الأربعاء 09 جويلية 2025

إيقاف إمام مغربي عن العمل في مسجد بهولندا بعد زيارة مثيرة للجدل إلى الكيان الصهيوني

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
إيقاف إمام مغربي عن العمل في مسجد بهولندا بعد زيارة مثيرة للجدل إلى الكيان الصهيوني

أُوقف الإمام المغربي يوسف مصيبح، الذي يخدم في مسجد بلال في ألكمار، هولندا، عن العمل فورًا بعد مشاركته في زيارة مثيرة للجدل إلى الكيان الصهيوني برفقة “رجال دين أوروبيين” آخرين.

وأعلن المسجد مساء الاثنين أنه قد يتخذ إجراءات قانونية ضد الإمام “للضرر الجسيم الذي ألحقه بسمعة المؤسسة”.

وفي بيان، استنكرت إدارة مسجد بلال ما وصفته بـ”الزيارة الخائنة”، مؤكدةً أنها لا تمثل بأي حال من الأحوال معتقدات الأمة: “سيبقى أحرار هذه الأمة – في فلسطين، وفي الشتات، وفي أوروبا – أوفياء للعهد، أوفياء للدماء المسفوكة، حُماة للأقصى، ورسل الحق”.

إدانة من الجهات الدينية الإسلامية

وسارعت مبادرة الأئمة والخطباء والخطباء في هولندا إلى الرد، معربةً عن “استيائها وحزنها العميقين” إزاء هذه المشاركة.

وفي بيان لها، اعتبرت المنظمة هذه المبادرة “انتهاكًا خطيرًا لمبادئ العقيدة والشريعة الإسلامية”، لا سيما من شخصيات يُفترض أنها تُجسد قيم الإسلام وتدافع عن القضية الفلسطينية.

وجاء في البيان: “يواصل الكيان الصهيوني ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة، ويحاول الآن استعادة صورته الدموية من خلال تجنيد شخصيات هامشية من جالياتنا”.

كما استنكر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع زيارة “من يسمون أئمة إلى الدولة الصهيونية”.

رئيس الكيان الصهيوني هرتسوغ يرحب بالوفد

وقد نُظمت هذه الزيارة من قِبل جماعة الضغط المؤيدة للكيان الصهيوني ألنت ELNET، التي تنشط في أوروبا منذ عام 2007 لمواجهة الانتقادات الموجهة لإسرائيل. وكان الرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ استقبل يوم الاثنين وفدًا يضم شخصيات دينية ومجتمعية مسلمة من فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا والمملكة المتحدة.

ووفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، تهدف المبادرة إلى “نشر رسالة السلام والحوار والتعايش بين المسلمين واليهود”. وأشاد هرتسوغ بالتزام المشاركين بمستقبل مشترك قائم على الحوار، قائلاً: “نحن جميعًا أبناء إبراهيم (…) قولوا لقادتكم: هنا في إسرائيل، نريد السلام، وإنهاء معاناة غزة، وعودة جميع رهائننا”.

الإمام شلغومي على خط المواجهة

وتحدث الإمام حسن شلغومي، رئيس مؤتمر أئمة فرنسا وإمام درانسي، نيابةً عن الوفد. أعرب عن امتنانه للرئيس الصهيوني، قائلاً: “رسالتي هي رسالة تعلق صادق بشعبكم، ودعاء صادق من القلب لعودة الرهائن بسلام، ولإنهاء معاناة المدنيين الأبرياء في غزة”.

واستطرد شلغومي في دعمه، قائلاً: “ما نشهده ليس صراعًا بسيطًا، بل صدام بين نظرتين للعالم. أنتم تجسدون روح الأخوة والحرية والديمقراطية”.

هذا النهج، الذي تناقلته وسائل الإعلام العبرية على نطاق واسع كعلامة على “الانفتاح”، يثير على العكس غضبًا ورفضًا داخل الجاليات المسلمة الأوروبية، وخاصة في هولندا، حيث لا تزال القضية الفلسطينية مؤشرًا قويًا على التعبئة الدينية والهوية.

رابط دائم : https://dzair.cc/j03a نسخ