه سابقا، فإنّ الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تحظى بدعم كبير من قبل المسؤولين في الاتحاد الإفريقي، وعلى رأسهم الرئيس باتريس موتسيبي، ومساعده السنيغالي و أوغستين سنغور، للعودة إلى واجهة الساحة الإفريقية من خلال دخول المكتب التنفيذي لـ “الكاف”، والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها الثنائي في آخر تصريح لهما خير دليل على ذلك، حيث أبديا دعمهما الكبير لرئيس “الفاف” وليد صادي، مؤكّدان أنّ مكانة الجزائر تستدعي تواجدها في عضوية المكتب التنفيذي الذي فقدته منذ 2017، بعد رحيل الرئيس الأسبق محمد روراوة.

الدبلوماسية الجزائرية تلعب دورها على الصعيد القاري

وتشير المعطيات، على أن السلطات العليا في البلاد، موافقة على ترشح وليد صادي وتدعمه من أجل استعادة التمثيل الجزائري في “الكاف”، وهي الخطوة التي ستلعب فيها الدبلوماسية الجزائرية دورا فعالا على المستوى القاري، بالنظر للعلاقات المتينة بين “الفاف” والاتحادات الإفريقية من جهة، وبين الجزائر السياسية وجيرانها الأفارقة أيضا، ما يجعل المهمة سهلة لحشد التأييد للرئيس صادي من أجل عضوية في المكتب التنفيذي في الهيئة القارية، بما أن السياسة والرياضة عنصران لا يمكن الفصل بينهما، وهذا بناء على عدة تجارب سابقة، إذ يعول صادي كثيرا على هذه النقاط، وتفادي أخطاء سابقيه، بعدما حضر جيدا لهذه الخطوة على أكثر من صعيد.

رابط دائم : https://dzair.cc/uri9 نسخ