الخميس 13 نوفمبر 2025

أنغولا تؤكد تحالفها التاريخي مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية: إفريقيا ترفض تطبيع الاستعمار

نُشر في:
أنغولا تؤكد تحالفها التاريخي مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية: إفريقيا ترفض تطبيع الاستعمار

في خطوة حاسمة من الوضوح السياسي والتحدي القاري، جدّدت أنغولا رسميًا علاقاتها مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (RASD)، موجّهةً رسالة قوية إلى العالم مفادها أن إفريقيا ترفض تطبيع الاستعمار بأي شكل من الأشكال.
فبعد أقل من أسبوعين على صدور القرار 2797 عن مجلس الأمن — وهو القرار الذي وُصِف بأنه مفصّل على مقاس الرواية التوسعية المغربية — فتحت لواندا أبوابها على مصراعيها لاستقبال إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية الصحراوية وأمين عام جبهة البوليساريو.

بدعوة رسمية من الرئيس الأنغولي جواو لورينسو للمشاركة في احتفالات الذكرى الخمسين لاستقلال أنغولا، وقف إبراهيم غالي إلى جانب عزوز نصري، ممثل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. كانت الصورة القادمة من لواندا مشحونة بالدلالات: سيادة إفريقيا لا تُملَى من باريس أو واشنطن، ولا تُشترى بالاستثمارات الزائفة ولا تُخضَع بالإغراءات المالية.

في سنة 2023، تبنّت أنغولا — ولو مؤقتًا — موقفًا دبلوماسيًا وُصف بـ “المتوازن”، حين تحدّثت في بيان مشترك مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عن “حل قائم على التوافق”. حينها، احتفى الإعلام المغربي بهذا التحول باعتباره “انتصارًا دبلوماسيًا”.
لكن ما اعتُبر “منعطفًا” لم يكن سوى سوء قراءة لطبيعة المبادئ الأنغولية الراسخة. فأنغولا، الدولة التي وُلدت من رحم النضال الثوري ضد الاستعمار البرتغالي، لم تتنازل يومًا عن اعترافها بالجمهورية الصحراوية ولا عن دعمها الثابت لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره غير القابل للتصرف.

اليوم، ومع استقبال لواندا الرسمي لزعيم البوليساريو، انهارت أوهام الرباط ودعاة “التطبيع الإفريقي” مع الاحتلال. فقد سقطت الأكذوبة التي رُوّج لها بأن القارة السمراء يمكن شراؤها ببضعة مشاريع وهمية أو استمالتها بصفقات مالية مشبوهة.
إفريقيا، التي كسرت قيود الاستعمار في القرن الماضي، لن تقف متفرجة أمام آخر مستعمرة في القارة.

الاستقبال الرفيع الذي خصّ به الرئيس لورينسو نظيره الصحراوي لم يكن بروتوكولًا عادياً، بل بياناً سيادياً صريحاً في وجه نظام دولي متواطئ، ورفضاً عملياً لقرار أممي صيغ على مقاس الاحتلال. إنها رسالة من لواندا إلى العالم بأن الشرعية الدولية ليست سلعة تفاوض في سوق الانتهازية السياسية، وأن الاستقلال لا يُقاس بتقارير الأمم المتحدة، بل بموقف من يجرؤ على قول “لا”.

وفاءً لتاريخها الثوري، تقف أنغولا اليوم مرة أخرى في صف الشرعية والمقاومة، في صف الشعوب التي لا تزال تناضل من أجل حريتها.
وفي مواجهة ضجيج اللوبيات الموالية للمغرب وتواطؤ المعايير الغربية، يتحدث الموقف الأنغولي بصمت مهيب لكنه أقوى من كل الخطابات:
أنغولا لا تساوم على المبادئ، وإفريقيا لا تنسى أبناءها الذين لا يزالون تحت الاحتلال.

لقد قالت لواندا للعالم بوضوح:

“قد تُسكتون الأمم المتحدة، وقد تشترون المواقف، لكنكم لن تُسكتوا ضمير إفريقيا.”

رابط دائم : https://dzair.cc/pgln نسخ

اقرأ أيضًا

×
Publicité ANEP
ANEP PN2500015