“التاريخ السري لتحكيمات سوناطراك” لياسين مرزوقي.. كتاب جديد يوثق مسار النزاعات والتحكيمات الدولية للمجمع الجزائري

وثق الكاتب والخبير الاقتصادي الجزائري ياسين مرزوڨي، مسار النزاعات والتحكيمات الدولية التي واجهتها الشركة الوطنية للمحروقات، في كتاب أصدره حديثاً يحمل عنوان “التاريخ السري لتحكيمات سوناطراك”.

وفي كتابه الذي كشف فيه خبايا ملفات بقيت لسنوات طي الكتمان، قال المؤلف في المذكرة التقديمية أن هذا العمل ولد من غضب على ما وصفه بتبديد مليارات الدولارات في نزاعات أُديرت بسوء، ومشاريع متوقفة، وعقود مجحفة، وقناعة بأن الشفافية هي الحصن الأول لتفادي تكرار الأخطاء.

ويسعى مؤلف هذا الكتاب إلى إنصاف المهندسين والحقوقيين والخبراء الجزائريين الذين دافعوا بإصرار عن مصالح البلاد، في شاكلة أبوبكر ملوك، عثمان خواني، زبيدة بن موفق، أكلي رميني، جمال ولد علي وغيرهم، مستنداً إلى وثائق داخلية، وشهادات مسؤولين وتقارير صحفية، وأحكام تحكيمية لم يكشف عنها سابقا.

كما شدد الكاتب والخبير الاقتصادي الجزائري ياسين مرزوڨي، على أن 07 سنوات من التحقيق قادته إلى قناعة راسخة مفادها أن قوة الدولة هي الفيصل في كسب المعارك الطاقوية.

وفي هذا السياق، استشهد ياسين مرزوڨي بفترتي الرئيسين هواري بومدين وعبد المجيد تبون، حيث حالت الصرامة السياسية دون أي ابتزاز خارجي.

وفي المقابل، شهدت الجزائر في عهد كل من الرئيس الشاذلي بن جديد، اليامين زروال وخصوصاً عبد العزيز بوتفليقة، موجات من القضايا والخسائر بسبب الوهن السياسي والصراعات الداخلية والفساد، حسبما كشف عنه الكاتب.

وأشار مرزوڨي إلى أن الشركات متعددة الجنسيات لا تخشى البنود التعاقدية بقدر ما تخشى الدول التي تُطبقها بصرامة، مؤكداً أن التعاون الدولي يظل ضرورياً لكنه يجب أن يكون متوازناً ويقوم على الاحترام المتبادل، بعيداً عما أسماه بـ الاستغلال والانتهازية.

ولفت الكاتب مرزوڨي، إلى أنه ليس موظفاً ملزماً بالتحفظ ولا مستشاراً محكوماً بولاء لزبائنه، بل هو مواطن جزائري يقول الحقيقة كما هي، حتى وإن أزعجت.

ويرى مرزوقي، أن كتابه ماهو إلا مساهمة متواضعة، لكنها صادقة، في معركة الدفاع عن مصالح الجزائر الاستراتيجية، آملاً أن يثير هذا العمل نقاشاً عاماً حول حوكمة الثروات الوطنية.

كما يتمنى الكاتب والخبير الاقتصادي الجزائري ياسين مرزوڨي، أن يساهم عمله هذا في بناء وعي جماعي بأهمية حماية السيادة الطاقوية التي لا تتحقق بالشعارات، بل تُبنى في تفاصيل العقود، وفي صلابة المفاوضات، وفي شجاعة الرفض عند الضرورة.