الجمعة 11 جويلية 2025

أعلن عن خبر تقديم ملفه ثمّ تراجع.. المخزن يشوّش على الجزائر في رغبتها الانضمام إلى البريكس

تم التحديث في:
بقلم: أحمد عاشور
أعلن عن خبر تقديم ملفه ثمّ تراجع.. المخزن يشوّش على الجزائر في رغبتها الانضمام إلى البريكس

لقد تأكّد للجميع بأنّ المغرب يحشر أنفه في كلّ مسألة تخصّ الجزائر، وفي كل قضية تسعى الجزائر لأن يكون لها فيها رأي، سواء من منطلق التزامها بمبادئها أو حفاظها على مصالحها، وهذا ما يوضّح أنّ الدبلوماسية المغربية تسعى فقط لوضع العصا في عجلة تقدّم الجزائر، أو إلى هدم كلّ بناء تبنيه.

وبعد أن راج في الأيام القليلة الماضية نبأ تقديم المغرب لملف انضمامه إلى مجموعة “بريكس” الاقتصادية، ها هي ذي وكالة المغرب العربي للأنباء المخزنية تخرج علينا اليوم بخبر مفاده أن المغرب لم يتقدم بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة دول “بريكس” ولن يحضر قمة المجموعة في جنوب أفريقيا.

السؤال المشروع هو “لماذا حتّى اليوم يصدر بيان رسمي من وزارة الشؤون الخارجية المغربية، يفنّد خبر تقديم المغرب ملف انضمامه للبريكس والذي راج في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة طيلة أيام؟”، لماذا لم يأت التكذيب من وزارة الخارجية المغربية مبكرا؟ وهنا يأتي سؤال آخر يتعلّق بمن أصدر هذا الخبر من الأساس، وروّج له في وسائل التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية؟

سوف لن نُتعب أنفسنا كثيرا لكي نعرف الجواب عن هذه التساؤلات: علينا فقط أن نعرف المستفيد من إصدار الخبر والترويج له، حتّى نعرف لماذا تلكّأت وزارة الشؤون الخارجية المغربية كلّ هذا الوقت وتترك الرأي العام المحلي والإقليمي، بل وربما حتى العالمي، فريسة لهذه الخديعة الماكرة.

بالطبع لن تكون الجزائر مستفيدة من خبر كهذا، فهي من المفروض لا يشرّفها أن يكون نظام المخزن التوسّعي معها في منتدى اقتصادي يضمّ شرفاء العالم، ويسعى لجمع كلمة أنصار مناهضة الهيمنة العالمية، وبهذا فإنّ الجزائر هي المتضرر الأكبر من خبر كهذا.

المستفيد هو المغرب بالتأكيد، حاول من خلال زعم تقديم ملف انضمامه للبريكس مزاحمة الجزائر والتشويش عليها، لكنه عاد

ونفى الخبر، وبشكل رسمي، ليجدها فرصة مواتية كي يمارس أساليبه في القدح والشتم، حيث تهجّم على جنوب إفريقيا، التي صرّح مندوبها في مجموعة بريكس، أنيل سوكلال، في وقت سابق من هذا الشهر، بأنّ المغرب من بين الدول التي تسعى إلى الانضمام إلى المجموعة.

وكالة الأنباء المخزنية ذكرت أن المغرب لن يحضر اجتماع بريكس الذي سينعقد في جنوب أفريقيا، وهنا هاجمت هذه الأخيرة بقولها: “جنوب أفريقيا أبدت دائما عدوانية مطلقة تجاه المملكة، واتخذت بطريقة ممنهجة مواقف سلبية ودوغمائية بخصوص قضية الصحراء المغربية“.

ومربط الفرس من كلّ هذا طبعا هو الدعم الدبلوماسي الذي تقدّمه جنوب أفريقيا للشعب الصحراوي في تقرير مصيره في ما يتعلّق باستقلاله عن المغرب، وهو الموقف الذي تدعمه الجزائر أيضا.

لكن يبقى أمام جنوب إفريقيا حقّ الرّد عن نفسها، وإظهار الحقيقة حول تقديم المغرب لملف انضمامه، أو على الأقل إعلانه عن رغبته في ذلك، وهي التصريحات التي جاءت على لسان مندوبها في مجموعة بريكس، الذي من المحتمل جدا أنّه سيختار الفرصة المناسبة للرّد على شطحات وزارة الخارجية المغربية.

رابط دائم : https://dzair.cc/hsyg نسخ