الأحد 11 ماي 2025

بعد الصفعة التي تلقتها من وزير الاتصال عمار بلحيمر.. الدبلوماسية الفرنسية بين التخبط والحيرة

نُشر في:
بقلم: كحلوش محمد
بعد الصفعة التي تلقتها من وزير الاتصال عمار بلحيمر.. الدبلوماسية الفرنسية بين التخبط والحيرة

من المؤكد جدا أن فرنسا الرسمية باتت تعاني من عقم في جهازها الدبلوماسي الذي أصبح مصابا بعدم فاعلية مزمنة، منذ أن أضحت تتجاوز البروتوكولات المعروفة والمراسيم التقليدية وتستعيض عنها بضجيج الصحف، لتصفي حسابات مع الجزائر التي لم تزل غصّة في حلقها منذ حراك 22 فيفري الذي أرسى مبادئ جديدة لعلاقات مختلفة مع مستعمر الأمس.

فرنسا لا تزال تتصرف بناء على معطيات جاوزها الزمن وتحسب أن الدار بدون أهلها، فيأتي سفيرها فرانسوا غوييت ويدفع الباب ليقتحمها بدون إذنهم، وعندما يقف له الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الاتصال عمار بلحيمر مستغربا ومستفهما عن مغزى هذا الإندفاع الأهوج، تثور ثائرتها وترعد وتزبد ويأتيها الحنين إلى ماضيها الاستعماري من كل اتجاه، لكنها تدرك في النهاية أن الزمن تغير عن الماضي فتخرس ألسنتها العاوية.

ما فعله الوزير بلحيمر بالإضافة إلى أنه يمثل حق التصرف المكفول دوليا بسيادة مطلقة، مع كل ما يبدر من دبلوماسي لا يلزم حدوده ويتصرف كيفما يشاء دون اعتبار للأعراف الدبلوماسية، فهو عين العقل وواجب كل مسؤول مخلص وغيور على بلده، فلا يعقل أن يفعل هذا السفير ما يشاء وقتما يشاء وكأن الجزائر لا تزال فرنسية كما يتصور فرنسيون كثر.

فرنسا وهي تردّ عبر إعلامها بدل وزارة خارجيتها على كلام عمار بلحيمر الذي ألزمها حدها، استغلت الفرصة لتصفي حسابات أخرى في أمكنة غير الجزائر، حيث لجأت إلى المغرب حليفها الذي يلقى دعما قويا من رئيسها إيمانويل ماكرون بخصوص الانتهاكات التي يمارسها المخزن في الصحراء الغربية، وهو دعم يتناقض تماما مع الشعارات التي تتشدق بها فرنسا الرسمية.

إن الخرجة الجديدة لوزارة الخارجية الفرنسية وهي تغطي على صنيع سفيرها وتجد له الأعذار التي هي أقبح من ذنبه حينما كان يحاول اختراق سيادة الدولة الجزائرية، لهي دليل كافٍ على حجم التخبط الذي طغى عليها بعد أن صدمها وزير الاتصال بلحيمر بعقلية جزائرية مختلفة تماما عن ما كانت تعرفه من قبل، عقلية صارمة تضع الحروف على النقاط وتصحح مفاهيم مغلوطة كثيرة ترسخ في الذهنية الفرنسية المشوهة، التي تحسب أن الجزائر لا تزال مقاطعة فرنسية يحق لأي دبلوماسي فرنسي أن يسرح ويمرح فيها كما كان الحال عليه في زمن العصابة.

رابط دائم : https://dzair.cc/lmrk نسخ