الرئيس تبون ينهي زيارة مثمرة إلى إيطاليا ويوقع على 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم في قطاعات عدّة

أنهى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بعد ظهر اليوم الخميس، زيارة رسمية إلى إيطاليا، دامت يومين، ترأس خلالها إلى جانب رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، أشغال الدورة الخامسة للقمة الحكومية الجزائرية – الإيطالية رفيعة المستوى.

وتكللت هذه الدورة بإبرام عدة اتفاقيات هامة، تجاوز عددها الـ40 اتفاقية ومذكرة تفاهم، في مختلف المجالات، تتقدمها الطاقة، بإبرام عقد مع العملاق الإيطالي “إيني”، لتؤكد هذه الزيارة العلاقات الممتازة بين البلدين، جعلت من إيطاليا حليفا أوروبيا مهما. كما التقى رئيس الجمهورية، في ختام الزيارة، بابا الفاتيكان، ليو الرابع عشر، اليوم الخميس، بدولة الفاتيكان.

وتجسيدا لتطلعاتهما الاقتصادية المبنية على المصالح المتبادلة، توجت زيارة رئيس الجمهورية إلى إيطاليا بالتوقيع على عدة اتفاقيات شراكة تضمنت بروتوكول
تفاهم بين شركتي سوناطراك و”إيني” الإيطالية، فضلا عن مجالات أخرى تخص الزراعة والصيد البحري والتحويل الغذائي وتربية الأسماك، وكذا اتفاقية إنتاج سينمائي مشترك واتفاق يتعلق بالاعتراف المتبادل برخص السياقة.

كما تم التوقيع، بذات المناسبة، على مذكرات تفاهم تخص البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، حماية ودعم وتعزيز حقوق ذوي الهمم، الإغاثة ومكافحة الحرائق وكذا عمليات البحث والإنقاذ في البحر، علاوة على مذكرة تفاهم بين شركة “إنفيتاليا” الإيطالية لتعزيز الاستثمار والوكالة الجزائرية لترقية الإستثمار، بالإضافة إلى إتفاقية تعاون في مجال مكافحة الإرهاب وإعلان مشترك في مجال الدفاع.

الجزائر وإيطاليا تُعمّقان شراكتهما الاستراتيجية في مجال الطاقة

في خطوة دبلوماسية هامة نحو تعزيز التعاون في مجال الطاقة، جدّدت الجزائر وإيطاليا يوم الأربعاء تأكيد تحالفهما الاستراتيجي خلال مباحثات ثنائية رفيعة المستوى عُقدت في روما بين وزير الدولة الجزائري للطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، ونظيره الإيطالي، وزير البيئة والأمن الطاقي، جيلبرتو بيتشيتو فراتين. جرت المحادثات على هامش القمة الحكومية الجزائرية الإيطالية الخامسة رفيعة المستوى، التي ترأسها الرئيس عبد المجيد تبون ورئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني.

تمحورت المناقشات حول الطموح المشترك لتعميق التعاون في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وهما مجالان يُدرك البلدان أهميتهما الحاسمة لضمان انتقال عالمي مستدام للطاقة. وبرز توسيع البنية التحتية للطاقة المتجددة وتطوير سلسلة قيمة متكاملة للهيدروجين كنقاط محورية في الحوار، حيث أكد الوزيران على أهمية التبادل التكنولوجي المنسق والاستثمارات المشتركة.

وكان من أبرز ما تم تسليط الضوء عليه إعادة النظر في المشروع الطموح لنقل الكهرباء المولدة من مصادر متجددة في الجزائر إلى أوروبا عبر كابل طاقة بحري يمر عبر إيطاليا. ويُعتبر هذا المسعى المتعلق بالبنية التحتية حجر الزاوية في رؤية الجزائر لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة وموردًا موثوقًا به للطاقة للقارة الأوروبية.

ووُصف الاجتماع بأنه “بناء وواعد”، كما عكس العمق الاستراتيجي للشراكة طويلة الأمد بين الجزائر وروما. وأشاد الوزير عرقاب بالحوار الثنائي في مجال الطاقة باعتباره نموذجًا للتعاون بين الشمال والجنوب، بينما أكد الوزير فراتين دعم إيطاليا لدور الجزائر كفاعل محوري في أمن الطاقة في البحر الأبيض المتوسط.

وجاءت هذه المداولات في السياق الأوسع للزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس تبون إلى إيطاليا، برفقة وفد وزاري رفيع المستوى. وشكلت الزيارة الرئاسية خطوة حاسمة نحو إحياء العلاقات التاريخية وتوسيع التعاون الثنائي في قطاعات متعددة، ولا سيما قطاع الطاقة، الذي لا يزال حجر الزاوية في العلاقات الجزائرية الإيطالية.

اتصالات الجزائر وتيليكوم إيطاليا سباركل توقعان رسميًا مذكرة تفاهم

وقعت اتصالات الجزائر وشركة الاتصالات الإيطالية، تيليكوم إيطاليا سباركل، رسميًا مذكرة تفاهم يوم الأربعاء في روما.

تهدف هذه الاتفاقية، المبرمة بين الرئيس التنفيذي لشركة اتصالات الجزائر، عادل بن تومي، والمدير التنفيذي لشركة تيليكوم إيطاليا سباركل، إنريكو ماريا بانياسكو، إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال الاتصالات والتقنيات الحديثة.

تُمهّد مذكرة التفاهم الاستراتيجية الطريق للعديد من المشاريع الهيكلية التي تُشكّل مستقبل الجزائر الرقمي، بما في ذلك:

كابل بحري جديد بين الجزائر وإيطاليا، وهو مشروع بنية تحتية رئيسي يهدف إلى إنشاء كابل بحري مباشر للاتصالات يربط الجزائر بإيطاليا. سيُعزز هذا المشروع الرئيسي بشكل كبير الربط الدولي للجزائر، ويُرسّخ دورها كمركز رقمي إقليمي.

إنشاء نقطة تواجد أوروبية (PoP) مُخصصة لاتصالات الجزائر. من المتوقع أن تُحسّن هذه المبادرة الوصول إلى الخدمات الرقمية وتُقلّل من زمن الوصول للمستخدمين الجزائريين.

تطوير مركز بيانات في الجزائر، بدعم فني من شركة “سباركل”، لبناء مركز بيانات حديث يُلبي المعايير الدولية. سيُعزز هذا المشروع السيادة الرقمية للجزائر، ويُحفّز تطوير خدمات مُبتكرة.

إطلاق منصة تدريب مُبتكرة، تُركّز على مجالات رئيسية مثل الحوسبة السحابية، والشبكات، والخدمات الرقمية، وخاصةً الأمن السيبراني. ستُسهم هذه المنصة في تطوير المهارات المحلية، وإعداد القوى العاملة لمواجهة التحديات التكنولوجية المُستقبلية.

وتم توقيع هذه المذكرة على هامش الزيارة الرسمية لرئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبد المجيد تبون إلى إيطاليا، مما يؤكد الأهمية الاستراتيجية لهذا التعاون لكلا البلدين.