الاثنين 21 جويلية 2025

الجزائر-جنوب إفريقيا.. محور إفريقيا الواقف في وجه المشاريع التوسعية والساعي لتصفية الاستعمار وتحقيق السلام والازدهار في القارة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
الجزائر-جنوب إفريقيا.. محور إفريقيا الواقف في وجه المشاريع التوسعية والساعي لتصفية الاستعمار وتحقيق السلام والازدهار في القارة

تأتي زيارة رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، إلى الجزائر لترسي دعائم جديدة، تؤسس لمحور يمتد بين أقصى نقطتين في إفريقيا، تجمع بينهما الكثير من المشتركات حول ملفات عدة تهم القارة، لا يمكن النهوض بها وتنفيذ مضامينها إلا باجتماع القطبين الإفريقيين واتفاقهما على البدء في العمل.

ومثلما اتفقت الجزائر وجنوب إفريقيا في الماضي على ضرورة دحر الاستعمار وطرده من القارة، فكانت الجزائر كعبة الثوار كما صرّح به الزعيم الإفريقي ورئيس غينيا بيساو أميلكار كابرال، فإنهما يتفقان على استكمال تحرير البلدان المستعمرة في العالم، والوقوف في وجه التدخلات الخارجية.

يجتمع قلب شمال إفريقيا بجنوبها من أجل تشكيل محور استراتيجي تلتف حوله دول القارة في سبيل خدمة شعوبها وقيادتها نحو إنشاء اتحاد اقتصادي مزدهر وتكتل دبلوماسي قوي، لمواجهة الهيمنة العالمية وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول، ومشاريع الاستعمار في أشكالها القديمة والجديدة، بما يؤدي إلى نصرة القضايا العادلة وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والصحراوية.

وبناء على هذه الرؤية، يؤكد لقاء الزعيمين الإفريقيين، الجزائري عبد المجيد تبون بنظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا على قطع الطريق عن مخططات التحالف المخزني الصهيوني التي تهدف إلى اختراق إفريقيا واحتوائها ضمانا لمزيد من الاعتراف بسيادة مزعومة على الأراضي الفلسطينية والصحراوية، ومن ثمّ إحباط مساعي الهيمنة لهذا الحلف الشيطاني على مقدرات القارة وثرواتها.

رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, أكّد على تطابق وجهات النظر بين البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية وتوافقهما على تفضيل الحلول السياسية التفاوضية لحل الأزمات بعيدا عن التدخلات الخارجية، وأوضح ذلك بقوله: “كان لنا حديث معمق حول الوضع الإقليمي والدولي الراهن, خاصة العدوان الصهيوني على قطاع غزة ولبنان وأغتنم هذه الفرصة لأحيي مرة أخرى الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا لدى محكمة العدل الدولية ونحن نساندها مساندة كاملة”.

وفي ما يتعلّق بالشأن الصحراوي أشار الرئيس تبون بقوله: “في حديثنا عن الأوضاع في المنطقة, تناولنا مسألة الصحراء الغربية التي أكدنا بشأنها على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وتمكينه من حقوقه المشروعة وفق ما تنص عليه الشرعية الدولية”، لافتا إلى أنه تبادل مع الرئيس جمهورية رامافوزا “وجهات النظر حول الأوضاع في منطقة الساحل وليبيا والسودان ومنطقتي إفريقيا الوسطى والجنوبية ومواضيع أخرى متعلقة بعمل الاتحاد الأفريقي “.

كما اتفقت الجزائر وجنوب إفريقيا على تكثيف الجهود على مستوى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي من أجل تعزيز دور القارة والعمل على تحقيق المطلب الإفريقي لإصلاح منظومة مجلس الأمن من خلال تصحيح الظلم التاريخي تجاه إفريقيا وفقا لتوافق وإعلان سرت، وفقما أكد عليه رئيس الجمهورية، الذي اعتبر أن زيارة الدولة التي يقوم بها نظيره لجمهورية جنوب إفريقيا الى الجزائر “تعبر عن خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين والقائمة على التعاون الوثيق والتضامن الدائم وعن الطابع الاستراتيجي لعلاقاتنا الثنائية”.

وفي هذا السياق، فإن هذه الزيارة سمحت كذلك بإجراء تقييم شامل لما وصل إليه البلدان في علاقاتهما الثنائية والتباحث حول السبل الناجعة لترقيتها “لتكون في مستوى الإرادة السياسة المشتركة”, كما أشار إليه الرئيس تبون الذي لفت إلى انعقاد الدورة السابعة للجنة العليا الثنائية للتعاون بالموازاة مع منتدى رجال أعمال البلدين الذي يعدّ “فضاء للتواصل بين المتعاملين الإقتصادين”.، إلى جانب أنه تم بمناسبة هذه الزيارة التوقيع على إعلان الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر وجنوب إفريقيا وكذا على 5 اتفاقيات للتعاون بين البلدين.

رابط دائم : https://dzair.cc/jazo نسخ