الأحد 13 جويلية 2025

بن جاب الله عبد الرحيم أسطورة الوفاق لـ “دزاير توب”: “وفاق سطيف بحاجة إلى العودة للتكوين لاستعادة أمجاده”

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
بن جاب الله عبد الرحيم أسطورة الوفاق  لـ “دزاير توب”:  “وفاق سطيف بحاجة إلى العودة للتكوين لاستعادة أمجاده”

حلّ نجم الكرة السطايفية خلال الثمانينيات بن جاب الله عبد الرحيم ضيفا على قناة “دزاير توب” الإلكترونية للحديث عن الوضعية الحالية لنادي وفاق سطيف الذي يتواجد في مرحلة انتقالية في ظل سعي شركة “سونلغاز” للدخول إلى عالم الاحتراف الحقيقي خلال الموسم المقبل، كما عاد بنا ذات المتحدّث إلى الأيام الزاهية التي عاشها مع الفريق سنوات الثمانينيات التي شهدت تتويج الوفاق بلقبين قاريين.

واستهل نجم الكرة السطايفية حديثه بالإنجاز الذي حققه الوفاق سنة 1988 بتتويجه بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة (بمسماها الجديد رابطة الأبطال الإفريقية)، رغم سقوط الفريق إلى القسم الثاني في سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها، قائلا “حينما سقطنا إلى القسم الثاني، كانت صدفة بأننا كنا قد توجنا بلقب البطولة الوطنية في العام الذي سبقه، في مرحلة الذهاب لم نقدّم ما علينا وجمعنا 11 نقطة فقط، لكن في الإياب قدّمنا مشوار بطل وحصدنا 23 نقطة كاملة غير أنّ ذلك لم يكن كافيا لإنقاذ الفريق من السقوط”.

وواصل “بعد نزولنا كان هناك اتحاد من قبل اللاعبين الذين قرروا البقاء مع الفريق وتعاهدنا على إعادة الوفاق إلى القسم الأول، وبالفعل أنهينا الموسم في الصدارة لنعود بعد موسم واحد فقط”، وأبرز بن جاب الله أنّ التتويج بلقب رابطة الأبطال لم يكن صدفة قائلا: “لعبنا في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية قبل ذلك بعدما تمّ معاقبة نادي شبيبة القبائل، حيث شاركنا في المنافسة القارية وتأهلنا إلى الدور الثاني قبل أن نقصى على يد ياوندي، تلك التجربة ساعدتنا كثيرا في مشاركتنا الثانية برابطة الأبطال الإفريقية، كان هناك تلاحم كبير بين اللاعبين والمدرب مختار لعريبي والطاقم الفني، أردنا التأكيد بأنّ الفريق لا يستحق اللعب في القسم الثاني، وقدمنا مسيرة كبيرة سمحت لنا بالتتويج باللقب”.

“هذا هو الفرق بين الجيل السابق والجيل الحالي لوفاق سطيف”

واعتبر محدّثنا بأنّه لا يمكن المقارنة بين الجيل السابق للفريق والجيل الحالي، على اعتبار أنّ الفريق آنذاك كان مكونا من أبناء النادي وخريجي مدرسة وفاق سطيف عكس ما هو عليه الأمر حاليا:”لا نستطيع مقارنة الجيل السابق بالجيل الحالي لوفاق سطيف، الأفضلية هي أنّ الوفاق كان يقوم بتكوين لاعبين أبناء الفريق عكس ما هو الأمر عليه حاليا، حيث أنّ كل الأندية تريد التعاقد مع أحسن اللاعبين من أجل التتويج بالألقاب في الموسم الأول ويقومون بالمقابل بإهمال التكوين”، وزاد “خلال سنوات التسعينيات كان اللاعبون من خريجي مدرسة وفاق سطيف هم الذين يشكلون نواة الفريق، أما الآن فيقومون بجلب لاعبين من خارج الولاية ويهمشون أبناء الفريق، سياسة الفرق تغيرت كثيرا بحث أصبح كل فريق يبحث عن أسرع طريق للتتويج”، مضيفا “المشكل هو في غياب التكوين اللازم لدعم الوفاق، الفريق بحاجة إلى لاعبين خريجي مدرسة الوفاق يدافعون عن ألوان النادي بقوة، وأيضا لا يكلفون الكثير مع تدعيمه ببعض الأسماء لتقديم الإضافة وليس تغيير الفريق في كل موسم”

” بيرة معه حق لا يوجد لاعب يستحق الحصول على 600 مليون”

وأكّد بن جاب الله أنّه يوافق المدير الرياضي والتقني لوفاق سطيف عبد الكريم بيرة الذي أكّد في ندوته الصحفية الأخيرة بأنّه لا يوجد لاعب جزائري يستحق الحصول على أجرة شهرية بـ 600 مليون سنتيم، مشيرا أنّ أجور اللاعبين ارتفعت كثيرا في انخفضت قيمتهم الفنية كثيرا مقارنة لما كان عليه الأمر في السابق، وأوضح: “أنا مع قاله المدير الرياضي عبد الكريم بيرة، هو مسؤول ويرى بأنّه لا يوجد لاعب في السوق يستحق قيمة 600 مليون، هل هناك لاعب يمتلك القيمة الفنية والتكتيكية وكل المواصفات التي تجعله يستحق هذه الأجور الباهظة؟، اليوم نرى بأنّ الأجور ارتفعت كثيرا وقيمة اللاعبين انخفضت أكثر، معه حق هذه أموال الدولة وهي من تقوم بتمويل الصفقات”.

