الأربعاء 09 جويلية 2025

المغرب نقطة عبور رئيسية لتهريب الهيروين والمورفين من أفغانستان باتجاه أوروبا

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
المغرب نقطة عبور رئيسية لتهريب الهيروين والمورفين من أفغانستان باتجاه أوروبا

وفقًا للخرائط المرفقة في التقرير العالمي للمخدرات لعام 2025، يُبرز شمال المغرب، وبشكل خاص إقليم طنجة، كأحد المحاور الأساسية في مسارات عبور المخدرات الأفيونية مثل الهيروين والمورفين نحو أوروبا. وتُظهر البيانات أن تدفقات المخدرات القادمة من منطقة الساحل وغرب إفريقيا تتوجه عبر المغرب لتصل إلى أوروبا الغربية، مما يؤكد تحول المنطقة إلى نقطة مركزية لتهريب الأفيونات.

التقرير الذي أصدره مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة سلط الضوء على تصاعد استخدام المخدرات ونمو نشاط الجماعات الإجرامية المنظمة، وهي ظاهرة تترك تأثيرات اجتماعية وأمنية واقتصادية عميقة على الدول المتضررة.

في سياق موقع المغرب الجغرافي بين إفريقيا وأوروبا، يُصبح البلد على تماس مباشر مع شبكات تهريب الأفيون والكوكايين. ويُبرز التقرير أن المغرب يُعتبر نقطة عبور أساسية ضمن شبكة تهريب الهيروين الممتدة من المصدر الرئيسي في أفغانستان، عبر شرق إفريقيا وغربها، وصولًا إلى أوروبا الغربية عبر إسبانيا وفرنسا وبلجيكا. هذه التدفقات تتزامن مع ارتفاع كميات المخدرات العابرة للقارات، في وقت وصل فيه إنتاج الكوكايين عالميًا عام 2023 إلى مستوى قياسي بلغ 3,708 أطنان، ما يمثل زيادة بنسبة 34٪ مقارنة بعام 2022.

على صعيد تهريب الهيروين والمورفين، تشير الخرائط المرفقة في التقرير إلى ضبط كميات كبيرة من هذه المواد بين عامَي 2021 و2024 في المغرب. كما تُظهر عمليات نوعية تمت بالقرب من موانئ وسواحل المملكة أو في المناطق الحدودية مع أوروبا.

وأفادت البيانات الرسمية الواردة بالتقرير أن المخدرات استُخدمت من قبل 316 مليون شخص حول العالم عام 2023، أي ما يعادل 6٪ من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 سنة، مقارنة بـ 5.2٪ فقط عام 2013. الحشيش جاء في صدارة المواد الأكثر استهلاكًا بمعدل بلغ 244 مليون مستخدم، يليه المواد الأفيونية (61 مليون)، الأمفيتامينات (30.7 مليون)، الكوكايين (25 مليون)، والإكستازي (21 مليون). وأشار التقرير أيضًا إلى أن النزاعات وأوضاع الهشاشة الاجتماعية تشكل عوامل محفزة على زيادة هذه الأرقام مستقبلًا.

التكلفة البشرية لاستخدام المخدرات تتجلى بشكل واضح، حيث تُسبب اضطرابات استخدامها نحو نصف مليون وفاة سنويًا، إلى جانب فقدان 28 مليون سنة من الحياة الصحية نتيجة الإعاقات والوفيات المبكرة. رغم ذلك، يجد غالبية المتعاطين صعوبة في الحصول على العلاج المناسب، حيث يتلقى العلاج واحد فقط من كل 12 شخصًا يعاني من اضطراب التعاطي.

ويزداد الوضع تعقيدًا مع توسع تجارة المخدرات الاصطناعية مثل الأمفيتامينات والميثامفيتامين، التي سجلت معدلات قياسية للمضبوطات خلال عام 2023. هذه الأنواع تستقطب الشبكات الإجرامية بفضل سهولة تصنيعها وانخفاض تكلفتها وصعوبة اكتشافها.

التقرير يُبرز العمل المستمر للجماعات الإجرامية لتطوير أساليبها، مستفيدة من التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة لإخفاء المواد وتهريبها بشكل يُصعب مواجهة نشاطاتها. كما تُقدر العائدات السنوية من تجارة المخدرات بمئات المليارات من الدولارات، ما يمنح هذه الشبكات نفوذًا كبيرًا يمكنها من التغلغل داخل مجتمعات تعاني من هشاشة اقتصادية أو اجتماعية.

رابط دائم : https://dzair.cc/umu1 نسخ