الجزائـــــر لن تغرق باذن الله

مروان الشيباني

 

بقلم مكاوي علي

بقلم مكاوي علي

مازال الحراك  والوضع  الداخلي في الجزائر يفرز تداعياته المليئة بالمفاجأة تعد صداها حدودنا    وما أراء وانطباعات فئة وشريحة مهمة من النخبة المقيمة في الخارج  التي نلتمسها اليوم لدليل على ذلك خصوصا أن الأمر هذه المرة يتعلق  بالتعيينات الحديثة للجنة المستقلة للإشراف على الانتخابات واعضائها والطريقة التي تم اختيارهم وتعينهم بها حيث أن المشهد السياسي في الجزائر أخذ منحى تسارعي فالسلطة الحالية  لم تتخذ موقف المتفرج   مما سيفرز ه حراك كل جمعة الذي تجل مطلبه الأساسي وما زال في التغير ” حيث هذا الأخير سيكون بالوسائل الموجودة والمتاحة على أرض الواقع ولن يتأتى ذلك  إلا بالذهاب إلى الصندوق الشفاف  لأنه الفيصل في كل الأحوال ” رأي ووجهة نظر وقراءة للأحداث يؤكدها الدكتور ح. كريب منسق منتدى الجزائريين في الخارج من ليون…

كما أن  فرضية أن الوضع إذا استمر على هذا الحال وبدون انفراج تتراءى ملامحه  في  الأفق فسوف يأخذ البلد  إلى المجهول “لذا   نجد السلطة اليوم  والقائمين عليها قد ارتؤوا أن الوسيلة المثلى لقطع دابر  كل من يواصل الاستثمار في حالة الفراغ” ولا حل سوى الذهاب للانتخابات و بتبنيها له كحل قد يرضي أطراف ولا يرضي اخرين إلا انه يبقيها كإمكانية و حل لدولة هي الآن بدون تنتظر من  الرئيس القادم الذي يحلم به الكل رئيس جميع الجزائريين لا لفئة بعينها ” سيزرع الأمل في النفوس ويزرع فيهم الحياة بذلك ” رأي علل به من لندن الإعلامي  صادق أمين القلق وحالة الذهول التي يوجد فيه الكثير من المتابعين للوضع والشأن الجزائري…
كما أن ذلك يبقى الخيار الأوحد للشعب الآن ليكون هو السيد وهو من سيشرف على هاته الانتخابات إذا سلمنا بما جاء به الدستور الحالي للجزائر بان الشعب مصدر السلطة و هو من سوف يختار فإذا الشعب أراد الحياة فعليه إذن أن ينتخب،رغم طريقة تعين أعضاء لجنة الإشراف على الانتخابات التي اثارث جدلا كبيرا في وسط القانونين ” ما يبقي حالة الشك و فقدان الثقة واردة ” حسب رأي المحامي من جنوب فرنسا رشيد. ل.
كما أنه لا يجب أن ننسى أن الحراك لم يتمخض عنه لحد الساعة مترشح يمثله في هذه الانتخابات ما يؤكد أن مفعول حالة الترقب مازال ساري المفعول ، وللخروج من عنق الزجاجة في ظل مؤسسة عسكرية ما زالت ملتزمة هي الأخرى بروح الدستور، فعلى النخبة أن تساهم فعليا هذه المرة في شرح مضمون الانتخابات كوسيلة للدخول في مرحلة بناء المؤسسات وإرساء دعائم دولة الجزائر الجديدة هذا الطرح ذهب اليه الدكتور و الخبير القانوني خلف الله إسماعيل رغم أن هناك من بقوا ينادون بان الاختيار الذي وقع على أعضاء سلطة الانتخابات سمح بوجود الانتهازيين فيها لكن اللوم يبقى على كفاءة أشغرت الميدان!.
تعد الديمقراطية كما هو معروف في كل دول العالم على أنها شيء نسبي ولهذا فالعمل بمبدأ التزكية هو طريقة من أشكال الاختيار الديمقراطي المعمول به في كثير من الدول التي لها تقاليد عريقة في العملية الديمقراطية وهذا ما حدث مع لجنة الإشراف على الانتخابات التي أخرجت القاضي السابق شرفي، المعروف حسب جل المصادر بنزاهته، كرئيس لها رغم انه لحد الآن لم يتم تعين العضوان اللذان سيمثلان الجالية في الخارج لان هناك الآن من خرج للوجود من المتفسخين الذين بدؤوا يروجون لأنفسهم على انهم كانوا خدما للجالية من قبل ويستمدون منه شرعية اختيارها لهم على طريقة الشرعية الثورية التي استعملت مرارا وتكرارا كادا ة في نظامنا و كأداة  للالتفاف على خيارات الشعب ونهب مقدراته.
على الجزائريين  الآن  واكثر من مضى التحلي بالمزيد من الصبر والأيمان بان كل شئ في هاته الدنيا نصل اليه بالعمل وان نؤمن إيمانا راسخا أن الجزائر ستستكمل الآن استقلالها, ففي 1930 احتفلت فرنسا بتاريخ ا ستدمارها للجزائر لكنها نـالت استقلالها منها بعد مئةو ثلاثين سنة بفضل رجال أوفياء غيروا من ذهنيات الجزائريين أنداك .
فلهذا فالأجدر بنا أن نتساءل إن لم يحن الوقت أن تصبح الجزائر، بعد قطعها الحبل السري من الأم العجوز، في 2030 قوة صاعدة في الإقليم والمنطقة كنموذج جزائري بحت ومستقل يتلاءم مع واقع شعبه وإمكانياته ، هذا ما أجمعت عليه النخبة الجزائرية في الخارج من سلف ابن باديس كالدكاترة حسام كريب وأمين صحباتو واسماعيل خلف الله والصادق أمين والمتكتلين في منتدى الجزائريين في الخارج،الذي  هو منتدى حر ومستقل، يتكون من  رجال ونساء، من ذوي الكفاءات والخبرات في مجالات عديدة و  متفرعه ، ومن مختلف حساسيات المجتمع الجزائري الثقافية والفكرية،  يقدس كلمة الحق، منتدى يقدس الثوابت، وهي أمور لا تمس كالوطن،الدين الإسلامي، الهوية الوطنية ووحدة الشعب الجزائري، سيادة الدولة على أراضيها، العلم، الجيش الوطني الشعبي الذي يقدم الآن تضحيات جليلة من أجل شعبه، وجميع الهيئات والمصالح الوطنية للدولة الجزائرية في الداخل والخارج.

