الأربعاء 09 جويلية 2025

المدير التقني لاتحادية السيشل لكرة القدم، أسامة هارون في حوار لـ “دزاير توب”: “صادي يقوم بعمل رائع ونحـــــن خـــــارج الجزائر نرى ذلك بشكل واضـــــــح”

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
المدير التقني لاتحادية السيشل لكرة القدم، أسامة هارون في حوار لـ “دزاير توب”:  “صادي يقوم بعمل رائع ونحـــــن خـــــارج الجزائر نرى ذلك بشكل واضـــــــح”

شهدت الدورة الأخيرة لتربص “كاف برو”، الذي جرى بالجزائر وبتنظيم من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حضور عدة تقيين ومدربين، ومن بينهم المدير التقني لاتحادية السيشل، الفرانكو جزائري أسامة هارون، الذي تعرفنا عليه من خلال الحوار الحصري الذي أجريناه معه على هامش ذلك التربص، أين تحدث عن عدة أمور تخص حياته المهنية ومسيرته في عالم المستديرة، وكذا شؤون كرة القدم في الجزائر، معبرا عن رغبته في خوض تجربة هنا في بلاده، مشيدا في الوقت ذاته بالعمل الذي تقوم به الاتحادية الجزائرية برئاسة وليد صادي، بداية بالأمور الإدارية ووصولا بما يحققه المنتخب الوطني الجزائري تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش.

هل لك أن تعرف الجمهور الجزائري من هو أسامة هارون؟ وكيف كانت بداياتك في عالم كرة القدم.

شكرا على الاستضافة وأنا سعيد جدا لتواجدي في بلدي وبينكم، أريد أولا أن أعرفكم بنفسي، هارون أسامة، أنحدر من ولاية البلدية وبالتحديد منطقة بوفاريك، مسقط رأس والدي وعائلتي، ليس لدي الكثير لأقوله حول نفسي، لدي مسيرة متواضعة في كرة القدم، لكن لدي نتائج جيدة فيما حققته، اختصاصي هو التدريب وكذلك مدير تقني ومناجير وكذلك أهتم بالفئات الناشئة، لكن بالرغم من كل ما تعلمته، أعتقد أنني أجد راحتي في مجال تنشئة اللاعبين، ثم وجدت نفسي في السيشل، وبرغبة في رفع التحدي وتحقيق أشياء جميلة التحديات، رغم أنني مررت بتجارب في كولومبيا وتركيا وبلدان أخرى.

كيف تلقيت العرض من اتحادية السيشل لكرة القدم؟

السيشل تعتبر قصة مهمة في حياتي، وهناك بنيت نفسي، كنت أحب دائما التحديات، كنت أفضل دائما اختيار المهمات الصعبة لتحقيق النجاحات، والبداية كنت أمتلك الرقم القياسي لفترة طويلة كأصغر مدرب في فرنسا يدرب بطولة القسم الوطني الثان، وحافظت على كوني كذلك لمدة 5 أو ست سنوات، وهذا ما جعلني أتطور بسرعة، وهو ما سبب لي العديد من المشكل في فرنسا، وبعدها كان يجب أن أجد حلا مع المسؤولين الذين لم يكونوا يريدونني، ربما بسبب صعودي السريع، ثم قررت قيادة ناد كرهان مع الأصدقاء، حيث كان يعاني من مشاكل عديدة من أجل إظهار العمل والكفاءة والأفكار، وهو فريق في الأقسام السفلى يسمى “كوت بلو”، لم يكن لديه صنف الأكابر، وكنت مطالبا بتحقيق الصعود في كل موسم حتى القسم الوطني وهو ما كان مخططا له، كان الأمر صعبا جدا ومعقد، لكننا أنجزنا المهمة، وتعرضا لعدة انتقادات إيجابية وسلبية وهذا شيء لا يزعجني، وهي المغامرة التي رافقني فيها إيفان فانيون وبول سيانو، حيث قضينا أوقاتا رائعة في هذا النادي، ثم قررنا البحث عن تحد جديد والبحث عن اتحادية متواضعة وفي حالة معقدة، وكان هدفي أن أحقق في عامين إيصال كرة القدم هناك إلى مستوى معين وإيجاد الحلول، كان الأمر صعبا واحتاج لعمل كبير، اليوم أتيحت لي الفرصة ولي الشرف أنه في 54 بلد إفريقي، هناك 17 منتخب أمضوا على اتفاقية مع “الكاف” ومنهم السيشل، في وقت توجد هناك اتحادات تمتلك أموال كبيرة وإمكانيات ضخمة لم تصل إلى هذا، ونحن بميزانية “الفيفا” فقط استطعنا الاستجابة إلى متطلبات الهيئتين القارية والدولية.

