كشف الخبير في الشأن السياحي بوبكر عبيد عن رؤية جديدة لإعادة بعث مجموعة “الفندقة والسياحة والحمامات المعدنية” (HTT)، مؤكداً أنّ هذه المؤسسة العريقة، التي ظلت لعقود أحد ركائز التراث السياحي الوطني، باتت اليوم في حاجة ملحّة إلى إعادة هيكلة شاملة تمكّنها من استعادة دورها كفاعل اقتصادي قوي ومنافس في السوق السياحية.
وأوضح عبيد في منشور له على موقع لينكدين، أنّ استمرار إدارة المجموعة بأسلوب إداري كلاسيكي لم يعد ممكناً، مشدداً على ضرورة تحويل المجموعة إلى قطب اقتصادي استراتيجي يسهم في التنمية، ويوفر مناصب العمل، ويعزز صورة الجزائر إقليمياً ودولياً.
واقترح المتحدث اعتماد هيكلة جديدة تقوم على ثلاثة أقطاب رئيسية:
■ قطب الفندقة الذي يتولى تحديث ورقمنة وتأهيل الحظيرة الفندقية.
■ قطب العلاج بالمياه المعدنية والرفاهية لتعزيز مكانة المنتج الحموي وجعله رائداً على المستوى الإقليمي وقابلاً للتصدير.
■ قطب السياحة والترفيه المكلف بابتكار مسارات وتجارب ومنتجات سياحية جزائرية متميزة.
وشدّد عبيد على ضرورة تحويل المقر المركزي للمجموعة إلى شركة قابضة تضمن الرؤية والاستثمار، مع منح الأقطاب المختلفة استقلالية أكبر في التسيير.
ودعا إلى اعتماد حوكمة حديثة تقوم على الشفافية والجدارة، من خلال إنشاء مجلس رقابة مستقل يضم خبراء من القطاع الخاص والجالية الجزائرية بالخارج، وإخضاع المديريات الجهوية لعقود أداء وتقييمات سنوية للنتائج والربحية.
كما ركّز الخبير في التسيير السياحي على أهمية ضمان استقلالية مالية للمجموعة، تسمح لها بإعادة استثمار أرباحها في الترميم والتكوين، وإنشاء صندوق استثماري مفتوح أمام البنوك والقطاع الخاص والجزائريين بالخارج، إضافة إلى تطوير شراكات بين القطاعين العام والخاص للوحدات المتعثرة مع الحفاظ على القرار الاستراتيجي للدولة.
وفي ما يتعلق بتسيير النشاط السياحي، شدّد عبيد على ضرورة اللامركزية، مؤكداً أنّ السياحة تُصنع في الميدان وليس من وراء المكاتب، وأنّ إنشاء فروع جهوية قوية سيتيح للمجموعة التكيف مع خصوصيات كل منطقة والاستجابة بسرعة للفرص المحلية.
كما أشار إلى أنّ رأس المال البشري يجب أن يكون محور عملية التحول، داعياً إلى إنشاء “أكاديمية للتسيير السياحي” تُعنى بتكوين جيل جديد من الإطارات المختصة في الفندقة والحمامات المعدنية والتنشيط السياحي.
ولم يغفل الخبير جانب الرقمنة، مؤكداً أنّ “الفندقة والسياحة والحمامات المعدنية” بحاجة إلى منصة رقمية موحدة للحجز والتسيير والترويج، تكون بوابة وطنية للفندقة والسياحة والعلاج الحموي.
وفي ختام رؤيته، شدّد عبيد على ضرورة انفتاح “الفندقة والسياحة والحمامات المعدنية” على العالم، عبر عقد شراكات استراتيجية مع سلاسل فندقية وجامعات ومستثمرين، إضافة إلى الاستفادة من كفاءات الجالية الجزائرية في الخارج. واعتبر أنّ إعادة بعث المجموعة ليست عملاً إدارياً بسيطاً، بل خياراً مجتمعياً ورؤية مستقبلية تثبت أنّ الدولة يمكن أن تبقى استراتيجية من دون أن تتولى التسيير المباشر لكل التفاصيل.
