11 أكتوبر، 2025
ANEP السبت 11 أكتوبر 2025

المعارض المغربي معطي منجب: المخزن يحكم الشعب المغربي بإذلاله فالحكم بالنسبة له هو الاحتقار

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
المعارض المغربي معطي منجب: المخزن يحكم الشعب المغربي بإذلاله فالحكم بالنسبة له هو الاحتقار

قال المؤرخ المغربي معطي منجب جملة صادمة لكنها صادقة: “النخبة المغربية تحكم الشعب بإذلاله؛ بالنسبة إليهم، الحكم هو احتقار”.
كلمة جارحة، لكنها تختصر ما يشعر به ملايين المغاربة اليوم وهم يشاهدون بلدهم يُدار كأنه شركة خاصة، لا دولة تُحكم باسم الشعب ومن أجله.

في المغرب اليوم، لا يشعر المواطن أنه في وطنٍ عادل. الشباب يصرخون في الشوارع لأنهم لم يعودوا يجدون مكانًا لهم في هذا الوطن. خرجوا من المدارس بلا أمل، ومن الجامعات بلا عمل، ومن الحياة بلا كرامة. أما من في الأعلى، فيتحدثون عن “النموذج التنموي الجديد” و“التحول الاقتصادي”، وكأنّ الفقر مجرّد سوء فهم، وكأنّ البطالة قدرٌ يمكن التجميل به بالأرقام.

جيل “زد” الذي يقود هذه الاحتجاجات ليس جيل الفوضى كما تحاول بعض الأصوات تصويره. هو جيل تعب من الوعود، من الخطب التي تتحدث عن العدالة الاجتماعية بينما الواقع يزداد قسوة. هؤلاء الشباب لا يطالبون بالمستحيل، بل فقط بتطبيق الدستور، بمحاسبة الفاسدين، وبأن تكون الدولة في خدمة المواطن، لا المواطن في خدمة الدولة.

حين يقول منجب إن الحُكم في المغرب صار مرادفًا للازدراء، فهو لا يبالغ. فالشعب المغربي يرى يوميًا مظاهر الإهانة في المؤسسات، في المستشفيات، في المدارس، وحتى في طريقة تعامل المسؤولين مع الناس. المواطن البسيط صار يُعامل كرقم، ككائن بلا صوت، بينما حفنة من المنتفعين تتحكم في الثروة والسلطة والإعلام.

المأساة الحقيقية ليست في الفقر فقط، بل في الشعور بالإهانة، في الإحساس أن صوتك لا قيمة له، وأنك مهما تكلمت فلن يسمعك أحد. لكنّ ما لم تفهمه النخبة المخزنية بعد، هو أن الصمت لم يعد ممكنًا. هذا الجيل الجديد لا يخاف، ولا يطلب المستحيل، بل يطالب بحقه الطبيعي في الاحترام والمواطنة.

ما قاله معطي منجب ليس نقدًا من الخارج، بل صرخة من داخل القلب المغربي. هو صوت المثقف الذي يرى أن الدولة المغربية تسير في طريق خطر، وأن الشعب بدأ يفقد الثقة في كل شيء. هذه الصرخة هي ضد الإهانة التي صارت أسلوب حكم، ضد الفساد الذي يلتهم أحلام الشباب، وضد اللامبالاة التي تقتل الأمل ببطء.

في النهاية، يمكن أن نختلف مع منجب في التفاصيل، لكن لا يمكن أن نُنكر حقيقة ما قاله. المغرب يعيش أزمة ثقة، لا تُحلّ بالدعاية ولا بالشعارات، بل بالصدق، وبإعادة الاحترام للمواطن. لأنّ الشعب الذي يُهان كل يوم، سيأتي يوم يرفض فيه أن يُهان أكثر.

رابط دائم : https://dzair.cc/h5he نسخ