حيث خلص جميع أعضاءه  على أن الأفضل لنا كجزائريين أن نستفيد من تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس ونذهب بقوة لاختيار رئيس يخرجنا على الأقل من الدائرة المغلقة للنظام الفاسد و الفاشل والذي احتكر السلطة والقرار منذ مدة طويلة.
ان التاريخ الحديث لم يذكر قط أي تجربة انتقال ديمقراطي في العالم نجحت في بضعة أشهر .. لذلك على الجزائريين المخلصين لقيم الديمقراطية ومبادئها أن يفوتوا الفرصة على على المتاجرين والمغامرين بنضالات الشعب وطموحاته المشروعة في إقامة نظام حكم راشد بعيداً عن الغلو والتطرف..
فبالحراك الشعبي تحقق ما عجزت عن تحقيقه كل القوى المعارضة لنظام الحكم مجتمعة عبر عقود، وكان للنخبة بعد كتابة دستور الجزائر في سويسرا ان يحصل لها شرف أهم الإنجازات على الإطلاق إقرار مقترح القانون الذي ينزع صلاحيات تنظيم الانتخابات من الإدارة أو حزب تزوير الانتخابات كما يسميه الكثيرون.. مع وجوب رحيل حكومة بدوي المنتظر قريبا لتلطيف الأجواء.

شارك المقال على :