فلسطين، قضية العالم…. بقلم/ هاجر ميموني

مروان الشيباني

فلسطين، قضية العالم….
بقلم/ هاجر ميموني

عاشت في فلسطين أقلية يهودية إلى غاية تاريخ وعد بلفور. ونص هذا الوعد بأن تنظر حكومة الملك بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية. ووردت فيه عبارة “على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية في فلسطين” والمتمعن في الجملة جيدا يلاحظ أن المُوعِّد نمقها بكلمات لا تنطلي حتى على أكبر بليد، وجعل كلمة فلسطين في آخر الجملة، فلم يكن المُوعد ساذجا البتة، وجاء هذا الوعد على أنقاض ما أنتجته الليبرالية من نظام نازي عادى جميع الأعراق وارتكب شنيع الجرائم، وأن عين العطف المطالبة بها حكومة الملك الواردة في الإعلان، تظهر كأنها حقيقية، فلو صح عطفه على ما تعرض له اليهود على يد النازية، لجل لهم مقاطعة من مقاطعة بلاده موطنا قوميا، وتحول بهذا الوعد الضحية إلى جلاد جعل ضحيته شعبا أعزل لم يرتكب يوما في مساره التاريخي ذنبا ضد اليهود أو غيرهم، ذنبه الوحيد أنه كان مستضعفا.
و إن اليهود قبل غيرهم عرفوا بالجحدان ، إلا أنهم لم يجحدوا أنهم لم يضطهدوا يوما في كنف الحكم العربي وتمتعوا بكل حقوقهم الدينية والمدنية، لم تكن لليهود في بلدان أخرى هذه الوضعية، ولم يميز العرب يوما بين المواطنين اليهود الذين عاشوا بينهم أو ببلدان أخرى إلا بما يتعلق بالفكر الصهيوني المتأسس على السياسة العداونية المتمثلة في الدعوة إلى إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

فوعد بلفور ليس صحيفة أو لائحة أو كتاب إلهي، وليس حقا قانونيا، وإنما أريدَ به ضرب اليهود بالمسلمين وإنشاء بؤرة توتر دائمة، وقد فهمت المؤامرة في بدايتها، وحاول العرب جعلها قضيتهم، وكلما مر عليها الوقت فتر اهتمام العرب بها، ثم خمد مع امتداد المؤامرة إليهم.

ومن منطلق منطقي بحت؛ فإن ما حدث لفلسطين هي جريمة اشتركت فيها عدة دول، ومن مفهوم الدولة، فإنها تمثل شعوبها، فقضية فلسطين كانت وما زالت وتبقى قضية مركزية للسلم في المنطقة والعالم، ولم تعد قضية العرب وحدهم، وعلى الفلسطينيين وكل محب للسلم أن يتوجه بجهود إلى شعوب العالم لنصرتها.

شارك المقال على :