14 أكتوبر، 2025
ANEP الثلاثاء 14 أكتوبر 2025

المغرب يواصل الترخيص لسفن الإبادة بالرّسو في طنجة: حين يفرِش المخزن الموانئ لعبور الموت إلى غزة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
المغرب يواصل الترخيص لسفن الإبادة بالرّسو في طنجة: حين يفرِش المخزن الموانئ لعبور الموت إلى غزة

بينما تتواصل مشاهد المجازر في غزة، ويُدفن الأطفال تحت الركام، ترسو سفن تحمل أدوات القتل في موانئ المغرب بهدوءٍ رسمي مخزٍ.
سفينة “NORA MAERSK” الدنماركية، المحمّلة بأكثر من أربعين حاوية مصنّفة ضمن “الحمولات الخطيرة”، رست في ميناء طنجة المتوسط متجهة نحو ميناءي حيفا وأسدود في الكيان الصهيوني، دون أن تحرّك سلطات المخزن ساكنًا.

الحركة العالمية للمقاطعة “بي دي إس” في المغرب دقّت ناقوس الخطر، مؤكدة أن السفينة جزء من سلسلة رحلات مشبوهة تنقل العتاد العسكري نحو جيش الاحتلال، وسط صمت رسمي لا يمكن وصفه إلا بالتواطؤ.
فبينما يرفض العالم مرور أي شحنة قد تُستخدم في جرائم الحرب، يبدو أن الموانئ المغربية تُستعمل كجسرٍ خلفي لتغذية آلة القتل الصهيونية.

الأخطر من ذلك، أن النيابة العامة بالرباط رفضت تسلُّم بلاغ رسمي من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يتعلق بالتحقيق في استخدام الموانئ المغربية لتسهيل جرائم الإبادة في غزة.
هل يُعقل أن تتحوّل العدالة إلى شاهدٍ أخرس، والميناء إلى منصةٍ عسكرية تحت السيادة الوطنية؟

المخزن، الذي يقدّم نفسه حامياً للقضية الفلسطينية في الخطب والمنابر، يشارك بصمته في إمداد المحتل بما يعزّز جرائمه، أيُّ ازدواجيةٍ هذه؟ من جهة يُرفع شعار “القدس في القلب”، ومن جهةٍ أخرى تُفتح الموانئ لسفن الموت!

المغاربة لا يُخدَعُون، فهم يعرفون أن “التطبيع الاقتصادي” أخطر من أي بيان دبلوماسي، وأن تمرير شحنات الأسلحة عبر الموانئ المغربية ليس مجرد “تجارة عابرة”، بل خيانة صريحة للضمير الوطني والعربي.

إنّ ما يجري في ميناء طنجة المتوسط ليس حدثًا معزولاً، بل نتيجةٌ مباشرة لسياسة الخضوع التي انتهجها المخزن منذ توقيع اتفاقات التطبيع؛ صمتٌ رسمي، وتبريرات غامضة، وتواطؤ إداري يُلبس الخيانة ثوب “التجارة الدولية”.

لكن الشارع المغربي لم ولن يسكت، فكل ميناء تُفتح أبوابه أمام سفن الإبادة، هو طعنة جديدة في ذاكرة شعب قاوم التطبيع لعقود، وكل حاوية تمرّ عبر أرض المغرب نحو الكيان، هي وصمة عار على جبين المخزن الذي يفضّل مصالحه على دماء الأطفال في غزة.

المطلوب اليوم ليس فقط إدانة رمزية، بل تحقيقٌ شفاف ومساءلة وطنية: من سمح لهذه السفن بالرسو؟ من وقّع على الوثائق؟ ومن قرّر أن الميناء المغربي يمكن أن يكون معبراً للأسلحة في زمن الإبادة؟

لقد آن الأوان لأن يفهم المخزن أن التاريخ لا يرحم، وأن الشعوب لا تنسى، فمن يصمت على مرور سفن الموت، يشارك في القتل، ولو من وراء الستار.

رابط دائم : https://dzair.cc/zh1s نسخ