هل تفكر في جلب أحد اللاعبين من السيشل إلى البطولة الجزائرية؟

نعم، لدي لحد الآن أربعة لاعبين الذين بإمكانهم الانضمام إلى البطولة الجزائرية المحترفة، لكن المشكل هو أن السيشل هو بلد مليء بالجزر ومن الصعب أن يعيش شعبه في بيئة مختلفة، هو بلد استثنائي والعيش فيه يبدو رائعا، المناخ دائما صيفي ولا يوجد هناك فصل الشتاء، ومن الصعب أن يتأقلم اللاعبون في بلد آخر بسرعة توجد فيه العصرنة والمدنية والكثافة السكانية العالية أيضا، في حين لديهم كثافة سكانية لا تتعدى 100 ألف مواطن، ما يعني تغيرا جذريا، وهل الأندية الجزائرية اليوم صبورة وتمتلك الصبر لإعطاء اللاعب الوقت، للتكيف مع حياته الجديدة لأنهم سيطلبون منه الحصول على نتائج فورية، وهذا هو الأمر المعقد، إذا كان هناك نادٍ اليوم قادر على منح الوقت، للاعب سيشيلي من أجل التأقلم وأخذ كامل وقته، فمرحبا، سوف يقوم بصفقة جيدة للغاية من الناحية المالية، وسيكون لديه لاعب جيد جدا.

كنت في الجزائر للمشاركة في الدورة الأخيرة لتربص “كاف برو”، حدثنا عن ذلك..

في البداية، أود أن أشكر الاتحادية الجزائرية ومسؤوليها الذين رحبوا بي وسهلوا اندماجي، كما أوجه الشكر لوليد صادي وزير الرياضة ورئيس “الفاف”، الذي قام بشيء رائع لكرة القدم الجزائرية، ويجب أن ندرك أنه هناك ثلاث دول فقط في إفريقيا، وهذه هي دول المغرب العربي الثلاث من يمكنه منح رخصة “كاف برو”، لقد كسب الرهان وبذل قصارى جهده، وأريد أيضا أن أقول إنني لا أعرف الرئيس شخصيا، لذلك من الأسهل بالنسبة لي أن أشكره على عمله وما قام به، رحب بي المترشحون الذين كانوا معي، والمتربصون أيضا كأخ، أحتفظ بذكريات رائعة ولم أكن أرغب أن ينتهي، هؤلاء هم الأشخاص الذين أرغب في رؤيتهم مرة أخرى، لكن الحياة ستكون معقدة للغاية بشأن ذلك، لأن لدينا جميعا التزامات مهنية وجميعنا في بلدان مختلفة، هذا التربص كان استثنائيا حقا، وأوجه شكري أيضا للمديرية الفنية الوطنية، التي قامت بعمل كبير، وأضاف شيئا..

تفضل..

من الناحية الفنية، ما أثار اهتمامي وما أدهشني، هو المستوى الأكاديمي للمرشحين، الذي كانوا أعلى مني في البداية عندما وصلت، لقد فوجئت، ولديهم مستويات عالية، وبعد ذلك، بدأت أفكر ما هي المشكلة في كرة القدم الجزائرية، لأنه لدينا تقيين ذوي جودة ومستوى كبير، قلت لنفسي لماذا نبحث عن مدربين فرنسيين، عندما يكون لدينا هذه الكفاءات الجودة في بلادنا، من الضروري أن نتحسن يجب ألا نعتمد على المعرفة المكتسبة، اليوم نهنئ بعضنا، لكن غدا، علينا العمل على هذا المستوى، أنا بالفعل متطلب للغاية مع نفسي ومع إخوتي المتربصين، لأن ذلك في مصلحة الجميع.

