السبت 10 ماي 2025

“اقتحموا عليه غرفة مكتبه بالقوة ومنعوه من أداء الصلاة”.. القيادية الحزبية المغربية لبنى الفلاح تتحدث عن ظروف اعتقاله.. ماذا وقع لحظة اعتقال وزير حقوق الإنسان السابق ونقيب المحامين بالمغرب محمد زيان؟

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
“اقتحموا عليه غرفة مكتبه بالقوة ومنعوه من أداء الصلاة”.. القيادية الحزبية المغربية لبنى الفلاح تتحدث عن ظروف اعتقاله.. ماذا وقع لحظة اعتقال وزير حقوق الإنسان السابق ونقيب المحامين بالمغرب محمد زيان؟

نشرت القيادية في الحزب الليبرالي المغربي، لبنى الفلاح، على صفحتها الرسمية في موقع فيسبوك، معايشتها للحظات الأخيرة التي كانت شاهدة على ظروف اعتقال نقيب المحامين وزير حقوق الإنسان السابق ونقيب المحامين بالمغرب، محمد زيان، أول أمس الإثنين.

في تمام السادسة ودقائق من مساء يومه الإثنين 21 نونبر الجاري، بينما أستاذي الكبير والعظيم النقيب محمد زيان، محامي الشعب ومحبوب الصغير قبل الكبير، في مكتب محاميه الكائن ب114 بشارع علال بن عبد الله بالرباط، كان نشيطا كعادته رغم الاتصالات التي كانت تتقاطر علينا بكون موقعا مخزنيا “برلمان.كوم” نشر خبرا مفاده أن النقيب زيان سيتم اعتقاله، وهو الخبر الذي نشرته مواقع أخرى تابعة للسلطة.

بحثنا في تطبيق “محاكم.ما” للتأكد من صحة الخبر إلا أن شيئا من هذا لم ينشر.

بعد برهة قليلة ذهب النقيب زيان للوضوء، لأداء صلاة المغرب بإحدى قاعات المكتب، وضع سجادة الصلاة في الاتجاه الصحيح وتوجه إلى ربه.

أما أنا فأغلقت باب القاعة حتى لا يزعجه أحد، في تلك الدقيقة بالضبط هناك من طرق الباب بقوة فتوجهت لفتحه وإذا برجال كثر، عددهم لم أتبينه، سألتهم من أنتم فلم يجيبو وكررت السؤال ليردوا فين هو الأستاذ زيان؟ سألتهم علاش بغيتوه، شكون معايا، شكون انتوما، بعدها فهمت أنهم ربما الأمن، أخبرتهم: “وخا أصبار أنا نقولهاليهم ونرجع”، فدفعو الباب بشكل مرهب ومخيف. طبعا بعد ذلك الاقتحام حاولت أن أغلق الباب لأستنجد بمن هم معي داخل المكتب، دون جدوى، دفعوا الباب واقتحموا كأنه بركانا يحل بالمكان؛ عمت الفوضى والصراخ الكل يسأل من أنتم، علاش هاجمين علينا، فأجابوا: “جينا نديو الأستاذ زيان”.

صديق حاضر بعين المكان سألهم: واش عندكم شي ورقة”، فلم يجيبوه.

أحدهم أمر بالبحث في قاعات المكتب، بحثوا في الأولى ثم الثانية ثم الثالثة والرابعة، فلم يجدوه كنت أقف بالقرب من القاعة التي كان يصلي بها الأستاذ زيان، ففتحوا الباب بقوة وإذا بي أصرخ دون وعي مني: “خليوه يصلي”، اقتحموا القاعة فتكرر صراخي: “علاش ماتخليوهش يصلي خليوه يصلي”.. استعطفتهم طلبت منهم الانتظار حتى إكمال صلاته بدون جدوى.. أحدهم حمل حذاء الأستاذ الذي كان يضعه بجانبه بجانب سجاد الصلاة فارتفع صراخي دون أن أشعر: “عفاكم خليوه يصلي فخاطرو واش حتى الصلا ماتخليوهش يصلي”.. صرخوا في وجهي ومنعوني من الدخول إليه.. أصرخ وأصرخ دون جدوى.. عندها كانت الساعة تشير إلى السادسة و18 دقيقة بالضبط.

نهض النقيب زيان من على صلاته سألهم: “واش مانكملش صلاتي”، ارتدى حذاءه، فاصطحبوه وسط صراخ المتواجدين منهم من عاش معه زمنا طويلا فاق الأربعين سنة، ومن تتلمذ على يده ومن اشتغل معه، وكنت أنا، هو بالنسبة إليه كل شيء وأعظم شيء بعد الله ووالدي.

عج المكتب بعناصر بزي مدني حاولت عدهم فلم أفلح، حاولت وحاولت مرارا فلم أستطع لكثرتهم حيث إن العدد فاق العشرين، ولسحنتهم المتشابهة ولحركاتهم السريعة واللئيمة تجاهنا تجاه الحاضرين بالمكتب..

وسط الصراخ وبمعيتهم توجه الأستاذ زيان لحمل نظاراته ثم ساعدته في ارتداء بدلته “فيست”، وأمددته ببعض المناديل “كلينيكس”، التي قد يحتاجها بحكم ما كنت أعاينه أثناء مدة اشتغالي إلى جانبه.

رافقه حشد ممن قالوا أنهم أمن ومنعونا أنا وسيدة أخرى من الاقتراب منه، صرخت ولا من مجيب. وقتها أمر أحدهم يرتدي بدلة رسمية رمادية اللون بنقله قائلا: “ديوه”.. استجديتهم كثيرا ولا أمل: “خليوني عير نسلم عليه”.. حينئذ كلف رجلان اثنان ببنية جسدية قوية بمنعي وسيدة أخرى من اللحاق به أو حتى الاقتراب منه، حاولت بكل ما أوتيت من قوة في تلك اللحظة أن اقترب منه وأتحدث معه ولم أستطع.. كنت أصرخ وأقاوم قوة الرجلين ولم أستطع.. صرت على ذلك الحال أنا ومن كانوا معي، حتى أسفل درج العمارة التي يوجد بها المكتب والتي ستبقى شاهدة على الحدث.. حاولت مرة أخرى الخروج فمنعوني/منعونا..

بعدها جريت إلى الخارج فلم أجد الأستاذ زيان، بينما وجدت فيلقا من الرجال ممن اقتحموا المكتب دون أية ورقة رسمية، وقد تشتتوا في شارع علال بن عبد الله في مجموعات، حاولت البحث بينهم عنه فلم أجده. وعدت من جديد إلى المكتب أآزر من معي في مصابهم الجلل..

اعتقلتم رجلا عظيما ظل حتى آخر لحظات اعتقاله قويا مبتسما شامخا قانعا راضيا شجاعا كما عهدناه، بينما هزمنا نحن لحبنا الكبير له..

قمعكم لن يخفي ظلمكم سيظل رمزا حارب “الرهوط” كما سماهم في كلمة أخيرة قالها وليست آخرها، من أجل عيش كريم للمغاربة ووطن يسع الجميع.

رابط دائم : https://dzair.cc/cvvh نسخ