الثلاثاء 17 جوان 2025

الإمارات تتحالف مع الكيان في مسعى خبيث لتقليص نفوذ إيران في المنطقة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
الإمارات تتحالف مع الكيان في مسعى خبيث لتقليص نفوذ إيران في المنطقة

وسط تغييرات جيوسياسية تعيد تشكيل الاصطفافات الإقليمية في الشرق الأوسط، تتزايد المؤشرات على وجود تعاون استخباراتي وعسكري سري بين الإمارات وإسرائيل، يستهدف الحد من النفوذ الإيراني ويمهد ربما لعمليات استباقية دقيقة داخل العمق الإيراني.

تشير مصادر موثوقة إلى أن معالم هذا التعاون بدأت تتضح أكثر في أكتوبر 2024، عندما شهدت منشأة حساسة قرب الفجيرة سلسلة اجتماعات مغلقة حضرها مسؤولون من جهاز أمن الدولة الإماراتي، إلى جانب عناصر من الموساد والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، بمشاركة ضباط من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA). وتركزت النقاشات على وضع خارطة تفصيلية للقدرات الصاروخية الإيرانية وتحديد قائمة أهداف تشمل قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين، في إطار استراتيجية تستهدف توجيه ضربات نوعية.

في هذا السياق، أُعدّت عملية معقدة شملت اختراق وحدة كوماندوز إسرائيلية للأراضي الإيرانية عبر الساحل المقابل لبندر عباس، بدعم لوجستي واستخباراتي إماراتي. وفقًا لمصادر مطلعة، نُفذت العملية في أواخر ديسمبر 2024، حيث تم تهريب حاويات مجهزة بطائرات مسيّرة وصواريخ ذكية قابلة للتحكم عن بعد. وتُرجَّح قدرة هذه المعدات على العمل كرؤوس نائمة، جاهزة للتفعيل عند الحاجة.

على الجانب الآخر، لعبت الإمارات دورًا بارزًا في الجانب التكنولوجي من خلال مشروع “Raven”، وهو منصة مراقبة إلكترونية أطلقها جهاز الأمن الإماراتي بالتعاون مع وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA). وبينما بدأ المشروع كأداة لرصد المعارضين المحليين، تطور ليصبح شبكة إقليمية تجمع بيانات استخباراتية دقيقة حول التحركات الإيرانية. وقد تعزز هذا التعاون بتبادل معلومات مباشرة مع إسرائيل لاستهداف البنية التحتية العسكرية الإيرانية.

تعزز هذا الدور بواسطة الأقمار الصناعية الإماراتية التي تطورت بدعم إسرائيلي مباشر، حيث تُستخدم هذه الأقمار لتعقب المواقع الإيرانية الحساسة وتوفير صور دقيقة تعزز القدرات الاستخباراتية المشتركة. بهذا التنسيق، تسهم الإمارات في تقديم معلومات بصرية وحرارية تُدمج مع الأنظمة الإسرائيلية لتشكيل صورة متكاملة تمكن من التخطيط للعمليات.

وبالرغم من عدم صدور إعلان رسمي عن أي هجمات تستهدف إيران، إلا أن الدقة العالية للعمل العسكري الأخير تشير إلى وجود تحالف متعدد الأطراف خلف الكواليس. مؤخرًا، بدأت طهران تدرك تصاعد الدور الإماراتي في هذه العمليات، خاصة مع تزايد الاتهامات في وسائل الإعلام الإيرانية، التي تحدثت عن علاقات مشبوهة تربط الإمارات بإسرائيل وشركات قد تكون واجهات لأنشطة استخباراتية.

هذه التحركات تأتي في سياق أوسع لعلاقات إماراتية-إسرائيلية تعدّت مراحل التطبيع الاقتصادي والتكنولوجي التي دُشنت منذ اتفاق أبراهام عام 2020، لتتحول إلى شراكات أمنية ذات طابع هجومي. ويعكس هذا تحول الإمارات إلى لاعب نشط عسكريًا وسياسيًا في النزاعات الإقليمية، ما عزز نظرة بعض التحليلات الغربية للإمارات باعتبارها “إسرائيل الخليج”، نتيجة سياساتها التي تتضمن التجسس والحروب السيبرانية واستراتيجيات مشابهة.

ولكن هذا الانخراط في النزاع لا يخلو من تبعات خطيرة، إذ يضع الإمارات في مرمى الرد الإيراني المحتمل بمختلف أشكاله. ومع خبرة إيران الطويلة في مواجهة هذه النوعية من التحديات، يبدو أن التصعيد مع طهران ليس خيارًا بلا مخاطر. الرد الإيراني قد يأتي على شكل عمليات سيبرانية أو عسكرية محدودة، ما يجعل الإمارات تواجه تبعات تحولها من دولة ذات دور إقليمي هادئ إلى طرف أساسي في صراع إقليمي متنامٍ.

بين الحسابات الدقيقة والخطر الكبير لهذا التحالف غير المعلن، يظل مستقبل العلاقات والتصعيد المحتمل مجالًا مفتوحًا لتطورات قد تعيد رسم ملامح المشهد السياسي والأمني في المنطقة.

رابط دائم : https://dzair.cc/1u5s نسخ