هل تفكر في خوض تجربة مع أحد الأندية الجزائرية؟

بكل صدق، بالنسبة لي، سيكون حلما أن آتي وأعمل في الجزائر في أي منصب، خاصة وأنني خضت عدة تجارب وفي مناصب مختلفة في حياتي المهنية، كمناجير ومدير رياضي ومدير فني ومدرب أيضا، لكن، هل كرة القدم الجزائرية تحتاج وتريد شخص مثلي؟ هذا هو المشكل، لأنني بالفعل أريد ذلك، هل كرة القدم في الجزائر بحاجة إلى شخص يتمتع بكفاءتي وما يمكنني تقديمه؟ لا يمكنني أن أمنح ما أستطيع في ثلاثة أشهر، لا أريد أن أنتقد مسؤولو الأندية، لأنني لا أعيش في البلاد، لن أسمح لنفسي أبدا بانتقاد أي شخص، لأن ذلك سيكون عدم احترام من جهتي، ولكن من ناحية أخرى، اليوم، أنا بحاجة إلى البناء والتنشئة هذا ما أعرف أفعله، آتي وأفوز بمباريات، ثم أغادر بعد ثلاثة أشهر، وأقوم بتغيير الأندية كل ثلاثة أشهر، هذا لا يناسبني. وكما أرى أنه في العديد من الأندية، يحدث هذا.

لدي بعض الأفكار، لكن كما قلت، أنا لا أعيش في البلاد، لذلك لا أستطيع أن أؤكد أفكاري لأنه سيتعين علي البقاء لفترة أطول وإجراء تحليل أكثر تعمقا. إذن هل هو خطأ الرؤساء؟ لا أعلم هل هو خطأ الجمهور؟ لا أعلم هل اللوم على الإعلام؟ لا أعرف، ما أعرفه، هو هل كرة القدم الجزائرية بحاجة لخدماتي..

كيف تقيم عمل الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش؟

يبقى نقدا، سواء كان بناء أم لا، كتقني، يجب أن أتناقش معه أولا حتى نتمكن بعد ذلك من تبادل الأفكار كمدير تقني، لذلك لدي واجب التحفظ، هو ناخب وطني، إذا أردنا أن نتحدث عن النتائج، أجدها أنها جيدة جدا، لقد تولى قيادة الفريق الذي كان في وضعية صعبة، لذلك قام بعمل جيد جدا بالنسبة لي.

وأريد أن أنوه أنني ليس لدي أي اتصال، ولم أر الرئيس من قبل، لذلك من الأسهل بالنسبة لي أن أعطي رأيي، صادي قام بأشياء رائعة، لقد فهم أنه لتحقيق النتائج، فإن الأمر يتطلب الهدوء والجدية، وهذا انطباعي وما أشاهده من بعيد، تلك كانت أطروحتي بالتحديد خلال تربصي في “كاف برو”، لقد كان عنوان أطروحتي، “كرة القدم الجزائرية… رؤية من الخارج. أول شيء أراه هو أن رئيس “الفاف” يحاول ضمان ذلك، هناك الكثير من الهدوء والانضباط حول المنتخب، ودور الرئيس ليس الحكم، بل الرئاسة. دوره اليوم هو دفع الاتحادية للأمام، وأنا أرى أن ذلك يحصل فعلا، التأكد أن لديها مشاريع وأنا أرى ذلك بوضوح، ربما هناك من لا يراها، لكني أفعل، لأنها تُرى من الخارج. على حد علمي، هذه أول مرة يتم فيها إجراء إجازة “برو” في الجزائر، وأرى مشاريع أخرى تمضي قدما، وأرى أفكارا أيضا، وهذا ما يريحني وما يهمني اليوم إذا كان علي أن أتحدث اليوم عن المنتخب الوطني.

رابط دائم : https://dzair.cc/yxz7 نسخ