“الصفقات الكبيـــــــــــرة وحدها لن تجلب الألقاب…”

وفي ردّه بخصوص مطالب أنصار عين “الفوارة” بالتعاقد مع أسماء لامعة الموسم المقبل من اجل العودة إلى منصات التتويج مجددا، اعتبر أيقونة الكرة السطايفية أنّ هذه الطريقة غير مجدية إذا ما لم يعد الفريق مجددا إلى التكوين، ونوّه قائلا: “المناصر يحب فريقه ويريد رؤيته يتوّج بالألقاب، مشكلة وفاق سطيف هي أنّه لم يتوّج بأي لقب من سنة 2014، هل برأيكم لو أنّ شركة “سونلغاز” تضّخ أموالا كبير لجلب أحسن اللاعبين تستطيع العودة إلى التتويجات في عام واحد فقط، هل الأموال وحدها كفيلة بقيادة الفريق للألقاب؟”، واردف ” برأيي من أجل العودة إلى منصّات التتويج يجّب التعاقد مع لاعبين جيّدين من الناحية الفنية والتكتيكية والحفاظ على الاستقرار في النادي”، وواصل كلامه ” حينما تتعاقد مع 14 لاعبا دفعة واحدة سيكونون بحاجة إلى 8 أشهر على الأقل حتى يتأقلموا مع أجواء الفريق لكن حينما يكون لديك 7 لاعبين أساسيين وتقوم بالتعاقد مع 3 لاعبين أو 4 على الأكثر في الميركاتو فإنّهم يسهلون مأموريتهم في الانسجام مع النادي، تغيير التشكيلة بشكل كامل أمر غير مجد، وتشكّل صعوبة كبيرة لأي مدرب كان”.

“بن دريس يستحق فرصته للعمل في وفاق سطيف”

ومن جانب آخر، يرى بن جاب الله عبد الرحيم أنّ المدرب رضا بن دريس يستحق التواجد ضمن الطاقم الفني الجديد لوفاق سطيف، بعد النجاحات التي حققها مع الفرق التي دربها سابقا على غرار واد سوف، رائد القبة وترجي مستغانم، مشيرا أنّ المدرب المحلي يعرف الكرة الجزائرية جيّدا وبالتالي هو الأنسب للنادي السطايفي : “المدربين المحليين يعرفون جيّدا عقلية اللاعب الجزائري ويعرفون خبايا الكرة المحلية، بن دريس مثلا كان في رائد القبة وساهم في احتلال الفريق صدارة القسم الثاني، قبل أن يلتحق بترجي مستغانم ويحقق مشوارا رائعا بتحقيق الصعود إلى حظيرة الكبار” وتابع “ما قام به ليس ضربة حظـ،عمله هو من يتكلم عنه، وأيضا كانت له تجربة مع نادي واد سوف الذي قاده لتحقيق الصعود قبل موسمين، من حقه أن يحظى بالفرصة للعمل في المستوى العالي”.

“كل ما تحصلت عليه مع الوفاق هو منزل بعد التتويج بالبطولة !”

وعلى صعيد آخر، أكّد بن جاب الله، بأنّ لاعبي وفاق سطيف لم يتحصلوا على أي مقابل نظير التتويج بلقبي رابطة الأبطال الإفريقية أو الكأس الأفرو آسيوية، نهاية الثمانيات، قائلا “في ذلك الوقت حينما توجّنا باللقب الإفريقي، تلقينا دعوة من الرئيس الشاذلي بن جديد، وقام بمنح الفريق حافلة خاصة، لكن اللاعبين لم يحصلوا على أي شيء، أنا شخصيا لا أملك أي قطعة أرضية في وفاق سطيف، وهناك بعض اللاعبين من تحصلوا على قطع أرضية لكن في سنوات 1991 و1992 كمواطنين عاديين وليس بصفتهم لاعبين، وبعد تتويجنا بلقب البطولة الوطنية قام الوالي السابق لسطيف سنوات التسعينات بمنح منزل لكل لاعب، باستثناء هذا المنزل لم أتحصل على أي شيء”.

وفي ختام تصريحاته، عاد ضيف “دزاير توب” للحديث عن حادثة طريفة في بطولة الكأس الأفرو آسيوية التي توّج بها وفاق سطيف سنة 1889، وذلك بعدما كان ينتظر الحصول على سيارة كهدية له من قبل المنظمين عقب إنهائه للدور كأحسن هدف، واختتم: “قيل بأنّ هناك سيارة هدية لأفضل لاعب في البطولة الأفرو آسيوية، وقاموا بوضعها خلف المرمى، وأنا سجّلت هدفا في الذهاب وأيضا في مرحلة الإياب لكن لم أرها ولم أسمع شيئا عنها (يضحك)”.

رابط دائم : https://dzair.cc/ww23 نسخ